في ملف ( مزهرية ) والذي يعده الزميل أحمد الفهيد , في الشقيقة ( الرياضية ) تحدث الشاعر راشد بن جعيثن في عدد الأحد الماضي , عن تآمر وتخطيط شعراء الفصحى لهدم الشعر الشعبي , و أتهمهم بإبعاده عن مهرجان الجنادرية , وقد جاء حديث ابن جعيثن مشبعا ً بتسويق الذات حتى أخر حدود الملل , وقد أصاب في أجزاء بسيطة من حديثة وتوهم في الكثير منه , وبالذات فيما يتعلق بسعيه لتأسيس كرسي للشعر الشعبي في الجامعات السعودية , و كأن تأسيس كرسي لهذا الأدب الذي يفتقد للكثير من الأسس المنهجية في التعليم الجامعي , لا يتطلب إلا شراء كرسي خشبي من ( حراج ابن قاسم ) ووضعه في إحدى قاعات جامعة الملك سعود , كما أن اتهامه لشعراء الفصحى بالتآمر على الشعر الشعبي , يفتقد للدليل بالرغم من النظرة الدونية لشعراء الفصحى لدينا للشعر الشعبي , والتي يرمقون فيها هذا الأدب المنهك بنظرة ازدراء كلما انحسرت الأضواء عن ذواتهم المتورمة داخل أبراجهم العاجية والمنصوبة على قمة الوهم , ولكن إحقاقا ً للحق يجب أن نضع نقطة نظام أمام الزميل ابن جعيثن لنقول له بعيدا ً عن التنصل من الأخطاء ورمي فشلنا على الآخر , أن من هدم الشعر الشعبي هم أهله وخاصته من الانتهازيين والمتسلقين والمتاجرين به بالتآمر عليه مع الشعراء المترمدين وصغار كتبته من أشباه الشعراء , وأن من طرده من فعاليات مهرجان الجنادرية هم شعراؤه البائسون والذين تسللوا إلى منصات الأمسيات تحت جنح الظلام , وعلى من يريد أن يصل إلى الحقيقة أن يستمع لتسجيل ٍ صوتي لآخر مشاركة هؤلاء الشعراء في أمسيات الجنادرية , ليرى كيف ابتذل الشعر , وليستمع حجم التهدم وكمية المفردات البذيئة في النصوص التي ألقيت على أنها شعر حتى يصل للحقيقة , لذا يجب أن نكون منصفين و أن نتحمل أوزارنا بكل شجاعة , وبالتأكيد أن للعزيز راشد منها نصيبا لا يمكن القفز عليه بالزعم والإدعاء وقلب الحقائق.