كشف مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجه عن الصدور الموافقة على إنشاء كرسي بحثي عن «احترام النظام» باسم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، مشيرا إلى أنه نشأ من سلسلة الاجتماعات التي يعقدها سمو الامير للمثقفين وفئات المجتمع. وأوضح د.باناجه ل»المدينة» أنه تمت الموافقة على إنشاء عمادة للتعليم عن بعد، ويجري العمل على وضع الاستراتيجية المناسبة لها، إضافة إلى تنفيذ مشروع في الحوية يضم كليات الطالبات المستأجرة والمتناثرة في أحياء عدة والانتهاء منه بعد 9 أشهر، وأضاف أنه سيتم افتتاح كلية للأسنان يبدأ القبول فيها العام المقبل، مشيرا إلى أن عجلة السعودة بين أعضاء هيئة التدريس بكليات الجامعة بدأت في الدوران. وبين الدكتور باناجه في حوار خاص ل»المدينة» انه خلال الايام القادمة سيتم توقيع عقد مستشفى الجامعة والذي سيتم تنفيذه في سيسد بسعة 350 سرير كمرحلة أولى. وجاء الحوار كالتالي: * بداية نرحب بكم ونود تسليط الضوء على جامعة الطائف منذ نشأتها وحتى الآن؟ - الجامعة بدأت في عام 1424ه وكانت عبارة عن كليتين هما التربية والعلوم حيث أعيدت هيكلتها وأدخلت الجامعة إلى مجلس التعليم العالي، وصدرت قرارات بإنشاء كلية الطب والهندسة وفصل كلية العلوم وزيادة عدد أقسامها وكلية التربية كذلك وكلية الحاسبات ونظم المعلومات. كما ضمت كليات الطالبات إلى الجامعة وأعيدت هيكلتها، إضافة إلى انضمام كلية المعلمين إلى الجامعة، وضمت تخصصاتها إلى الكليات المتناظرة، وأصبح عدد الكليات خارج الطائف 6 كليات للطلاب والطالبات ففي رنيه هناك كلية المجتمع وكلية العلوم والآداب وفي الخرمه كلية التربية والعلوم وكلية المجتمع وفي تربه كلية التربية والآداب وكلية العلوم الطبية والتطبيقية. كما ضمت الكليات الصحية إلى الجامعة وأعيدت هيكلتها فسميت الكلية الصحية وضمت إلى كلية العلوم الطبية والتطبيقية، وبالتالي أصبحت منظومة الكليات في الجامعة مكتملة، كما أن أعضاء هيئة التدريس ازداد بشكل كبير حيث بلغ عددهم ما يزيد عن 2500 بين أستاذ وأستاذ مساعد وأستاذ مشارك ومحاضر، وارتفع عدد الموظفين الإداريين، وبلغ الطلاب والطالبات حتى العام الحالي قرابة 55 ألف طالب وطالبة، وتعمل الجامعة على تطوير العملية التعليمية كل عام. المدينة الجامعية * إلى أين وصل مشروع المدينة الجامعية الجديدة في سيسد ؟ - الجامعة بدأت في المخطط العام في سيسد والموقع العام على وشك الانتهاء، كذلك مشروع كلية الطب في المدينة الجامعية الجديدة وصلت نسبة البناء به 40% ، كذلك كلية الحاسبات ونظم المعلومات هي الأخرى قطعت شوطا كبيرا في التنفيذ وكلية الهندسة، كذلك وسكن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وسيتم الإعلان عن 8 مشاريع للجامعة خلال القريب العاجل، من بينها المبنى الرئيسي للجامعة وكلية العلوم والآداب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية والتي سيتم البدء في تنفيذها العام الحالي. مبنى الحوية * ماذا عن مباني الجامعة للطالبات المستأجرة والقديمة والمتناثرة في أحياء عديدة؟ - يجري العمل حاليا على تنفيذ مشروع مبنى للطالبات بالحوية بجوار مبنى كلية الطب ويضم 18 مبنى مكون من فصول دراسية مشتركة لكل التخصصات ومباني للمعامل والكليات الإدارية ذاتها ومبنى للاقتصاد المنزلي يحتوي على أحدث التجهيزات وستبدأ الدراسة للطالبات بهذه المباني الحديثة خلال الفصل الثاني من العام الدراسي القادم، وسيتم نقل كلية العلوم والحاسبات والأقسام الموجودة بمبنى قروى كذلك كلية العلوم الإدارية والمالية الموجودة في السداد وكلية الاقتصاد المنزلي الموجودة في الردف أما مبنى كلية الفيصلية فسيتأخر قليلا لما يقارب العام باستثناء نقل كلية الشريعة من المبنى وتبقى كلية الآداب في مقر الكلية بالفيصلية. * هل ترون أن التخصصات الموجودة بالجامعة مواكبة لسوق العمل ؟ - تضم الجامعة كافة التخصصات التي يحتاجها سوق العمل ككلية الطب للبنين والبنات وكلية الصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية والهندسة للطلاب والاقتصاد المنزلي للطالبات وكلية الآداب والحاسبات ونظم المعلومات وفي الدراسات العليا هناك بعض التخصصات المفتوحة في العلوم الاجتماعية والعلوم التربوية التعلم عن بعد * التعليم عن بعد من أبرز المستجدات في العصر الحديث أين جامعة الطائف من ذلك؟ - بدأنا الاستعداد للتعليم عن بعد منذ عام ونصف حيث يحتاج إلى بنية تحتية وإمكانيات عالية وحصلت الجامعة قبل أيام على الموافقة على إنشاء عمادة للتعليم عن بعد بجامعة الطائف، وتعمل العمادة حاليا على إعداد الإستراتيجية الخاصة بها والخطة اللازمة ، وسيتم القبول في التعليم عن بعد لطلاب الانتساب المطور وفي تخصصات محدودة وهي المسموح بها في الانتساب المطور كاللغة العربية واللغة الانجليزية والعلوم الإدارية والمالية والمحاسبة ، أيضا إنشاء جامعة للتعليم عن بعد، تشرف عليها وزارة التعليم العالي وسيكون هناك تنسيق قوي بين هذه الجامعة والجامعات الأخرى. * ما الجديد في خطط افتتاح فرع للجامعة بمنطقة ميسان؟ -مجلس الجامعة ناقش الموضوع وتم رفعه إلى وزارة التعليم العالي، فعملية الإنشاءات ليست بالعملية السهلة التي نتخيلها والمباني المستأجرة لا تكون مناسبة للدراسة الجامعية ومن الصعب أن تجد مبنى مستأجرا مناسبا يلبي الطموح. أما بخصوص مباني فروع الجامعة بمحافظات رنية وتربة والخرمة فقد انتهينا من رفع مخططات تلك المشاريع وسيتم إعلان مناقصاتها، لتنتهي مشكلة المباني المستأجرة بتلك المحافظات وسيتم بدء العمل في تنفيذ تلك المشاريع قبل نهاية العام الحالي، والتوسع في التعليم العالي دون توفر الإمكانيات اللازمة لدعمه. فروع للجامعة * ما انعكاس افتتاح فروع للجامعة بتلك المحافظات؟ - من خلال الزيارات التي كان يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة نجد أن الأهالي فرحون بذلك، أضف إلى ذلك أن مستوى الطلبات ارتفع حيث باتوا يطالبون بكلية هندسة وطب وغيرها من الكليات العلمية. رقابة أولياء الأمور * أين الجامعة من استخدام التقنية في متابعة الطلاب والطالبات وتواصلهم مع أولياء الأمور؟ - بدأنا في الفصل الحالي من هذا العام تطبيق المنظومة الجديدة والتي تتيح لولي الأمر الحصول على اسم مستخدم وكلمة مرور لمتابعة وضع ابنه أو ابنته، كما أن الطالب لم يعد في حاجة للذهاب للقسم أو الكلية لتنفيذ طلب معين، فبإمكانه الحصول على أي طلب من خلال المنظومة الجديدة. وأضاف: لكن لو أردنا تشخيص المشكلة لوجدناها تكمن في الرقابة حيث أن الطالب يحتاج إلى متابعة وللأسف كثير من أولياء الأمور يشتكون من إخراج الطالبات قبل الموعد، وهذا الكلام غير صحيح لأن الجامعة لا تفتح أبوابها قبل الساعة الثانية عشرة ظهرا للخروج، لكن من لم يدخل الجامعة من الطالبات ليس علينا مراقبته، كما أنه من الصعوبة إرسال 55 ألف رسالة جوال، بالرغم من وجود تفكير في هذا الموضوع، ولكن هناك خطوات تعمل الجامعة على تنفيذها، وهي أن الطالب أو الطالبة الذي يحصل على إنذار يتم إرسال رسالة جوال لولي أمره، على الرغم من أن هناك معاناة أخرى، وهي عدم وجود الأرقام الصحيحة لأولياء الأمور، ولكن من الواجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم وبناتهم في الجامعة وأبوابنا مفتوحة لهم في أي وقت يشاؤون فيه الاستفسار عن مستويات أبنائهم وبناتهم. * لماذا لا تقوم الجامعة بتوفير وسائل نقل للطالبات ولو برسوم رمزية؟ - سيتم دراسة هذا الموضوع، ولكن هناك سلبيات كبيرة قد تعرقل تنفيذ ذلك ففي مدينة كالطائف عندما نريد أن نوفر وسائل النقل لا بد من تحديد محطات توقف لحافلات النقل لتجمع الطالبات، كما أنه في حال انصراف الطالبات وإعادتهن إلى محطات التوقف ما الذي يضمن وصول الطالبة لمنزلها أي ولى أمرها متواجد هناك أم لا، لكي نحدد المسؤولية هل على الجامعة أم مسؤولية ولي الأمر، كما أنه ليس بالإمكان إيصال كل طالبة لمنزلها لأن هذا فيه جهد ومشقة كبيرة وصعوبة في تنفيذ ذلك خصوصا مع زيادة أعداد الطالبات. * بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الدولي لعلوم المواد، ما المشروع الذي تعتزم الجامعة تنفيذه مستقبلا؟ - لدينا طلبات مقدمة من كلية الطب ومن كلية الحاسبات ونظم المعلومات، لاستضافة مؤتمرات دولية في هذه التخصصات وتم تشكيل لجان لدراسة تلك الطلبات وإبداء المرئيات حيالها. الميزانية * كم خصص للبحث العلمي بالجامعة من ميزانية هذا العام؟ - خصص مبلغ 14 مليون ريال للبحث العلمي بالجامعة، كما أن لدينا أبحاث أخرى مدعومة من جهات أخرى كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة سابك وكذلك أرامكو. * لماذا لم تنشئ الجامعة كراسي بحثية حتى الآن؟ - الكراسي البحثية تحتاج إلى بنية أساسية من الناحية العلمية، وبدأت تتوفر في الجامعة من حيث أعداد هيئة التدريس وتخصصاتهم وبنية تحتية من حيث التمويل لهذه الكراسي، وصدرت الموافقة على إنشاء كرسي بإسم الامير خالد الفيصل وسيتم توقيعه خلال فترة قصيرة ويختص باحترام النظام، وهو الأول من نوعه في هذا المجال ونشأ من سلسلة الاجتماعات التي يعقدها سمو الامير للمثقفين وفئات المجتمع لمناقشة الموضوعات المهمة، والتي تهتم بالمجتمع ومن أبرزها احترام النظام، وكما هو معلوم أن مما يعيق حركة التطوير والتنمية هو عدم احترام النظام ، أضف إلى ذلك أن هناك كرسيين آخرين نسعى جاهدين لاستكمال دراساتها تمهيدا لعرضها على الممولين. * الجودة والاعتماد الأكاديمي من أهم الأمور في الجامعة فإلى أين وصلتم في ذلك ؟ - وصلت الجامعة لمراحل متقدمة في هذا الجانب فمن يقف على المخطط العام للجامعة يدرك مدى ما وصلت إليه المباني الجامعية بالحوية من تطور وفي فترة زمنية قصيرة ، ومن الناحية الأكاديمية فإن الجامعة تسير على الطريق الصحيح وطلاب الجامعة لهم تميزهم، وقطعنا شوطا كبيرا في مجال البحث العلمي والجامعة لديها شراكات مع جامعات خارجية في استراليا والنمسا وغيرها. السعودة * إلى أي مدى وصلت نسبة السعودة بين أعضاء هيئة التدريس؟ - جامعة الطائف جامعة علمية أكثر من كونها جامعة نظرية بالرغم من أنها مازالت في البداية ولم يمض عليها سوى 8 سنوات وكان 3 سنوات منها في الإنشاءات والبناء والاستعداد، اما بالنسبة للسعودة في الجامعة فوصلت في الكليات النظرية حوالي 40% ، أما بالنسبة للكليات والتخصصات العلمية نجد ان عجلة السعودة بدأت تدور في هذه الكليات لدرجة أن الجامعة كانت قد ابتعثت عند بدئها العديد من اعضائها والآن عادوا للجامعة، أضف إلى ذلك أن الجامعة تحرص على استقطاب معيدين ومحاضرين من بعثات خادم الحرمين الشريفين، ووصلت نسبة السعودة في الكليات العلمية حوالي 15% وهي في ازدياد. * ما صحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مرافق الجامعة؟ - هذا ليس صحيحا فهناك رقابة مستمرة على الأسعار لكن هناك مواد غذائية تم تسعيرها من عمادة شؤون الطلاب وهناك مواد غذائية وسلع أسعار في الاصل مرتفعة، والجامعة لا ترفع اسعار المواد الغذائية العادية ، ولدينا لجنة من عمادة شؤون الطلاب تقوم بالكشف على المقاصف بشكل يومي . * يشتكى البعض من قلة الدورات لماذا؟ - الدورات ليست قليلة ولكن المشكلة تكمن في أن الإقبال عليها قليل ولكنها بشكل عام تسير بالشكل الصحيح وهناك دورات تقام في تخصصات معينة بناء على ما يتم دراسته مع وزارة الشؤون الاجتماعية. المستشفى * أين يتدرب الطلاب والطالبات الطب وكيف يزاول الاطباء مهنهم؟ - لدينا اتفاقيات موقعة مع وزارة الصحة ومع مستشفيات وزارة الدفاع والطلاب يتدربون في تلك المستشفيات، وأساتذة الجامعة يتدربون بها، وخلال الأيام القادمة سيتم توقيع عقد مستشفى الجامعة سيتم تنفيذه بالمدينة الجامعية بسيسد، بسعة أكثر من 350 سرير كمرحلة أولى. * ماذا عن القبول في العام المقبل وما أبرز التخصصات الجديدة ؟ - لا شك ان القبول في إزدياد، أما بخصوص التخصصات الجديدة فسيتم القبول في كلية طب الأسنان وهي كلية جديدة ومستقلة استحدثت مؤخرا وستفتح أبواب القبول فيها بدءا من العام القادم وستكون السنتان الاولى منها عامة وقد يكون القبول فيها محدودا لأن تكلفة التدريس بها كبيرة ، وستزداد نسبة القبول بالكلية تدريجيا الأعوام القادمة. * ماذا عن قبول الطلاب المقيمين؟ - هناك نظام لقبول الطلاب المقيمين بحيث لا يتجاوز عددهم 5% وضرورة الحصول على أفضل المعدلات، كما أن هناك منح دراسية تقدم لبعض الطلاب المقيمين، مبينا انه لهم أحقية المكافأة والسكن. التسرب الطلابي * كيف تنظرون لظاهرة تسرب الطلاب من الجامعة؟ - تسرب الطلاب من الجامعة لم يصل إلى حد الظاهرة وتم تشكيل لجنة لدراسة أسباب التسرب، واتضح أن سببها هو الإنذارات التي يحصل عليها الطلاب وعدم قدرتهم على الإستمرار في الدراسة، ونجد في المقابل أن الطالب المستمر لا يتسرب من الجامعة، أما نسبتهم فهي ضعيفة لا تصل إلى 5% وهم الذين حصلوا على إنذارات، أما المفصولين فنسبتهم أقل من ذلك. واضاف انه يحق للجامعة فصل الطالب بعد حصوله على 3 إنذارات، كما أن لديها الأحقية في الموافقة على استمراره في حال أظهر قدرته على الاستمرار وتعديل مساره الدراسي حسب مرئيات القسم أو الكلية. * يشتكي بعض الطلاب من تأخر مكافآتهم، ما تعليقكم على ذلك؟ - المكافآت يتم إيداعها في حسابات الطلاب شهريا ولكن المشاكل التي تنشأ بخصوص المكافآت قد تحدث لفئة معينة من الطلاب وليس جميعهم وخاصة ممن انخفضت معدلاتهم وكذلك الطلاب الذين أمضوا المدة الزمنية للدراسة. التثبيت * أين وصلت عملية تثبيت موظفي البنود والمراتب بالجامعة ؟ - وصلتنا مؤخرا قوائم الموظفين بالجامعة وننتظر أرقام الوظائف لعمل قرارات التثبيت، وهذه لا تأتي إلا من وزارة المالية والخدمة المدنية. - كلمة أخيرة معالي الدكتور إلى من توجهها؟ - أولا أتمنى من الله العلي القدير أن يوفق أبناءنا وبناتنا في مسيرة حياتهم العلمية والعملية فهم شباب المستقبل وعماد هذه البلاد، وثانيا أتمنى من أولياء الأمور التركيز على متابعة أبنائهم خلال مسيرتهم الدراسية بالجامعة ومعرفة مواعيد حضورهم وانصرافهم وعدم إلقاء اللوم على الجامعة كذلك عدم ترك أبنائهم أو بناتهم إلا مع من يثقون بهم، فما خرج عن أسوار الجامعة ليس للجامعة علاقة به، كما أشكر صحيفة «المدينة» على هذا اللقاء وأتمنى للجميع التوفيق.