اشتهرت الأحساء بلد النخيل والشعر منذ زمن بالحرف الشعبية القديمة ( كصنع المشالح الرجالية والنسائية،صناعة الفخار،صناعة الخوص-حرفة السدو، حرفة الخرازة، حرفة النجارة، حرفة المداد) التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد لممتهنيها. "اليوم"التقت بعدد من الحرفيات اللاتي طالبن الجهات المختصة بسرعة فتح معهد مهني نسائي يقدمن من خلاله الدورات التدريبية للفتيات عاشقات لحرف الآباء والأجداد. واستاءت الحرفيات في حديثهن من سيطرة العمالة الوافدة على حرف الآباء والأجداد التي أفقدت الموروث الشعبي رونق الماضي وأصالته فأخذن على عاتقهن هم تعريف الجيل الجديد جيل التطور والتكنولوجيا المهن والحرف الشعبية، وسبل المحافظة عليها عن طريق الدورات التدريبية بالإضافة إلى مطالبتهن بتدعيم تلك الدورات بالشهادات التي تهيئ للفتيات فرص العمل فيما بعد،وتدر عليهن مكاسب من خلاله. تراث الماضي في البداية طالبت( أم علي م) صانعة المشالح الرجالية (البشوت) الجهات المختصة بفتح معهد مهني نسائي يستطعن من خلاله تعليم الفتيات تراث آبائهن وأجدادهن بالإضافة إلى حمايته من الاندثار وذلك لخبرتهن الطويلة في مزاولة الحرف الشعبية التي اكتسبوها أبا عن جد.و بينت أن لها 15 سنة وهي تزاول هذه الحرفة القديمة التي تعلمتها من والدتها بالإضافة إلى الحارة التي ولدت فيها و التي يمتهن أغلب أهلها هذه الحرفة حيث تقول:حارتي كلها تمتهن هذه الحرفة الشعبية فتجد عند صنع المشلح الرجالي الواحد تشترك فيها أكثر من واحدة فمنهن من تعمل التركيب والأخرى تعمل الهيلة والثالثة تقوم بعمل البروج ثم تأتي الرابعة لعمل المكسر إلى أن ينتهي عمل المشلح (أي كل في اختصاصه).وقد يطول عمل المشلح الواحد ما بين اليومين إلى الثلاثة الأيام و هذا راجع على حسب سرعة وخفة اليد،وتتفاوت أسعار المشالح الرجالية ما بين 2000إلى 5000 ريال و قد يزيد. وتضيف أم علي كان ما نصنعه من المشالح الرجالية يلاقي إقبالا كبيرا من قبل طالبي هذه المشالح لما يتمتع الصنع من الدقة وكان مكسبنا الوحيد ولكن تبدل الحال وأمتهن حرفة آبائنا وأجدادنا العمالة الوافدة من ( الهنود) فيا ليت ترجع الأيام و تذهب هذه العمالة فبسببهم فقدنا الإقبال على ما نصنع،ولا تتمنى أم على أن يمتهن أولادها هذه الحرفة لأن هذه الحرفة أصبحت بعد أن استحوذت عليها العمالة ليس لها مستقبل. الفراغ القاتل وتمنت هدى الشبيب ( حرفة الخرازة) أن أتعلم حرف شعبية كثيرة غير أن تنقل حرفة آبائها وأجدادها للأجيال هربا من الفراغ القاتل وسعيا راء كسب لقمة العيش. وأضافت الشبيب: تعلمت هذه الحرفة أنا وأختي من جدتي وبدوري علمت صديقاتي،لكن يرجع قلة الإقبال على حرفة الخرازة لقلة إطلاع هذا الجيل على الحرف القديمة لذلك كم كنت أتمنى أن يكن لنا نحن الحرفيات معهد مهني نسائي نستطيع من خلاله عمل دورات تدريبية لفتياتنا على الحرف الشعبية القديمة بالإضافة إلى تعليمي لحرف الشعبية الأخرى، ومن خلال ذلك أوجه ندائي للجهات المختصة بأن يأخذوا كلامي بعين الاعتبار ويمنحونا فرصة التعليم والتعلم لنحافظ على تراث آبائنا وأجدادنا من الانقراض. وتشير الحرفية(أم علي ح ) صانعة المشالح النسائية القديمة: إلى أهمية تعليم الجيل الجديد حرفة الآباء والأجداد التي لا يعرفها إلا القليل من محبي التراث الشعبي العتيق عن طريق عقد دورات تدريبية