تعاني المدارس الحكومية في مدينة جدة بمراحلها الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي من أزمة في استيعاب أعداد الطلاب رغم أنها تسير وفق خطط محددة مسبقاً، فالطالب منذ دخوله المرحلة الابتدائية، تحدد له آلياً المدارس التي ينتقل إليها في المرحلتين التاليتين، إلا أنَّ تنقلات أولياء الأمور التي تحكمها عادةً ظروف العمل والسكن، ورغبة أولياء الأمور في البحث عن المدارس ذات المنتج الجيد، والتقنية العالية، والتجهيزات المتميزة، إضافة إلى عجز المدارس الموجودة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات عادة، يربك هذه الآليات، ويدعو أولياء الأمور إلى التكدس في مدارس دون غيرها. في حين أكد مساعد مدير التربية والتعليم في منطقة الرياض، الدكتور محمد السديري، أن إدارات التربية والتعليم في منطقة الرياض لم تواجه أي إشكاليات في عملية قبول الطلبة والطالبات خلال العام الدراسي الحالي، ونفى مدير إدارة الإعلام التربوي الناطق الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية خالد الحماد، أن تكون هناك أزمة حقيقية في استيعاب أعداد الطلبة في المراحل الدراسية الثلاث، مؤكداً تطبيق تعليم المنطقة الشرقية لنظام النطاقات المنظم لتسجيل الطلبة سواءً المستجدون أو المرفَّعون من مرحلة دراسية إلى أخرى الذي يكفل حق أولوية تسجيل الطلبة للانتظام في مدارس الأحياء التي يقطنونها، الشرق تابعت هذه القضية والتقت مع بعض أولياء الأمور، ومديري المدارس والمعلمين، ومسؤولي التربية والتعليم في ثنايا الأسطر التالية: تحصيل علمي هشام عبدالعزيز أراد المواطن هشام عبدالعزيز رفع مستوى التحصيل العلمي لدى ابنه بالبحث عن مدرسة تتميز بمستوى تقني جيد فاختار مجمَّع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، واصطدم برفض المدرسة بسبب الاكتفاء وعدم وجود مقعد لابنه، وطلبت المدرسة منه ترك هاتفه لتعاود الاتصال به لاحقاً، وأكد بأنه سيتوجه لإدارة التعليم لاستصدار أمر بالقبول. وأفاد المواطن أحمد حسن عباس بأنه يسكن حي الصفا الذي يبعد كثيراً عن مدرسة الأمير سلطان الواقعة في حي السلامة، لكنه اختارها لابنه لقربها من مقر عمله ومدرسة شقيقته حيث يصعب عليه إيصالهم في أماكن متفرقة ويريد جمع مدارس أبنائه في مكان واحد، و أجابت المدرسة على طلبه أن الأولوية لسكان الحي وطلبت منه ترك رقم هاتفه وستعاود الاتصال به. أحمد حسن عباس أما المواطن صالح محمد عمر دهر فأكد أنه يسكن أمام مجمّع الأمير سلطان ورغب في نقل ابنه إليه من مجمّع السلامة إلا أن متوسطة الأمير سلطان اعتذرت رغم أحقيته من حيث السكن بحجة وقوع مجمّع السلامة في نفس النطاق، علماً أن مجمّع السلامة يبعد مسافة ربع ساعة عن مسكنه. طارق الظاهري وأوضح المواطن طارق الظاهري أنه يرغب في تسجيل اثنين من أبنائه في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في حي الرحاب رغم سكنه حي السليمانية الذي يعد بعيداً عن المدرسة، وفوجئ باعتذار المدرسة لاكتفائها رغم وعد مدير المدرسة له سابقاً بالقبول، ويؤكد الظاهري على عدم نيته الذهاب لإدارة التعليم واحترامه لقرار المدرسة. قلة المباني خالد شاووش وبيّن المرشد الطلابي خالد شاووش أن قلة المباني المدرسية مع ازدياد عدد السكان، وضيق الفصول الدراسية، والعجز في أعداد المعلمين، وعدم وجود مدارس في الأحياء الجديدة، وزيادة ميزانية المدرسة من الفصول الدراسية