عزيزي رئيس التحرير سنويا هناك مشكلة تتكرر وتتناولها معظم الجرائد والمجلات وهو موضوع ازدحام الطالبات بالمباني المستأجرة وموضوع معاناة اولياء الأمور بتسجيل بناتهم بمدارس بعيدة عن سكنهم وما يتبع ذلك من امور اخرى.. ودائما نجد اللوم والتذمر موجها من اولياء الامور الى مديري ومديرات المدارس ولا يدري هنا ولي الأمر انه يشارك في هذه المشكلة وانه طرف من اطرافها واقصد هنا ولي الامر الكسول وغير الواعي بأهمية الأنظمة والمواعيد. فهناك اجراءات لتسجيل الطالبات وخاصة الطالبات المستجدات وضعت من قبل وزارة التربية والتعليم وتم توزيع التعاميم بهذا الخصوص الى ادارات التعليم بمختلف مناطق المملكة لتعميمها وتوزيعها على جميع المدارس للبنين والبنات لضرورة التقيد بها وعدم تجاوزها. منها تحديد بداية الفصل الدراسي الثاني من كل عام لبدء التسجيل للطالبات المستجدات للصف الاول للعام الذي يليه وحدد عمر نظامي للقبول وهو ست سنوات وحرصا من ادارة كل مدرسة على ان تعطي الاولوية بالتسجيل للطالبات القريب سكنهن من المدرسة ولمن لهن شقيقات بها، تقوم باعلام الطالبات بذلك وتوزيع اوراق تبليغ لولي الأمر ووضع الاعلانات داخل المدرسة وخارجها عن مواعيد بدء التسجيل مع التنبيه بالتقيد بهذه المواعيد، واحضار الأوراق الرسمية الثبوتية اللازمة لذلك. فيبادر للتسجيل مجموعة من اولياء الامور المثقفين الواعين المهتمين وكذلك الأهالي من بعض الاحياء المجاورة للحي الموجودة فيه المدرسة ونجد ولي الامر المتذمر يتأخر بالتسجيل الى نهاية الفصل الدراسي الثاني او لبداية العام القادم. وبعد ان يكون التسجيل قد انتهى واغلق بالمدرسة نظرا لكثرة الاعداد وعدم استيعاب المبنى.. هنا ينتفض ولي الامر وكأنه كان في نوم عميق واستيقظ ويتذكر التسجيل ويسارع للمدرسة طالبا تسجل ابنته وعندما يأتيه الرد بانه لا يوجد مكان لابنته هنا ولا يجد ايضا في المدارس المجاورة تثور ثائرته ويطالب ادارة المدرسة بضرورة الموافقة على قبولها لانها احق من غيرها نظرا لقرب سكنها من المدرسة. وتكون الاجابة من الادارة: نعم ابنتك احق ولكن اين كنت عندما تم الاعلان عند بدء التسجيل ولماذا لم تستجب ولماذا لم تحرص على الانظمة وتسير بموجبها ولماذا انتظرت طوال هذه المدة؟ ونجد ولي أمر آخر يتذمر وغير مقتنع بالسن النظامي المحدد ويرجع اللوم بعدم القبول للادارة ومهما حاولت الادارة اقناعه بان قبولها يعتبر مخالفا للانظمة التي وضعت لصالح الطالبة يصر على تذمره وطبعا هذا يرجع لعدم وعيه لأنظمة المدارس. فلهؤلاء الآباء اقول لهم: ان تسجيل الطالبة لا يقف عند التسجيل فقط وفتح ملف للطالبة فالهدف من تحديد مواعيد للتسجيل والتنبيه على ضرورة التقيد بها هو ان هناك اجراءات اخرى يجب ابتاعها للطالبة منها اجراء الفحص الطبي واجراء التحاليل الطبية اللازمة والتأكد من ان الطالبة سليمة وخالية من الامراض السارية والمعدية ولائقة للدراسة واثبات ذلك بملفها ثم يعاد الملف للمدرسة بعد الانتهاء منه من قبل الوحدة الصحية. ليتم اتخاذ الاجراءات الازمة من ادارة المدرسة بهذا الخصوص ووضع الخطط اللازمة لزيادة عدد الفصول بالمدرسة وتجهيز القوائم باسماء الطالبات وادخال البيانات اللازمة في جهاز الحاسب الآلي. والتأكد من ان مساحة وعدد الفصول تستوعب اعدادا محددة لا يمكن زيادتها مهما كانت الاسباب خاصة للمباني المستأجرة. ولتتمكن مديرة المدرسة من الرفع لادارة التربية والتعليم بالمنطقة للاعلام عن انتهاء ملاك المدرسة المخصص وبذلك يعتبر التسجيل منتهيا في المدرسة وولي الأمر المتأخر بعد ذلك عليه مراجعة المدارس القريبة لتسجيل ابنته بها ولا يحق له الزام المدرسة القريبة بزيادة عدد الطالبات وهو يتحمل نتيجة كسله واهماله بعدم اتباع الانظمة والتقيد بالمواعيد وتفريطه بتضييع حق ابنتبه في التسجيل بالمدرسة القريبة من سكنها مبكرا. فعلى جميع اولياء الامور الادراك والتفهم لدور المدرسة وبانها تقوم وفق انظمة ولوائح وان يكونوا المعينين والمساعدين لها وليس المهاجمين لان هدفها واحد ومشترك وهو رعاية الطالبة. هدى النذير عرعر