خلال العامين الماضيين، بذل الزملاء في المنتدى الشعبي باالمنطقة الشرقية بالتعاون الإيجابي مع فرع جمعية الثقافة والفنون باالدمام ، جهودا ً مضنية لحماية الشعر الشعبي من المرتزقة والباحثين عن التواجد في المناطق المشمسة على حساب الشعر، والذين كانوا يجرجرون الشعر إلى قاعات الفنادق وصالات الأعراس ومراكز الترفيه ومدن الملاهي، فحصل الزملاء بالمنتدى الشعبي بالدمام، على توجيهات صريحة من الجهات الرسمية، تنظم إقامة الأمسيات وتضع لها آلية منطقية، بدلا ً من جعلها لعبة في أيدي المهووسين بالسيادة والريادة، ممن لا يملكون القدرة على التفريق بين ( الألف والخيار ) كما يقول أشقاؤنا المصريون، ولكن بكل أسف أن هؤلاء المسكونين بعذاب الضآلة وعقدة الهامشية، يملكون إصرارا ً لا مثيل له والذي لو وظف توظيفا يقرأ قدراتهم وإمكاناتهم ويوجهها التوجيه الصحيح بدلا ً من انحرافها تجاه الشعر والاصطدام به، لكانت النتائج ستوجد منهم أفرادا منتجين بدلا ً من ممارسة الركض ( الأعمى ) خلف الأمنيات والرغبات، والتي حولتهم إلى إعاقات يجب علاجها وتلافي آثارها, ونظرا لأن هذا العلاج يحتاج إلى مبادرة نابعة من داخلهم، لان ( الإرشاد النفسي ) يعتمد على قناعة الخاضع للعلاج بأن لديه مشكلة، وبما هؤلاء يعيشون في مدارات الوهم البعيدة عن الواقع, لذلك يجب ألا ننتظر حتى يعترفوا بأن لديهم مرضا يستوجب العلاج، لأنهم لن يعترفوا بذلك مهما طال الانتظار وتطاول الرجاء، بل يجب منعهم من إيذاء أنفسهم وحماية المجتمع من نتائج تهورهم، وذلك بسن قوانين وقائية ضد خطرهم كما يحدث في الكثير من مناحي الحياة كمنع الطفل من قيادة السيارة. لعل الجميع قرأ الخبر الذي نشر في ملحق ( في وهجير ) الأسبوع الماضي، والذي يفيد بقيام أشخاص مجهولين وجهة مجهولة، بتنظيم عشر أمسيات في أحد فنادق الرياض وسيشترك فيها ( 36 ) شاعرا ً، ويبدو للناظر لهذا النشاط، أن هناك مناسبة وطنية أو تظاهرة ثقافية تستدعي كل هذا الحشد، وتضع له معايير وآليات منضبطة تضمن عدم تكرار فشل مثل هذه الأمسيات، التي لم تستطع جهات متخصصة ( كمهرجان الجنادرية ) ضبط شخوصها والحد من ممارساتهم الصبيانية، مما أضطرها إلى إلغاء الشعر الشعبي من أنشطتها لهذا العام، وربما الأعوام القادمة أيضا، لان الساحة الشعبية يبدو أنها لا تدرك الرسائل الممررة لها. والدليل إقامة هذه الأمسيات التي لن تخرج عن منهجية فوضى الشعر الشعبي المعتادة في السنوات الأخيرة، الآن بودي أن اسأل من منحهم التصريح بإقامة هذه الأمسيات. هل سألهم ما الهدف من إقامتها.؟ هل هناك مرجعية أدبية رسمية تولت الترشيح، وستتولى التقييم والإشراف.؟ هل تم الإطلاع على النصوص التي سوف تلقى، خصوصا ً وأن الشاعر الشعبي لم يعد محل ثقة، والأدلة يمكن استنباطها من أخر أمسيات الشعر الشعبي في مهرجان ( الجنادرية ) التي أقيمت العام الماضي، وما حدث فيها من تجاوزات ألحقت بصورتنا الجميلة الكثير من التشوه والمغالطات، ثم هل أصبح الشعر مادة استهلاكية حتى يمتهن بهذا الشكل.؟ لمصلحة من يستمر هذا العبث.؟ أليست هناك جهة رسمية تتولى مثل هذه الأمسيات، وتكون الحارسة على الفضيلة الأدبية، والحامية لهيبة الشعر الممتهنة من مثل هؤلاء، بدلا ً من ترك الأمور مطلقة في ساحة لم تستطع أن تتواءم مع الانضباط في مهرجان الجنادرية بالرغم من تسامح القائمين عليه.؟ بقي سؤال مهم مني، لأنه ربما لم يخطر على بال من أجاز هذه الأمسيات، لأنه يجهل القدرات العقلية الفذة لمن يديرون هذه الأمسيات ( الفندقية ) ويجهل ساحة الشعر الشعبي لدينا بكل خفاياها وبؤسها وتخلف، وسؤالي ناتج من قسمة أعداد الشعراء المشاركين على عدد الأمسيات : ( 36 › 10 = 3.6 ) بحيث سيكون في كل أمسية ثلاثة شعراء وستة أعشار الشاعر. فقط أود أن اعرف من هم الشعراء العشرة الذين ستكون قيمتهم ستة أعشار شاعر في كل أمسية من الأمسيات العشر. افيدونا يرحمكم الله فقد تكون الساحة الشعبية قد توصلت إلى تجزئة الإنسان ونحن غافلون عن هذا الفتح المبين في تاريخ الإنسانية..!! ختما ً أود أن اذكر من وقع أمر السماح بإقامة هذه الأمسيات. بأن الزملاء المنظمين للأمسيات المذكورة كانوا هنا في المنطقة الشرقية منذ عامين وأثاروا الكثير من اللجاجة والفوضى وهم يحاولون أن يأخذوا الشعر من مكانه اللائق به إلى حيث يريدون ولكنهم فشلوا. كل ما أخشاه أن يكون المنظمون لأمسيات الفنادق بالرياض الحبيبة هم ممن كانوا هنا.!!