الشيخوخة والهرم من اكبر المشكلات التي تواجه الاسرة التي هي اللبنة الاولى في بناء المجتمع الاسلامي وهي الاساس في اي نظام اجتماعي يريد مواصلة الحياة والمساهمة في بناء صرح الحضارة البشرية. ورعاية الشيخوخة والآباء من اضخم المسؤوليات التي تتحدى الابناء وكثيرا ما يقف الابناء موقفا حرجا وصعبا قد يؤدي الى صراع حاد بين ارضاء مشاعر زوجاتهم او التمسك بمسؤولياتهم تجاه آبائهم وامهاتهم. ولقد كرم الاسلام الانسان واستخلفه في الارض ورعاه في كل مراحل حياته. والاسلام عقيدة وفكرا ونظاما ممثلا في كتاب الله وسنة رسوله وما جاء في التراث الاسلامي قد أولى مرحلة الشيخوخة رعاية مميزة، حيث اكد الاسلام على الرعاية الاسرية والتكاتف العائلي وكفل الوالدين، وخاصة في مرحلة الشيخوخة، بضمان المعاملة الحسنة والعيش المحترم من اسكان واطعام ومداراة، تجسيدا لقوله تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما). إن ديننا العظيم حفظ لوالدينا الكرامة والحب والاهتمام رضينا أم ابينا!! اقوياء كانوا ام ضعفاء وعاجزين!! وحق اجدادنا من حق والدينا علينا لان رعاية الجد والجدة والاهتمام بهما نفسيا وصحيا واجتماعيا لهو واجب تفرضه علينا طاعة والدينا وصلة رحمنا. ولقد حفظ ديننا الاسلامي ولله الحمد لكل فرد حقه لا يظلم ولا يُظلم، فكيف يظلم ابناء وبنات المسلمين آباءهم وامهاتهم؟!.. وكيف يظلم ابناء وبنات المسلمين جداتهم واجدادهم.!! الا اذا فقد هؤلاء الناس دينهم! .. وفقدوا قلوبهم!!.. وما لهذه من علاج الا بالالتجاء لله سبحانه وطلب غوثه ورضاه. وقد قيل :==1== لاتظلمن اذا ما كنت مقتدرا==0== ==0==فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه==0== ==0==يدعو عليك وعين الله لم تنم==2== والمسنون في مجتمعنا الاسلامي يواجهون اليوم قلة اهتمام ورعاية من الابناء والبنات والاحفاد وان كثرة افتتاح دور رعاية المسنين لهو دليل على ان هناك فئة بيننا اصبحت قلوبهم احجارا صلدة حتى تخلوا عن آبائهم وامهاتهم واجدادهم الذين هم ضياء الدنيا وبركتها وهيبة البيوت!! ودليل على تقليد المحرومين من نعمة الاسلام في تلك المجتمعات الغربية، حيث ايداع الام والاب فيها لامر عادي بالنسبة لهم وما عليهم الا زيارتهم شهريا او سنويا!! وكل ابن او بنت يحمل في يده باقة ورد او علبة شوكلاته ويكفي!! وان كان فينا بلاء تقليد الغرب لهذه الدرجة فلنقلدهم في تقديم الخدمات المميزة لهذه الفئة وهذا لا يجهله احد من ضمان اجتماعي دائم ورعاية صحية شاملة. اما التخلي عنهم ورميهم في دور رعاية العجزة بعدما قاموا بواجبهم تجاه هؤلاء الابناء لهو بداية لغضب الله وليعلم الجميع ان عقاب من يعق والديه يكون مضاعفا في الدنيا والآخرة، وان هذا دين لابد ان يستوفيه كل عاق من ذريته فالخير يعود بالخير والشر يعود بالشر، والحسنة بالمحبة، والاساءة بالكراهية. فالانسان ان امتد به العمر ولم تحن وفاته فهو سيصبح في يوم من الايام انسانا مسنا يحتاج الى الآخرين!! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (وقروا كباركم يوقركم صغاركم) والادلة على طاعة الوالدين وبر الاجداد والجدات وصلة الارحام كثيرة. وليتق الله كل رجل ترك والديه عرضة للذل والاهانة من قبل زوجته او ابنائه او اقربائه وليعلم انه ان كان يحترمهم ويجلهم خوفا من الله لا من اجل كلام الناس فان اهل بيته سيعاملونهم بما يرضي الله في وجوده وغيابه. ولهذه الفئة الغالية حقوق على المجتمع منها : حفظ حقوق المسنين يبدأ من البيت والاسرة والاقرباء والمسجد.. فان انعدم العقوق في الاسرة فلاشك ان حقوق المسنين ستكون محفوظة دائما، فالطريق يبدأ اولا من اكرام الوالدين وحفظ حقوقهما.. لان الطفل ابن اسرته فان تعلم احترام كبار السن في البيت احترمهم في الشارع واهتم بهم في المواقف والاماكن العامة!! وكما قيل :==1== وينشأ ناشئ الفتيان منا==0== ==0==على ما كان عوده أبوه==2== تعليم الطلاب والطالبات في المدارس الآداب والاخلاق تجاه هذه الفئة في المجتمع وكيف يحترمونهم في الشارع والمستشفيات والاسواق واماكن الانتظار. وضع الملصقات الارشادية كتوعية وتوجيه.. وعمل الكلمات القصيرة وبثها في الاذاعات والمحطات الفضائية وهو واجب تقدمه المؤسسات والشركات في الوطن. اللهم ارزقنا بر والدينا واجعلنا بهما بارين واجعلهما عنا راضيين برحمتك يا أرحم الراحمين. * عميدة كلية المجتمع بالقطيف