تتعقب الشرطة الهندية شركة توظيف خدعت عمالا فقراء وأميين للالتحاق بمعسكرات الجيش الامريكي في العراق حيث يقولون ان الحال انتهى بهم الى حبسهم داخل العراق للعمل كالعبيد. وأثارت مزاعم الدفعة الاولى العائدة الى الهند عن اساءة معاملة الجنود الامريكيين لهم غضبا في الهند الاسبوع الماضي كما أدت الى القيام بمقارنات بين هذه المعاملة ومعاملة السجناء العراقيين. وبناء على طلب من الحكومة الهندية بدأ مسؤولون أمريكيون تحقيقا في هذه المزاعم.ولكن العمال الذي يصرون على أن الجنود الامريكيين روعوهم وتحرشوا بهم ومنعوهم من الرحيل يقولون انهم لم يتعرضوا لاي اعتداءات جسدية. وتشير المقابلات التي أجريت مع الشخصيات التي قدمت البلاغات الى أن المشاكل الرئيسية تمثلت في الشركة التي قامت بتوظيفهم نيابة عن وحدة تابعة لشركة هاليبرتون الامريكية وبيئة الحرب القاسية في العراق والمناخ الصحراوي. وتقول الشرطة ان صاحب شركة التوظيف التي استعانت بالعمال لصالح شركة أخرى في بومباي التي أرسلتهم الى الخارج هرب. ويقول فاصل علي اروكونجو وعبد العزيز شاه جهان وهما مسلمان يعملان بالاجرة اليومية من قرية فيليتشيكالا بولاية كيرالا في جنوب البلاد انهما خدعا للسفر للعراق. وظلا يعملان تسعة أشهر لمدة 18 ساعة يوميا في مطابخ المعسكرات الامريكية وتعرضا لتهديد بالضرب ووجه لهما الجنود السباب قبل أن تسمح الشركة المشغلة لهما بالعودة الى بلادهما. وقال فاصل (لم يعتدوا علينا جسديا) في اشارة الى الجنود الامريكيين مضيفا (ولكن الاعتداء النفسي كان أسوأ). وقال الاثنان ان الجنود الامريكيين كانوا يهددون العاملين في المطابخ (بمواجهة عواقب وخيمة) اذا توقفوا عن العمل وفي بعض الاحيان كانوا يتحسسون بنادقهم في تهديد مبطن أثناء الحديث. وفي أحد المعسكرات الذي يبعد عدة ساعات عن بغداد أطلق جندي النار على كلب ضال أثناء توجهه للحديث مع عمال أضربوا للمطالبة بأجر اضافي.ومضى شاه جهان يقول عدنا الى العمل. عندما أطلقوا النار على الكلب شعرت أنني قد أقتل بالرصاص مثلما حدث مع الكلب. وأضاف أن الجنود المشرفين عليهم حاولوا عدة مرات ضربه متهمين اياه بعدم العمل بالصورة المطلوبة. وذكر فاصل لم نكن نعلم أننا سنذهب الى العراق وأضاف ان صاحب شركة التوظيف أبلغهما بأنه عثر على فرص عمل لهما في الكويت مقابل 18 ألف روبية في الشهر (400 دولار) أي ما يزيد بثلاثة أمثال عن الاجر الذي يتقاضياه في بلادهما. لذلك باعا بعض المشغولات الذهبية التي تمتلكها أسرتاهما وأراضي واقترضا من الجيران لدفع الرسوم للشركة والتي تبلغ 80 ألف روبية (1800 دولار) من كل منهم. ووصلا الى الكويت في اغسطس وبعد الاستحمام والحصول على وجبة وضعا في شاحنة تحركت بهما في الصحراء لمدة أربع وعشرين ساعة. وأردف فاصل قائلا عندما وصلنا الى هناك سألنا أحدهم وقالوا لنا انتم في العراق. ولم تكن هناك أي مساكن وتعين عليهما نصب الخيام وسط حرارة الشمس المحرقة. وكانا يبذلان جهدا مضاعفا في حين كانا يتقاضيان أقل من نصف الاجر الذي وعدا به وكان رئيس الطهاة الهندي يجبر العمال المسلمين على اعداد وطهو لحم الخنزير حتى خلال شهر رمضان وبالاضافة الى كل ذلك كان القصف اليومي. وقال فاصل الذي أمضى أغلب الوقت في معسكر اخر هو تلعفر لم استطع أن أعيش في مثل هذه الظروف. وبعد شهور من الالحاح والاقناع أحضرت الشركة بديلين للاثنين وسمحت لهما بالتوجه الى الحدود مع الاردن دون توفير حماية لهما وهناك تعرضا للضرب من العراقيين لعملهما لدى القوات الامريكية.