أكد مدير دائرة البحوث في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الدكتور عدنان شهاب الدين ان المنظمة متمسكة بأهدافها الأساسية الرامية للحفاظ على الاستقرار في سوق النفط العالمية . وقال شهاب الدين الذي كان يتحدث في ندوة مشتركة نظمتها أوبك والوكالة الدولية للطاقة في باريس ان هذا الالتزام يتمثل بضمان الإمدادات النفطية الى السوق العالمية و بأسعار معقولة وبعوائد عادلة بالنسبة للمستثمرين. وأشار شهاب الدين الى ان خطط أوبك لا تقتصر على الظروف الراهنة و انما تتخطاها الى المستقبل. مؤكدا ان الندوة المشتركة في العام الماضي أظهرت وجود تفاهما مشتركا إزاء العديد من القضايا الهامة و لاسيما في مجال الاستثمار في القطاع النفطي، مشيرا الى ان الندوة الثانية المنعقدة حاليا تمثل انعكاسا للنجاح الذي تحقق العام الماضي. وأوضح ان الأهداف العامة للندوة الحالية لا تختلف عن تلك التي وضعت العام الماضي المتمثلة بتحليل الاحتياجات الاستثمارية في القطاع النفطي و التحديات التي ينبغي التغلب عليها لضمان توفير الأموال اللازمة لتوسيع هذا القطاع على المدى البعيد. وقال ان هناك تحديات تواجه المنتجين و المستهلكين على السواء داخل أوبك وخارجها مؤكدا ضرورة التعاون بين الجانبين للتعامل معها. وأشار شهاب الدين الى أهمية التعاون بين المنتجين والمستهلكين والتي برزت مع انشاء منتدى الطاقة الدولي واقامة سكرتارية دائمة له في الرياض مشيرا الى انه من المنتظر عقد الدورة التاسعة للمنتدى في 22 مايو الجاري بعاصمة هولندا "أمستردام". وينتظر ان يشارك كافة وزراء نفط أوبك في أعمال هذا المنتدى حيث ستكون مناسبة لهم لعقد مشاورات جانبية لتقييم أوضاع سوق النفط العالمية في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط في الوقت الراهن. ومن جانبها قالت ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية ان اسعار النفط الخام الاميركي والبنزين ستهبط اذا زادت اوبك انتاجها النفطي. وأضافت إدارة معلومات الطاقة انه على الرغم من مزاعم اوبك بان السوق بها معروض وفير من النفط فان سعر النفط الاميركي سيهبط حوالي سبعة دولارات للبرميل الى 30 دولارا فيما ستنخفض اسعار البنزين في محطات الوقود بما يتراوح بين 15 الى 20 سنتا للجالون اذا زادت المنظمة انتاجها. ولم تذكر الادارة حجم الزيادة التي سيتعين على اوبك ان تحدثها في انتاجها للوصول الى تلك المستويات المنخفضة للاسعار. وقالت الادارة في تقريرها الاسبوعي عن سوق النفط اوبك لديها بالفعل القدرة على خفض اسعار النفط العالمية ..اذا اختارت ذلك.. بان تتيح كميات اكبر من النفط باسعار أقل. وقال التقرير لن يؤدي هذا فقط الى زيادة المعروض من النفط لكنه سيخفض ايضا هامش تكلفة انتاج البنزين... وبالتالي يشجع مصافي التكرير على انتاج المزيد من البنزين والاحتفاظ مع مرور الوقت بمخزونات اكبر. وعلى ذات الصعيد قال رئيس وكالة الطاقة الدولية ان على منظمة أوبك أن تزيد انتاجها النفطي في الاجتماع المقبل الذي تعقده في يونيو للمساعدة في زيادة المخزونات العالمية. وقال كلود ماندل المدير التنفيذي للوكالة "لابد أن يعطوا إشارة تفيد أنهم سيخفضون الأسعار للسماح بزيادة المحزونات. مشيرا الى إن عدم زيادة انتاج أوبك قبل ستة أشهر - حسب تعبيره- هو الذي رفع الأسعار في اتجاه مستوى ألازمة. وردا على سؤال عما إذا كان يتعين على أوبك زيادة إنتاجها قال ماندل "أعتقد أنه كان عليهم زيادته قبل ستة أشهر". مضيفا "ما أشعر بالأسف الشديد له هو أنه مع ادراك هذه القيود على الطاقة التكريرية في العالم وخصوصا في الولاياتالمتحدة فان السوق لم تزود بالنفط في التوقيت المناسب". وتابع "أصبح من الصعب جدا زيادة تدفق المنتجات المكررة". وحول الاقتراحات المتعلقة بزيادة النطاق السعري المستهدف لاوبك من 22-28 دولارا للبرميل قال "إذا صح ذلك فانه أمر يدعو للأسف". وكان بورنومو يوسجيانتورو رئيس منظمة اوبك قد أعلن ان المنظمة تدرس رفع النطاق السعري المستهدف لسلة خاماتها السبعة من مستواه الحالي بين 22 و28 دولارا للبرميل. وقال بورنومو الذي يشغل ايضا منصب وزير النفط الاندونيسي: "في الوقت الحالي تدرس اوبك ما اذا كان ينبغي تعديل النطاق السعري لاوبك بنطاق جديد". ولم يذكر اي قيمة للنطاق الجديد، لكنه اضاف: "النطاق الممتد بين 22 و28 دولارا للبرميل تقرر عام 2000 والآن عام 2004 وقد اقترح بعض اعضاء اوبك تعديل النطاق ولذلك فاننا ندرس الآن ما اذا كان ينبغي تغيير النطاق السعري". وسئل بورنومو هل تدرس المنظمة نطاقا سعريا من 25 الى 32 دولارا للبرميل؟ فرد بقوله "لا اعرف بعد فنحن مازلنا ندرس الامر". مبينا ان رفع النطاق السعري المستهدف لن يضر بالاقتصاد العالمي. وكان وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز قال ان كاراكاس ستقترح في اجتماع اوبك المقرر في سبتمبر زيادة النطاق السعري المستهدف بواقع دولارين. وحول موضوع تغير النطاق السعري قال وزير النفط القطري عبد الله العطية إنه ليس هناك اقتراح رسمي بتعديل النطاق مبينا ان أوبك لم تتلق اقتراحا رسميا بعد بزيادة النطاق السعري المستهدف لنفطها عن مستواه الحالي بين 22 و 28 دولارا وهي فكرة قد تطرح في اجتماع الثالث من يونيو في بيروت. وقال ان من السابق لأوانه التكهن بما اذا كانت أوبك ستحتاج لرفع حصصها الانتاجية عندما تجتمع في مطلع يونيو. وتتعرض أوبك لضغوط من الولاياتالمتحدة ودول أخرى من كبار مستهلكي الطاقة لزيادة الحصص الانتاجية بهدف دفع اسعار النفط العالمية للانخفاض. عبدالله العطية