شهد حي التعاون شمال مدينة الرياض يوم أمس الأول واحدة من أعنف المواجهات بين رجال الأمن والإرهابيين، داخل احدى العمائر السكنية المكتظة بالمستأجرين لحظة وقوع الحدث. وقد سمع سكان الحي والمارون طلقات الرصاص والقنابل وقذائف الآر بي جي بشكل متواصل امتد إلى نحو ثلاث ساعات، حيث نتج عن ذلك مقتل سبعة إرهابيين على علاقة بحادثي الاعتداء الفاشل على مقر وزارة الداخلية ومركز قوة الطوارئ الخاصة، الى جانب ضبط أسلحة ومتفجرات وأجهزة ووثائق في المكان. وكانت «الرياض» قد تواجدت يوم أمس في موقع العمارة التي شهدت المواجهة، حيث كانت فرق الدوريات الأمنية حاضرة في المكان، الى جانب عدد من الفرق الأمنية الميدانية، التي أنهت عملها في جمع المعلومات، وضبط كل الأدوات والوثائق والأسلحة وأشلاء الإرهابيين من مكان الحدث، ورفعها للجهات المختصة للتحليل والكشف عنها، كما شاهدت «الرياض» عددا من سكان العمارة لحظة السماح لهم بالدخول لتفقد احتياجاتهم الخاصة، حيث عبروا عن شكرهم لرجال الأمن على تعاونهم وتمكينهم في اسرع وقت للدخول الى شققهم، بعد انتهاء عملية جمع المعلومات من الموقع. وقال المواطن احمد البديوي ان أثاث الشقة تضرر بشكل كبير، ولكن قبل ذلك نحمد الله على سلامة ارواحنا من الموت الذي كان يدنو منا في كل لحظة نسمع فيها صوت الرصاص والقنابل وقذائف الآر بي جي اثناء تواجدنا داخل الشقة لحظة المواجهة». وبين زميله معتز قبان ان الاجهزة الكهربائية والإلكترونية والحاسب والجوالات تهشمت بالكامل، ولكن نحمد الله على سلامتنا بعد أن رأينا الموت أمامنا. وقد تجولت «الرياض» داخل العمارة حيث لاحظت احتراق معظم الممرات المؤدية الى الشقق وتهشم زجاج النوافذ جراء اطلاق النار الكثيف الى جانب تصدع بعض الجدران نتيجة اختراق الرصاص والقذائف، كما شاهدت اصحاب الشقق وهم يتفقدون احتياجاتهم الخاصة، ويحاولون نقلها الى مكان آخر خارج العمارة وكذلك دماء وأشلاء الإرهابيين في الممرات وعلى الجدران. وفي سطح المبنى كانت المفاجأة حين شاهدت «الرياض» أشلاء إرهابي متناثرة في كل مكان، والدماء تحوط بالمكان من كل اتجاه، وعند سؤالنا رجال الأمن عن ذلك اجابوا انه ارهابي فجر نفسه، بعد أن يئس من المواجهة وفقد زملاءه الإرهابيين. ولحظة نزولنا من العمارة كانت مشاهد الدمار واضحة على كل مكان.. الجدران، والنوافذ، والأبواب، والممرات، والمدخل.. وكانت الطلقات النارية تثقب كل زاوية في المبنى، حينها سألنا أحد رجال الأمن الذين عايشوا المواجهة وقال: «لقد كانت من أعنف المواجهات، وأشرسها قوة، ولكن الغلبة بعد توفيق الله كانت لرجال الأمن دون أضرار تذكر». وفي المقابل التقينا بالمستأجر بسام العبدالواحد داخل شقته، حيث كانت «الرياض» قد اجرت معه حوارا يوم امس وقال: في البداية اريد ان اصحح معلومة ذكرتها في الحوار السابق من ان الارهابيين السبعة يسكنون داخل الشقة رقم (6) والصحيح انهم داخل الشقة رقم (1) وهذا التباس وقعت فيه. واضاف: «نحن نعمل الآن على جمع مقتنياتنا الخاصة من الشقة، وسيتم التنسيق مع صاحب المبنى حول استمرارنا من عدمه». واشار الى ان السلامة لا يعدلها شيء، ونقول اولاً وأخيراً شكراً لرجال الأمن الذين تعاملوا بحكمة وعقلانية ونفس طويل للقضاء على الارهابيين دون ان يصب احد من ساكني العمارة بأذى.