طيلة الأسبوع الماضي لم اكن على ما يرام , فقد أصبت باكتئاب ٍ شديد ألزمني الفراش , حتى إنني أهملت أغنامي , فلم اعد أخرجها للمرعى ولم أعد أضع لها الماء والعلف , برغم شفقتي عليها و خوفي الشديد من السيدة ( بريجيت باردو ) ومنظمات الرفق بالحيوان في زمن سحق الإنسان , حتى إن ابن أختي ( شرار ) أخذني للطبيب النفسي بالرغم من نصائح والدته بأن يأخذني لطبيب ٍ شعبي , لكنني رفضت مشورتها لان كلمة ( شعبي ) أصبحت تمثل لي الهلع . وبعد أن أخضعني الطبيب للكثير من الاختبارات النفسية وجلسات الاستظهار , اتضح أنني أعاني من مرض جديد أسمه ( الهلع العصابي الشعبي ) وسببه هرطقات صغار الشعراء الشعبيين , فقد قرأت خبرين يجعلان دم وحيد القرن يغلي فكيف بالإنسان , الخبر الأول مصدره شاعر بائس جرب حظه مع الشهرة سنوات طويلة ودائما ً ما تكون النتيجة ( صفر مربع ) , آخر تقليعات هذا الشويعر المسكين هي تكوين ( جمعية شعراء الخليج العربي ) وبالطبع سيكون سيادته ( الأمين العام للجمعية ) أو رئيس مجلس إدارة الجمعية , خصوصا ً وأن صويحبنا مشهور ب ..( المهايط ) الذي لا رصيد له , و ( المهايط ) لمن لا يعرفه هو الحديث عن الذات بمفردات مصاغة من قاموس ( الكذب ) , وطالما أن صويحبنا من ( المهايطين المحترفين ) فليس غريبا ً أن يقول أن صديقه كوفي عنان قد وعده بإلحاق جمعيته المزعومة , بالمنظمة الدولية للتربية والتعليم والثقافة ( اليونسكو ) , وأنه ( واثق ) من وعد السيد عنان , علقمة سحب قلمه العتيق من جيبه المثقوب , ووضع نقطة نظام أمام هذا المسكين ليقول له : رفقا ً بنفسك أيها المسكين , و( هايط على قدك ) , مثل الزعم بخدمة الشعر من خلال حديثك الممل عن نفسك , أو من خلال أمسيات الفنادق , أو ( التِسًحبء ) في الدوائر الرسمية , والإدعاء بأنك الجهة المناط بها تنظيم الأمسيات , بالرغم من أنك غير قادر ٍ على تنظيم تواجدك في الحياة .. علقمة لم يذكر اسم هذا الشويعر حتى يحرمه من حفنة الضوء لعله يفيق من غفوته السرمدية . في الأسبوع القادم سأحدثكم عن الخبر الثاني المتعلق بالبائس الآخر.