الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين محمد بن عبدالله وعلى اصحابه الميامين ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين.. اما بعد. لقد خرج علينا في هذا العصر فئة منحرفة فكريا ودينيا اتخذوا من فكر الخوارج الذين خرجوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له اعدل يامحمد وعلى عثمان رضي الله عنه وقتلوه وهو يقرأ كتاب الله وعلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقتلوه ايضا منهجا فسلكوا مسلكهم فأخذوا يفسدون في الارض ويقتلون الانفس المعصومة وهذه جريمة قد حرمها الله عز وجل في كتابه العزيز فقال عز من قائل: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) الاسراء 33 وقال تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) المائدة 32 عجبا لهم (افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها). فهذا اسامة بن زيد يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة من جهينة قال فصبحنا القوم فهزمناهم قال ولحقت انا ورجل من الانصار رجلا منهم قال فلما غشيناه قال: لا اله الا الله قال فكف عنه الانصاري فطعنته برمحي حتى قتلته قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال لي: يا اسامه اقتلته بعدما قال لا اله الا الله؟ قلت: يارسول الله انه انما كان متعوذا قال صلى الله عليه وسلم: قتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟ قال اسامه: فما زال يكررها علي حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم رواه البخاري وعند مسلم من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه في هذه القصة وفيه: ان اسامة بن زيد لما رفع عليه السيف قال: لا اله الا الله فقتله.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: فكيف تصنع بلا اله الا الله اذا اتتك يوم القيامة؟ قال اسامه: يا رسول استغفر لي قال صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع بلا اله الا الله؟ فجعل لايزيده على ذلك فماذا تصنعون بلا اله الا الله يامن قتلتم من حملها سنين الا ان شققتم عن قلوبهم وعرفتم ما بها!! فاتقوا الله سبحانه وتعالى وعودوا الى صوابكم ورشدكم واتبعوا نبيكم صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عنهم وعلماء هذه الامة الربانيين سلفا وخلفا. واخيرا فهذه الاحداث التي حدثت في بلادنا الحبيبة تقدير من الله العلي القدير والله سبحانه وتعالى لايقدر شرا محضا بل ابتلانا بها وبهؤلاء الضالين المنحرفين عن الحق لحكمة من عنده سبحانه وتعالى لكي نعود اليه ونحاسب انفسنا هل نحن اتبعنا اوامره واجتنبنا نواهيه؟ وهل شكرنا النعم التي اسداها علينا؟ من امن وايمان وصحة ومال ونعم لا تحصى؟ ام كفرنا بها ولم نشكره عليها؟ ولنحذر قوله تعالى لانه ليس بيننا وبينه نسب فقد قال عز من قائل في كتابه الكريم الذي يهدي للتي هي اقوم: (وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) النحل 112 . نسأل الله العلي القدير ان يحفظ بلدنا من كل كائد ومن كل حاسد ومن كل ضال ونسأله سبحانه وتعالى ان يجمع قادتنا وعلماءنا ودعاتنا وشبابنا على كتابه العزيز وسنة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم على فهم سلف هذه الامة ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرد ضال المسلمين الى جادة الحق انه جواد كريم ونسأله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان يجعلنا هداة مهتدين وصلحاء مصلحين والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الامة الى صراط العزيز الحميد باذن ربهم وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.. كتبها: ابو عبدالله خالد البقعاوي