فوق طاقتها الاستيعابية، وازدياد عدد الطلاب داخل الفصل كلها أسباب أدّت إلى ظهور هذه المشكلات، مشيراً إلى أن الحلول تكمن في تلافي كل هذه الأسباب والعمل على علاجها من الوزارة. قلة المدارس جمعان الغامدي وقال مدير ثانوية مجمّع الأمير سلطان التعليمي بجدة جمعان الغامدي « إن السبب الرئيس في عدم استيعاب أعداد الطلاب قلة المدارس الحكومية، و المدارس المنتجة، وهذا ما يجعل ولي الأمر يبحث عن المخرج الجيد، فالمبنى والسمعة والبيئة التعليمية الجيدة هي ما يدعو أولياء الأمور لترك مدارس أحيائهم ويبحثون عن الأفضل ولو كان بعيداً، في حين توفير مدارس ذات مستوى عال يغني الناس عن التنقل والتكدس، وهذه المشكلة مستمرة كل عام.»وعن الحلول أفاد جمعان بأنها تكمن في الحلول الدائمة وانتشار مبان مدرسية ذات مستوى جيد بحيث تكون مرضية لكل ولي أمر تغنيه عن البحث عن غيرها خاصة البيئة الجيدة الصحية، وهذه حلول تحتاج لوقت وجهود كبيرة، وهناك حلول مؤقتة قد تكون ناجحة وجيدة. حلول دائمة حمدان الحربي وذكر مدير مجمّع النور بجدة حمدان الحربي أن الأصل قبول طلاب الحي، أما الطلاب الآخرون حسب الإمكانية، وتبقى الحلول الدائمة هي الحل بإنشاء مدارس ومجمّعات ذات مستوى عال لأن هذه المجمّعات ستقضي على مشاكل كثيرة كاستيعاب الطلاب والتأخر وتسهيل النقل المدرسي الذي تطالب فيه الوزارة وعن إمكانية تحقيق الحلول العاجلة كفتح فصل أو أكثر، أفاد أنَّه لا بد من إبلاغ مكتب الإشراف وإذا ترتب على ذلك زيادة معلمين فغالباً ما يتم الرفض . أولياء الأمور عبدالله زايد وأكد مدير القسم المتوسط بمجمّع الأمير سلطان عبدالله زايد الثقفي، أنه ليس هناك أزمة حقيقية في عدم قدرة مدرسته وبقية المدارس بشكل عام على استيعاب أعداد الطلاب ، بل المشكلة تكمن في وعي أولياء الأمور الذين لا يتقيدون بالمدارس المخصصة لهم في أحيائهم، رغم أن الوزارة قدمت خدماتها وجميع تجهيزاتها الأساسية في جميع المدارس الحكومية، أما فيما يخص مدرسته (مجمّع الأمير سلطان) فأفاد أنها خُصصت لأن تكون تجربة مدارس مستقبل وجُهزت بأحدث الإمكانات، وحدد لها أعداد معينة من الطلاب، وتخدم سكان الحي الذي تقع فيه، فالمعاناة تأتي من الطلاب الآتين من خارج الحي من أجل سمعة وتجهيزات المدرسة، وقال إنه مسؤول عن سكان الحي الذي تقع فيه مدرسته ولديه نظام للقبول بناء على ما يوجه إليه من مدارس محددة من الوزارة وما يستجد من سكان الحي القريب منه، أما أعداد الطلاب فهي محددة من الوزارة بحسب مساحة المدرسة ومساحة كل فصل، واقترح توعية سكان الأحياء بالمدارس القريبة وأماكنها لأولياء الأمور ليعرفوا المدارس المتوفرة في الحي وإمكاناتها الاستيعابية. 38 طالبة في الفصل وأرجعت مديرة الابتدائية 88 بنات الأستاذة بهية الصبحي السبب الرئيس وراء المشكلة إلى قلة المدارس في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، كما رأت الحل في زيادة أعداد المدارس في الحي الواحد المكتظ بالسكان، و أوضحت الصبحي كيفية تعامل إدارة التعليم مع هذه المشكلة حيث إنها دائماً توجه باستيعاب جميع الأعداد خاصة للطالبات السعوديات وأن عدد الطالبات لديها وصل في الفصل الواحد إلى 38 و أربعين طالبة، وعن ردة أفعال أولياء الأمور تجاه اعتذار المدرسة عن القبول أفادت الأستاذة بهية أن أغلب أولياء الأمور لا يقتنعون بظروف المدرسة واكتفائها ويتوجهون لرفع الشكاوى في إدارة التعليم. صلاحيات المديرين عبدالمجيد الغامدي وقال مدير الإعلام التربوي بتعليم جدة عبدالمجيد الغامدي» إن إدارة التعليم تقدر استياء أولياء الأمور ورغباتهم وحاجاتهم ولكن المسألة تعتمد على هل هناك إمكانية في المدرسة البعيدة عن سكن ولي الأمر؟ ، وإذا وجدت الإمكانية فلا مانع وإذا تعذرت فله مكان في المدرسة القريبة من سكنه وفق خطة الوزارة، وهذه من صلاحية مدير المدرسة دون الرجوع إلى إدارة التعليم، وبالنسبة للطلاب المستجدين في الصف الأول الابتدائي فالأمر محسوم حيث يتم قبولهم عن طريق النظام الإلكتروني الموحد، ويسجل ولي الأمر ابنه في المدرسة التي يرغبها عن طريق الموقع الإلكتروني، وفيما يخص التنقل من بين المراحل، فالنظام معروف كل مدرسة ابتدائية يتحول خريجوها آلياً إلى مدرسة متوسطة قريبة منها، وعندما يكتمل العدد في الصف الأول المتوسط ولم يعد هناك قدرة استيعابية تعتذر المدرسة عن القبول، لأن الطالب الآتي من مكان بعيد يزاحم طالب آخر من نفس الحي أحق بهذا المقعد، وإذا كان هناك إمكانية فلا مشكلة ومن صلاحيات مدير المدرسة قبوله مباشرة. كثافة سكانية وأشار الغامدي إلى الكثافة السكانية في بعض أحياء جدة ،وقال إن جدة كلها تقريباً تعاني من كثافة سكانية عالية وأكد على أنَّ كل طالب سيجد له مدرسة إن لم تكن القريبة منه مباشرة فأقرب مدرسة لها، وفيما يتعلق بالحلول العاجلة وإمكانية فتح فصول مثلاً، أفاد الغامدي أنه إذا كانت هناك إمكانية في المدرسة، ورفع مدير المدرسة فإنه يحول للجهة المختصة ويدرس ويبت في الموضوع، فبوجود الإمكانية وتوفر الإمكانات البشرية فلا بأس بذلك دراسة ميدانية وأضاف الغامدي «إن جميع مباني جدة ذات مواصفات جيدة في الغالب والوزارة تعمل على ذلك قدر المستطاع ، وكثافة السكان عالية في أغلب الأحياء وتكمن المشكلة في عدم وجود أراض، فإذا ما وجدت تبدأ عملية التفكير بالمبنى المناسب سواء مدارس أو مجمّعات بما يفي بالغرض، و لم تجر دراسة معينة ولكن هناك تواصلا واطلاعا من قبل الوزارة بالأوضاع الراهنة، لتذليل العقبات . السديري: برنامج «نور» حل أزمة المقاعد الدراسية وتم فتح فصول دراسية و22 مدرسة في الرياض الرياض – خالد الصاح د.محمد السديري أكد مساعد مدير التربية والتعليم في منطقة الرياض، الدكتور محمد السديري، أن إدارات التربية والتعليم في منطقة الرياض لم تواجه أي إشكاليات في عملية قبول الطلبة والطالبات خلال العام الدراسي الحالي، وأن أزمة إيجاد المقعد الدراسي للطالب باتت ضئيلة، مبيناً خلال حديثه ل «الشرق» أن برنامج نور يرحل الطلاب بشكل آلي، للصفوف المتقدمة وبالتالي إذا كشف البرنامج عن وجود مشكلة أو خلل في قبول الطلاب في مدرسة معينة، يظهر الأمر مع نهاية السنة، ويتم بعدها استحداث فصول دراسية جديدة لاستيعاب الطلبة، وقال: «بعض أولياء الأمور يصرون بأن يختاروا المدرسة لأبنائهم وفق رؤاهم الخاصة، وهذا وارد لدينا، لكن لا يوجد طالب سمع عبارة ليس لديك مقعد». وعن كشف برنامج نور لتكدس الطلبة، أوضح السديري أنه منح الوزارة مؤشرات مبكرة على مستوى مركزي، حيث إن إدارات التربية وأقسام القبول تكشف لها مكامن زيادة الطلبة، وفي وقت مبكر مع مطلع الفصل الدراسي الثاني في العام السابق، وبالتالي تتمكن الوزارة من معالجتها قبل بدء السنة الدراسية الجديدة. وفي حال كشف برنامج نور عن عدم استيعاب مدرسة معينة لأعداد الطلبة، أشار السديري إلى أن الحلول تختلف، فيما