سادت موجة من التفاؤل الكبير بين أبناء الأمة العربية بامكانية ان تحقق قمة زعمائهم التي تأجلت في تونس سلسلة من الآمال والطموحات والتطلعات لاسيما مايتعلق منها باصلاح البيت العربي من داخل اهل البيت، غير ان تلك الموجة سرعان ما خبت انوارها بالتأجيل في وقت كان فيه العرب بأمس الحاجة لهذه القمة في ظل الظروف الدولية المتسارعة التي كان من المفترض ان تدفع العرب جميعهم لوحدة صفهم وكلمتهم وارادتهم لانجاز ما يجب انجازه من مهمات عاجلة غير قابلة للتأجيل، فالقادة العرب يدركون تمام الادراك اهمية مشاكل شعوبهم واهمية حلحلتها في ظروف سياسية بالغة الخطورة، غير ان عدم انعقاد القمة في حينها يجب الا يكون دافعا لخيبة أمل في استحالة تحقيق آمال الامة العربية وطموحاتها باتفاق الزعماء العرب على تحديد موعد جديد لقمتهم المنتظرة، فهم في ظروف تستدعي تلاحم صفوفهم للخروج من ازماتهم الصعبة الحالية سواء تلك التي تدور رحاها في الاراضي الفلسطينية المحتلة او في الاراضي العراقية، وكذلك ما يجب الالتفاف حوله لبلورة الاصلاحات في البيت العربي، وفي الجامعة العربية، وكذلك للنظر وفقا للمستجدات والمتغيرات السريعة في تحديد طبيعة العلاقات مع الدول الغربية لاسيما الولاياتالمتحدة، اضافة الى ملف التكاملات الاقتصادية بين اقطار الامة العربية في زمن من اهم علاماته الفارقة هذه التكتلات الاقتصادية التي بدأت تبرز بوضوح على السطح، وليس من الجائز في ظل الظروف والتحولات الحالية ان يشعر العرب بالاحباط لانفراط قمتهم في الساعات الاخيرة، بل يجب ان يكون الامل بديلا لمثل هذا الشعور بقمة بديلة تؤكد الامة العربية من خلالها انها قادرة على التعامل مع مختلف الازمات والمشاكل والقضايا بعقلية متفتحة وواعية، وانها قادرة على الوصول الى اتفاق موحد تجاهها لمعالجة مايمكن معالجته منها استجابة لتطلعات الشعوب العربية وآمالها في صنع مستقبلها المشرق على اسس من التوحد والالتفاف حول تحقيق بنود ميثاق تضامنهم المنشود والارتفاع فوق كل الخلافات الهامشية والجانبية.