يتعين على الزعماء العرب في ظل الظروف السياسية الحرجة التي تمر بها الامة العربية ان يسارعوا لاتخاذ الوسائل الممكنة لعقد قمة بديلة من اجل التوصل الى حلحلة الازمات العالقة التي طرحت على جدول اعمال القمة المؤجلة في تونس، فالوقت يمر سريعا، ولابد ان يتفق العرب على جدول زمني بعد تحديد موعد القمة البديلة لادخال الاصلاحات على البيت العربي من أهله القاطنين فيه بدلا من ان تجيء الاصلاحات من خارج البيت، وهو امر لايمكن تصوره او استساغة تفاصيله وجزئياته، اضافة الى ذلك فثمة ملفان خطيران للغاية لابد من النظر فيهما بجدية وعدم تهاون وهما الملفان الفلسطيني والعراقي، ويبدو ان الوقت ازف لكي يرتفع العرب فوق خلافاتهم وشقاقهم وحساسياتهم، ويلتفوا حول تضامنهم المنشود المؤدي الى تحقيق تكاملهم في شتى ميادين التكافل ومجالاته، لاسيما مايتعلق منه بالجانب الاقتصادي تحديدا، على اعتبار ان المستقبل المنظور سيكون للشعوب التي التفت حول تكتلاتها المعلنة، فقد بدأت تبرز على السطح عدة تكتلات اقتصادية سيكون لها شأن كبير في المستقبل المتطور، فليس هناك مجال لتغريد بعض الامم خارج السرب، ولاشك ان لدى الامة العربية من المقومات والمعطيات مايؤهلها لارساء قواعد اقتصاد موحد قوي يكون قادرا على الصمود والثبات وتحدي كل الهزات والعقبات وكل تلك الطموحات مرهونة بارادة عربية واحدة متماسكة وصلبة، ويتأتى ذلك دون شك باجماع عربي على حلحلة العديد من الازمات العالقة، والبدء في اصلاح الجامعة العربية، وكذلك اصلاح البيت العربي من الداخل، والعمل بالسرعة المناسبة والمتوخاة للوصول الى اقصى مايمكن الوصول اليه من التكامل الاقتصادي المنشود، وتلك الارادة السياسية الواحدة مرهونة بعقد القمة العربية الدورية البديلة لوضع النقاط على احرفها والشروع في عمل عربي مشترك لمواجهة التحديات الحاضرة والمقبلة، فالآمال العريضة عادة لا تتحقق على ارض الواقع الا من خلال ارادة جماعية يبدو ان ظهورها على السطح العربي اضحى ضروريا وواجبا في الوقت الراهن.