في اخريات الشهر الجاري تعقد في تونس قمة عربية هي على جانب كبير من الأهمية وفقا لما يعيشه العرب من ظروف صعبة وحرجة تستدعي من زعماء الأمة تشخيصا دقيقا لأحوالها والعمل على حلحلة أزماتها بشكل آمن وبما يتوافق مع طموحات الأمة واستشراف مستقبلها في عالم يعج بمتغيرات ومستجدات طارئة ومتسارعة، فالقمة مدعوة للتعامل بحكمة وجدية بين مطرقة الضغوط الخارجية من جهة وبين سندان الواقع الداخلي والاقليمي، والبراعة تكمن في امكانية التوفيق بين التعامل مع الداخل والخارج بما عهد في القادة من حكمة وفطنة، وبالتالي فان عليهم مستلزمات هامة تستوجب منهم النظر في ملفات رئيسية حيوية مثل ملف الارهاب ونزع اسلحة الدمار الشامل وتسوية الوضعين الخطيرين في فلسطين والعراق. وثمة استجابات لاستحقاقات التغيير في عالم ما بعد الحادي عشر من ايلول والعراق وافغانستان ومبادرة الشرق الاوسط الكبير لابد من التعامل معها. وازاء ذلك فان القمة المقبلة تعد منعطفا هاما في تاريخ الامة العربية وفقا لحجم التعامل مع القضايا الساخنة والملحة على أصعدة متعددة، ووفقا لحجم المتغيرات الطارئة التي تفرض تطبيق مشروعات الاصلاح والتحديث في منطقة الشرق الاوسط بأسرها. ووفقا لمستجدات ومتغيرات سياسية واقتصادية تحتم على العرب المسارعة في لم شملهم وتوحيد كلمتهم والالتفاف حول تطبيق مشروع تضامنهم المنشود وتعزيز مسارات تعاونهم في شتى قنوات التعاون المطروحة فيما بين دولهم. فالتحديات جسيمة ولابد ان تكون القمة العربية المرتقبة في حجم تلك التحديات.