واستدار الزمن دورات ودورات ليتوافق يوم غد الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول مع ذات اليوم والتاريخ الذي شهد مولد خير خلق الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو يوم الاثنين من شهر ربيع الأول والذي لا شك فيه أن الاحتفاء بمولده صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على يوم بعينه، وإنما بالاقتداء بما جاء به من الهدى على مدار العام وعلى امتداد العمر فقد أرسله الله رحمة للعالمين بدليل قول الحق سبحانه وتعالى بسورة آل عمران : {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}. كما يقول عز من قائل بسورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به». كما قال عز من قائل بسورة الأحزاب: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}. كما جاء بسورة آل عمران: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}. وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: «قد يئس الشيطان أن يعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا أيها الناس، فإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم». وفيما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله». كما حضنا صلى الله عليه وسلم إلى الاعتراف بحق آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامهم. يقول صلى الله عليه وسلم: أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي». وأعود لأؤكد أن الاحتفاء بسيرته عليه الصلاة والسلام إنما يكون باتباع ما أمر به فيما صح من الأحاديث الشريفة إنما يكون بحسن الاقتداء والسير على ما جاء به صلى الله عليه وسلم في كتاب الله أو صح عنه من أحاديثه الشريفة، ومن ثم كثرة الصلاة والسلام عليه تبعا لما أمرنا الله به في سورة الأحزاب بقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا». فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وشفيعنا المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم واسقنا من يده الشريفة من الحوض شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا في يوم لا ريب فيه. السطر الأخير: يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد وضاء [email protected]