يقول ربكم جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا) ان ذكر الله تعالى قد رغبنا الله فيه وامرنا بالمداومة عليه، وجعله وسيلة زلفى لديه، ووعد على ذلك عظيم الثواب، والنجاة من العقاب، فقال تعالى (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) فالذكر سهل على اللسان ثقيل في الميزان أخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بأن ذكر الله تعالى افضل الاعمال وازكى الأقوال، ومعنى ذكر الله تعالى هو الثناء على الله عز وجل بأسمائه وبصفات كماله، وسؤاله، وتنزيه الله عما لا يليق به، وذكر الله تعالى يكون بالفعل للعبادات البدنية، ويكون باللسان، ويكون بالقلب، وافضل الذكر ما كان بالفعل والقول باللسان واخلاص الجنان، كالصلوات والحج والجهاد في سبيل الله، ثم ما تواطأ عليه اللسان والقلب. وأفضل الذكر بالقول تلاوة القرآن الكريم، لأن القرآن العظيم حياة القلوب، ونور العقول، والهدى المستقيم، والقائد الى رضوان الله والى جنات النعيم، حرز من الشيطان وقربة الى الرحمن، تلاوته عبادة، والتفكر في معانيه فوز وسعادة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا اقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف، وميم حرف). وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الرب تعالى: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي اعطيته افضل ما اعطى السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه). وذكر الله تعالى يكون بالكيفية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالذكر بسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ونحو ذلك من أنواع الذكر الثابتة في السنة المطهرة، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الكلام الى الله اربع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت). وعن سمرة بن جندب ايضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هي أفضل الكلام بعد القرآن وهن من القرآن). وعن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قل لا حول ولا قوة الا بالله فانها كنز من كنوز الجنة). والصلاة والسلام على سيد البشر صلى الله عليه وسلم من ذكر الله تعالى. ولا يكون ذكر الله تعالى بالكيفية المبتدعة والصيغ المحدثة، ففي حديث عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).