موافقة القمة العربية الدورية الأخيرة في تونس بالاجماع على (وثيقة العهد) التي قدمتها المملكة تدل على تثمين الزعماء العرب لما جاء فيها من بنود حيوية وهامة لاصلاح العمل العربي المشترك, فالوثيقة التي قدمها سمو ولي العهد لاشقائه تطرح الخطوط العريضة الواجب اتخاذها لتطوير العمل العربي المشترك وتفعيله وكذلك اصلاح آليات الجامعة العربية حتى تتمكن من أداء اعمالها بطيرقة متكاملة, وسوف تجتمع اللجنة المتخصصة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك بصفة دورية اعتبارا من شهر يونيو المقبل لاعداد المشاريع والملاحق المعروضة والصياغات المقترحة لتعديل ميثاق الجامعة العربية, فوثيقة العهد التي طرحت في قمة تونس سوف تؤدي بنودها الى ضمان المستقبل الافضل للشعوب العربية وابعادها عن التناحر والفرقة والاختلاف, والعمل بروح الفريق الواحد على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط, سلام تقوم اركانه الاساسية على تحكيم قرارات الشرعية الدولية والمطالبة باسترجاع الحقوق العربية المشروعة, والوثيقة تعيد الى اذهان العرب عند استعراض بنودها تلك المبادرة السلمية التي تقدم بها سمو ولي العهد لاشقائه في القمة العربية الدورية في بيروت عام 2002م, وتحولت فيما بعد الى مبادرة عربية جماعية اكدت على اهمية الرجوع الى قرارات الشرعية الدولية لمعالجة الازمات القائمة وعلى رأسها الازمة الفلسطينية التي لايمكن حلحلتها الا باقامة الدولة المستقلة ذات السيادة لشعب فلسطين وتحقيق الحل العادل والمنصف لقضية اللاجئين استنادا الى القرار الاممي رقم (194) القاضي بعدوتهم الى ديارهم وعدم توطينهم في البلدان العربية, وقد نصت الوثيقة على مجموعة من النقاط الحيوية التي حازت على اجماع الزعماء العرب في قمتهم ومن ضمنها دعم حق الامارات في استرجاع جزرها الثلاث المحتلة والعمل على تقوية القدرات الجماعية بشكل يضمن فض المنازعات العربية بالطرق السلمية وفقا لقرار قمة القاهرة عام 1996م, كما ان الوثيقة ركزت على مسألة حيوية تتعلق بانفاذ خطوات الاصلاح الشامل بالدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية تحقيقا لمبادئ التنمية المستدامة بين الاقطار العربية, ومن صور الاصلاح دعم سبل حرية التعبير ورعاية حقوق الانسان والعمل على تعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع وغيرها من سبل الاصلاح التي تدفع للقول بان قمة تونس الاخيرة تمثل في واقع الأمر منعطفا نوعيا هاما في تحرك الأمة العربية نحو تحقيق مبادئ عملها المشترك وتكاملها المنشود في مناح عديدة لخلق الاجواء المناسبة والمواتية لرسم المستقبل الأفضل والأمثل للشعوب العربية قاطبة.