نسائية تشمل جميع الحرف القديمة الشعبية و ذلك لا يكون إلا إذا فتح المجال للحرفيات الخبيرات والمتقنات لهذه الحرف الشعبية لتقديم وتدريب الفتيات على حرف الآباء والأجداد في المعهد المهني النسائي يكتسبن من خلالها الخبرة ويتعرفن على مهن الآباء والأجداد. وتحكي لنا أم علي كيفية تعلمها هذه الحرفة حيث تقول: تعلمي لهذه الحرف تعلم ذاتي حيث أنني لم أجد من تخيط عباءتي لبعد لمسافة التي توصلني لهن فأخذت أعلم نفسي ذاتيا عن طريق فتح عباءتي وخياطتها مرة أخرى.. ومع الإصرار و العزم أتقنتها فكانت تأتيني طلبات كثيرة، أ! م الآن لم تعد الطلبات عليها كالسابق لجود العمالة التي أخذت بساط المهنة من تحت أيدينا. الأشكال الزجاجية أما الحرفية حميدة عبد الله الإبراهيم التي تصنع الأشكال الخشبية داخل الأشكال الزجاجية طالبت بشدة فتح المجال لهن لتعريف الأجيال الحرف الشعبية العتيقة وذلك بفتح معهد مهني نسائي على غرار ما للرجال يدربن ويعلمن الفتيات الحرف الشعبية القديمة التي تعرفهن على مهن الأجداد،وتعلمت هذه الحرفة من زوجي الذي كنت أراه وهو يصنع تلك المجسمات داخل الأشكال الزجاجية التي تحتاج إلى الصبر والدقة وخفة اليد في المنزل حيث لا يجد لديه مكان مخصص يصنع فيه هذه الأشكال التي يستغرق في صنعها أسبوع وفي بعض الأحيان يومين. وبينت الإبراهيم: الكثير يستغرب كيف أستطيع مثلا إدخال السفينة الكبيرة داخل الفتحة الضيقة للزجاجة لذلك بالدورات التدريبية سوف تتقن فتياتنا تلك الحرف الشعبية،وتمنت أن يصل صوتها للجهات المختصة. دعت النجارة أم محمد الجهات المختصة إلى فتح معهد مهني نسائي على غرار المعهد المهني الرجالي لكي يستطعن من خلاله الحرفيات نقل التراث القديم للفتيات العاشقات لتعلم حرف آبائهن وأجدادهن التي سوف تكسبهن بعض الحرف الشعبية الخبرات في فن التعامل مع المواقف الحرجة التي قد تحدث لهن بالإضافة إلى تعليم الحرفيات حرف شعبية أخرى غير حرفتها.وتضيف أم محمد الأماكن المخصصة لممارسة هذه الحرف الشعبية يتيح لنا إنتاج قدر كبير من هذه الحرف كما أنه سوف عيننا على الكسب وقتل البطالة. فأتمنى أن نلاقي استجابة لما نتمناه. أم عبد الله صانعة الخوص الشعبي: أصرت في حدثيها على أهمية تعليم الأجيال التراث الشعبي القديم والمحافظة عليه من الضياع من خلال عقد الدورات التدريبية لهم وحثهم على المحافظة على تراث الأجداد. وتمنت أم عبد الله أن يتاح لهن فرصة التدريب الفتيات على الحرف الشعبية القديمة التي تعلمنها منذ أكثر من 20 سنة وذلك بفتح لهن معهد مهني نسائي يدربن من خلالها الفتيات لكي يستفدن من حرف الأجداد ويكون لديهن صنعة يعشن من خلالها في ظل قلة الوظائف ويستغللن أوقات فراغهن بما يفيد بعيدا عن الفضائيات والتقليد الأعمى. بالإضافة إلى استفادة الحرفيات من وراء هذه الدورات التي تعتبر هذه الحرف الشعبية هي مصدر رزقهن. وشاركت الحرفية صديقة الغراش صانعة الفخار زميلاتها حيث طالبت الجهات المختصة فتح المجال لهن لمزاولة هذه الحرف الشعبية وتعليمها للفتيات الذي لن يتحقق إلا إذا فتح معهد مهني نسائي. وتستطرد الغراش: فالناظر إلى تسابق الفتيات على التعرف على الحرف الشعبية القديمة يجزم أن الفتيات عندما يسمعن بهذا المعهد سوف يتسابقن على التسجيل فيه للتعلم الحرف القديمة. فتح الابواب امام الطلاب في الاقسام العلمية ضرورة ملحة