يعقد في فيينا غدا الاجتماع الوزاري الاستثنائي للدول الاعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط اوبك ويستهدف التحضير لأعمال الأشهر الأولى من العام 2004 وبحث العديد من القضايا حيث من المتوقع ان يكون الوضع في العراق والطلب العالمي على النفط الخام في صلب مباحثاته. ولا يرجح الخبراء ان الاجتماع سيخرج بتصحيح جديد للانتاج ويدعم هذه الترجيحات التصريحات الشبه جماعية من المسئولين بالدول الاعضاء التي تدعو الي الإبقاء على سقف الانتاج البالغ 5ر24 مليون برميل يوميا للدول العشر المشاركة في نظام الحصص. وقال وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد فهد الصباح ان على منظمة الدول الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان تحافظ على سقف انتاجها الحالي لان ارتفاع الاسعار مؤقت. وقال الوزير الكويتي "اعتقد ان المحافظة على سقف الانتاج الحالي هو افضل خيار للمرحلة المقبلة وخصوصا لان ارتفاع الاسعار مؤقت". واعلن الشيخ احمد فهد الصباح قبل مغادرته الى فيينا للمشاركة في اجتماع اوبك "الكويت لن تطلب لا زيادة الانتاج ولا تخفيضه خلال هذا الاجتماع". واضاف "بالتاكيد، ارتفعت الاسعار في الآونة الأخيرة، لكن كل الدراسات تؤكد ان الزيادة ليست ناجمة عن نقص في إمدادات النفط الخام وانما عن اسباب اخرى. واعلن الوزير الكويتي ان اسعار النفط الخام ترتفع عادة في فصل الشتاء، لكنه اضاف انه يتوقع انخفاضا في الفصل الاول من العام 2004. وقال "بالتالي، فان الكويت ستطلب المحافظة على سقف الانتاج الحالي". و قال وزير النفط الاندونيسي والرئيس المقبل لاوبك بورنومو يوسجيانتورو ان اندونيسيا تتوقع هبوط الطلب العالمي على النفط بواقع 5ر2 مليون برميل يوميا في ابريل المقبل مما يؤدي الى تراجع الاسعار. وقال الوزير نتوقع ان تظل الاسعار في وضع قوي في يناير وفبراير. ولكننا نتوقع ايضا ان الطلب العالمي على النفط سينخفض بواقع 2.5 مليون برميل يوميا في ابريل المقبل. ولم يذكر سببا للانخفاض المتوقع ولكن وكالة الطاقة الدولية تكهنت ايضا بانخفاض الطلب 2.5 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من عام 2004 مقارنة مع الربع الاول. وقال بورنومو الذي يتولى منصب رئيس اوبك في يناير كانون الثاني سيؤدي هذا بالتأكيد الى هبوط سعر النفط. ولذا فان اندونيسيا تريد من اوبك الابقاء على سقف الانتاج في اجتماع ديسمبر وسنرى كيف ستتطور الامور بعد ذلك. وقال بورنومو ان اوبك ستبقي على النطاق السعري المستهدف بين 22 و 28 دولارا للبرميل. من جانبه قال مسؤول كبير بوكالة الطاقة الدولية ان منظمة أوبك ستحتاج لخفض الانتاج في العام المقبل للحيلولة دون ارتفاع كبير في الامدادات لكن أسعار النفط الآن مرتفعة بدرجة لا تسمح للمنظمة بخفض الانتاج في اجتماعها هذا الاسبوع. وقال وليام رامزي نائب المدير التنفيذي للوكالة ان اعضاء أوبك يمرون بوقت عصيب. فالاسعار قريبة من الحد الاعلى لنطاق السعر الذي تستهدفه المنظمة لذلك فمن غير المعقول تعديل الانتاج. وأضاف في تصريح لرويترز من ناحية أخرى سيحدث في أوائل العام المقبل انخفاض موسمي في الطلب وهم لا يريدون زيادة النفط في السوق أكثر من احتياجه في ذلك الوقت. وفي سبتمبر الماضي اتفقت أوبك على خفض الانتاج بنسبة 5ر3 في المئة بدءا من أول نوفمبر تشرين الثاني الماضي خشية انخفاض الاسعار بفعل زيادة انتاج روسياوالعراق. وارتفعت أسعار النفط بنحو 12 في المئة منذ قرار أوبك كما ان سعر سلة نفوط أوبك القياسية ظل معظم الشهرين الماضيين أعلى من النطاق الذي تستهدفه أوبك بين 22 و28 دولارا للبرميل. وقال رامزي ما من سبب يدعو لخفض الانتاج عند هذه الاسعار. وأضاف ان مستويات المخزون النفطي مازالت منخفضة وان أي اضطراب مفاجيء في الامدادات قد يؤدي لارتفاع الاسعار. وتابع ان الانخفاض الموسمي في الطلب في الربع الثاني من العام قد يجبر أوبك على خفض الانتاج في العام المقبل. وقال الكل يعلم ان الطلب ينخفض في الربع الثاني. وربما يصل الفارق الى مليوني برميل يوميا. كما دعا وزير النفط الجزائري شكيب خليل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيك) الى خفض انتاجها لتحاشي تراجع أسعار النفط العالمية. واضاف ان الطلب على النفط سينخفض في الربع الثاني من العام المقبل وذلك بسبب التراجع في الطلب على المحروقات ووقود التدفئة ومالم تغير المنظمة موقفها في ديسمبر فستنخفض الاسعار. يذكر أن أسعار النفط قفزت لليوم الثالث على التوالي فوق المعدل الذي تدعمه الاوبيك المتراوح بين 21 و28 دولارا للبرميل اذ سجل يوم الجمعة الماضي 45ر28 دولارا للبرميل مقابل 39ر28 دولارا يوم الخميس الماضي وفق ما أعلنته أوبيك اليوم. ويبلغ سقف انتاج عشرة اعضاء من اوبك باستثناء العراق 5ر24 مليون برميل يوميا بعد ان قررت المنظمة في سبتمبر ايلول خفض الانتاج بواقع 900 الف برميل يوميا اعتبارا من اول نوفمبر تشرين الثاني. عبدالله العطية احمد فهد الاحمد