لم تكن المواجهات المسلحة التي حدثت مساء الخميس الماضي بين رجال الامن وخلية ارهابية في حي الصفا وليدة الصدفة او خطأ غير مقصود اوقع الارهابيين في فخ المواجهة فقد كان رجال الامن يعملون منذ ايام على مراقبة تلك الخلية اولا بأول ولم تكن غائبة عن عيونهم لحظة واحدة حتى حانت ساعة الصفر عندما شعر ثلاثة منهم بالخطر منذ ان كانوا في حي الرحاب وهو الحي المواجه لحي الصفا حيث عمدوا الى التخلي عن سيارتهم الاصلية والاستيلاء على سيارة احد المواطنين الذي كان يصطحب عائلته بعد ان اجبروه وعائلته على ترك السيارة ليتجهوا بها الى شقتهم المستأجرة في حي الصفا. شهود عيان يقطنون بجوار شقة الارهابيين اكدوا انهم لم يتعرفوا عليهم فقد استأجروا الشقة منذ 10 ايام فقط وكانت تنقلاتهم محدودة جدا ولم يظهر عليهم اي شبهة. ويقول عبدالله السلمي احد الساكنين في الحي: بدأت المواجهة فعليا عندما شاهدنا 3 اشخاص يترجلون من سيارة فورد بيضاء في الساعة الثامنة مساء ويتجهون مسرعين الى بناية تحت الانشاء مقابل شقتهم السكنية ولم ينتظروا طويلا حتى توجهوا الى شقتهم في الدور الارضي من العمارة السكنية وماهي الا لحظات حتى وصل رجال الامن الذين قاموا على الفور باخلاء جميع العمائر من السكان قبل ان يتفاوضوا مع الارهابيين ثم حاصروا المنطقة كاملة وتمركز عدد من قناصة رجال الامن في البناية المواجهة للشقة والتي لجأ اليها الارهابيون في بداية الامر. ويضيف السلمي ان المفاوضات بدأت بين رجال الامن والارهابيين بطلب تسليم انفسهم ومرت لحظات صمت وهدوء شتتها رصاص الارهابيين الذين اطلقوا النار على رجال الامن واستمر تبادل اطلاق النار بين الطرفين حتى ساعات الفجر الاولى انتهت بقتل الارهابيين واصابة عدد من رجال الامن. 3 رجال وامرأتان كانت العمارة التي شهدت المواجهة تنعم بالهدوء طيلة 10 ايام مضت فقد كان الارهابيون يحرصون على ذلك لعدم اثارة الشكوك نحوهم. ويقول صاحب العمارة: لقد جاءني 3 رجال وامرأتان يطلبون مني تأجير الشقة الارضية لهم وادعوا انهم انتقلوا الى جدة قريبا وهم بحاجة الى سكن مريح في حي هادىء وعلى الفور وافقت بعد ان دفعوا مقدم ستة اشهر. ويضيف لم يكن يدور بخلدي ان هؤلاء ارهابيون خاصة ان لقاءنا لم يطل فقد اتفقنا على كل شيء بشكل سريع ولم يكونوا يعارضون اي شرط امليه عليهم. احتجاز عروس في ليلة المواجهة تلك كانت احدى الفتيات في مشغل نسائي خلف العمارة التي يسكنها الارهابيون حيث تستعد للتوجه الى قصر الافراح الذي يقام فيه حفل زفافها في تلك الليلة الا ان المواجهة بين رجال الامن والارهابيين فرضت عليها البقاء في المشغل حتى الساعة الثالثة فجرا بعد ان حضر اقاربها بصحبة فرقة من رجال الامن واخرجوها في امان. قناصة لحماية سكان العمارة فرض رجال الامن اثناء المواجهة في تلك الليلة حظرا على سكان العمارة التي يقطنها الارهابيون وسكان العمائر المجاورة حرصا على سلامتهم ونصحوا سكان العمارة بالبقاء في شققهم وعدم محاولة الخروج حتى لا يتعرضوا للاذى فيما تمركز عدد من قناصة رجال الامن في مواقع مواجهة لباب العمارة الرئيسي لاصطياد اي ارهابي يحاول الخروج من الشقة الى بقية الشقق الاخرى وتهديد اصحابها او محاولة اقتحامها والحصول على رهائن. وهذا ما فرض على الارهابيين البقاء داخل الشقة وعدم التفكير مطلقا في مغادرتها ومن ثم بقاء سكان العمارة في امان حتى انتهاء المواجهة. ذخائر وقنابل داخل الشقة بعد انتهاء المواجهة قام رجال الامن والمختصون بجمع جثث الارهابيين من داخل الشقة واستغرقت هذه العملية نحو 40 دقيقة ثم بدأت اعمال تفتيش الشقة حيث حصل رجال الامن على مجموعة من الاسلحة والذخائر بالاضافة الى عدد من القنابل اليدوية ومبلغ مالي يقدر بنحو 350 الف ريال. عودة الحياة من جديد عادت الحركة الطبيعية الى حي الصفا يوم امس وبدأ سكان الحي يدخلون ويخرجون من منازلهم المجاورة لشقة الارهابيين بشكل عادي جدا وقد عج الشارع المقابل لشقة الاحداث بالحركة الطبيعية للطلاب والطالبات واولياء الامور الذين عادوا الى منازلهم بعد انتهاء اليوم الدراسي ولم تسجل اي حالات خوف او ارتباك على سكان الحي كما خلا الشارع من نقاط التفتيش والحواجز وغيرها واكتفت قوات امن الطوارىء بسيارة واحدة امام البوابة الرئيسية للعمارة التي جرت فيها الاحداث من قبيل الاجراءات الاحتياطية كما عاد سكان العمارة نفسها لممارسة حياتهم الطبيعية. الحركة طبيعية امام عمارة الاحداث وتظهر طفلة اثناء عودتها من المدرسة في سيارة والدها البناية التي لجأ اليها الارهابيون في البداية ثم تحولت الى مركز لرجال الامن