قال مسؤول جهاز المحاسبات في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ان مجموعة (هاليبرتون) الأمريكية المكلفة بقطاع النفط في العراق رفعت أسعار الوقود المصدر إلى العراق بزيادة 61 مليون دولار عن السعر العادي وأرتكبت مخالفات أخرى. ويجري البنتاغون تدقيقا في حسابات (هاليبرتون). وأوضح مدير وكالة محاسبات عقود الدفاع في البنتاغون بيل ريد يوم الخميس: لقد حددنا عددا من المسائل المثيرة للقلق تتطلب تدخلنا الفوري وقد ابلغنا كيلوغ براون اند روت بها (فرع مجموعة هاليبرتون). وترتبط (هاليبرتون) بعلاقات مصالح مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي كان رئيساً لمجلس إدارتها بين عامي 1995 و2000 قبل أن يتركها لتولي منصب نائب الرئيس. ورفضت هاليبرتون الاتهامات قائلة ان فرعها (كيلوغ براون اند روت) تصرف (بما يتفق تماما مع شروط التعاقد التي يحددها العقد). وحاول مسئول آخر في البنتاغون طلب عدم الكشف عن هويته التقليل من مخالفة (هاليبرتون) بأن (الأمر مرتبط بالأسعار التي تحددها شركة كويتية تعاقدت معها هاليبرتون من الباطن). وقال مسؤول دفاعي بارز ان (كيلوغ براون اند روت) ربما كانت تدفع للشركة الكويتية ما يصل إلى 20ر2 دولار للجالون من البنزين الخالي من الرصاص بالمقارنة مع 18ر1 دولار في عقود أخرى. وأفادت الناطقة باسم البنتاغون روزان لينش بأن التدقيق في حسابات المجموعة ما زال مستمرا. وحصلت هاليبرتون على عدة عقود لإعادة تأهيل البنى التحتية النفطية في العراق مما آثار جدلا وشكوكاَ حتى في الأهداف المعلنة لغزو العراق. وكان كثير من المنتقدين للغزو الأمريكي للعراق قد قالوا إن من أهداف الغزو الخفية سيطرة شركات النفط الأمريكية، المرتبطة بالصفوة الجمهورية الحاكمة في البيت الأبيض، على نفط العراق. وحصلت هاليبرتون على عقود ضخمة في العراق بإسناد من الحكومة الأمريكية دون منافسات. وقد حصل فرع هاليبرتون (كيلوغ براون اند روت) على عقدين منفصلين قد تصل قيمة أحدهما الى سبعة مليارات دولار ويشمل ترميم البنى التحتية النفطية على ما افاد مسؤولون في البنتاغون. والثاني ويهدف الى تقديم دعم لوجيستي للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط قد تصل قيمته الى 6ر8 مليار دولار حسب المصادر ذاتها. وأبرمت طلبيات، في إطار العقدين، قيمتها خمسة مليارات دولار. ولاحظ البنتاغون مشاكل أخرى بشأن العقد الثاني. ومن هذه المشاكل عرض تعاقد من الباطن حول قاعات الطعام المخصصة للجنود الأمريكيين في العراق. وأفاد مسؤول كبير طلب عدم الكشف عن اسمه ان (كيلوغ براون اند روت) تقدم بعرضين يبلغ فارق السعر بينهما 67 مليون دولار. ورفض البنتاغون العرضين. وقال مسؤولون من البنتاغون ان (كيلوغ براون اند روت) ربما يكون دفع مبالغ أكثر من اللازم 61 مليون دولار لصالح متعاقد كويتي من الباطن في إطار اتفاق لشراء الوقود من الكويت إلى العراق أبرم في مارس الماضي مع سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي لإنعاش قطاع النفط العراقي. وابلغ مصدر عسكري رويترز انه بالإضافة الى مزاعم عن المبالغات في الأسعار يبحث مراقبو الحسابات كذلك في تأخير إعلان تفاصيل الأسعار.