لو كان العدد كبيراً جداً يتم العمل على فتح مدرسة جديدة محدثة، حيث إنه خلال العام الحالي تم فتح قرابة 22 مدرسة حكومية جديدة لضمان قبول أعداد الطلبة المتزايدين والمسجلين لمختلف المراحل الدراسية، وإذا كان العدد بسيطاً فيتم فتح فصول إضافية في نفس المدرسة التي واجهت إشكالية في ضم الطلاب لفصولها، كما يتم توزيع أعداد الطلبة الذين لم تتوفر لهم مقاعد دراسية على مدارس أخرى كحل أخير. حقوق الإنسان: لايحق منع أي طالب من التعليم وإن كان دون أوراق ثبوتية أبها – عبده الأسمري كشف مصدر رفيع المستوى في جمعية حقوق الإنسان أمس ل”الشرق” عن تلقيهم تظلمات من أولياء أمور وطلاب حرموا من فرص التعليم والالتحاق بالمدارس في عدد من مراحل التعليم بحجة عدم توافر مقاعد دراسية أو بسبب أنظمة التحويل من مدرسة إلى أخرى أو عدم وجود الأوراق الثبوتية التي تمكن الطلاب المستجدين من الالتحاق بالمدارس.وقال المصدر “لا يحق لإدارات التربية والتعليم حرمان الطلاب من الدراسة بحجة الأوراق الثبوتية ولابد من توفير الفرص التعليمية للطالب خصوصا في المرحلة الابتدائية لأن تأخره قد يرفع معدلات الجهل والتخلف الدراسي في المجتمع، وبالتالي ينشأ جيل جاهل قد لا يحصل على فرص التعليم لاحقا .” وأضاف المصدر “إن القضايا وردت للجمعية ونعكف على مخاطبة إدارات التعليم من أجل توفير مقاعد دراسية للطلاب وإلحاقهم بالتعليم حتى لا تفوت عليهم الفرصة وأن يجدوا مناخا ملائما للدراسة بدون تعقيدات أو تأخيرات ولا ضير من أن يدرس الطالب بالاسم وبدون أوراق ثبوتية قد تستكمل في سنوات بسبب بيروقراطية الإدارات الحكومية .” الحماد : لا وجود لأزمة في الشرقية .. وحريصون على تطبيق نظام النطاقات المنظم لتسجيل الطلبة الدمام – صالح الحماد خالد الحماد نفى مدير إدارة الإعلام التربوي الناطق الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية خالد الحماد، ل»الشرق»، أن تكون هناك أزمة حقيقية في استيعاب أعداد الطلبة في المراحل الدراسية الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي. وأكد مدير الإعلام خالد الحماد، أن الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية حريصة كل الحرص على استيعاب أبنائها الطلبة في مدارسها المنتشرة في محافظات ومدن المنطقة، وذلك طبقاً للخطط المنظمة والمرسومة لذلك، مشيراً إلى تطبيق تعليم المنطقة لنظام النطاقات المنظم لتسجيل الطلبة سواءً المستجدون أو المرفّعون من مرحلة دراسية إلى أخرى والتي تكفل حق أولوية تسجيل الطلبة للانتظام في مدارس الأحياء التي يقطنون بها والتي لا يتجاوز عدد طلبة الفصل الواحد بالمرحلة الابتدائية بها أكثر من ثلاثين طالبا، وخمسة وثلاثين طالبا في المرحلة المتوسطة والثانوية، لافتاً في الوقت نفسه أن كثيرا من أولياء الأمور يرغبون في التحاق أبنائهم في بعض المدارس التي يختارونها بأنفسهم بالرغم من عدم سكنهم في الأحياء التي تقع بها تلك المدارس مما يتسبب في رفض قبولهم نظراً لاكتفاء الطاقة الاستيعابية المحددة لتلك المدارس من الطلبة والتي تكون أولوية القبول بالدرجة الأولى لطلبة الحي نفسه. كما أوضح الحماد، أن تعليم المنطقة يمضي قدماً في افتتاح المشاريع المدرسية الجديدة وبناء الفصول الدراسية والملاحق في عدد من المدارس الكبيرة، بالإضافة إلى تشغيل الطاقة الاستيعابية للمدارس بالشكل الصحيح الذي يكفل لمدارس المنطقة استيعاب أبنائها الطلبة.