رغم القفزة الخيالية التي حققتها شركة الاتصالات السعودية خلال الأعوام الماضية والأرباح الضخمة التي تحققها سنويا، إلا أن الدراسات والبحوث التي قدمت في مؤتمر الرياض الدولي للاتصالات وتقنية المعلومات عقد مؤخرا بمدينة الرياض لم تناقش مستقبل كبائن الاتصالات التي تحقق منها الشركة أرباحا بنسبة 75 80 بالمائة من قيمة الدخل الشهري للمحل الواحد، أي أن الكبائن تعتبر الخط الرئيسي لسوق الاتصالات بالمملكة. وتمكنت الشركة من تحسين أدائها الشامل حتى تضاعفت مساهمتها في الناتج الوطني وفي ذات الوقت نجحت في نقل مستوى أجور الخدمات من أعلى المستويات التي كانت سائدة عند تأسيس الشركة إلى مستويات منافسة تعادل متوسط مستوى الأجور في الدول المجاورة. إلا أن هناك قضية هامة يجب أن ينظر لها المسؤولين في الدولة بعين الاعتبار ألا وهي السعودة التي اقتحمت الأسواق المحلية لفتح مجالات وظيفية كبيرة للشباب السعودي لكن بدون جدوى وعدم وجود آلية سابقة تحدد من؟ كيف؟ لماذا؟ أين وكم؟ (اليوم) قامت بجولة على محلات كبائن الاتصالات بحثا عن معاناة الشباب الطموح، لكن للأسف الصورة التي سننقلها تفصيليا داخل هذا العدد تؤكد حجم المشكلة التي يعاني منها أبناء الوطن بعيدا عن عين الرقيب، حيث أبدى عدد كبير من الشباب العاملين في كبائن الاتصالات استياءهم من العمل الروتيني في تلك المحلات مطالبين جميعا بضرورة أن تخضع كبائن الاتصالات للقطاعات الخاصة (شركات أو مؤسسات) بدلا من الأفراد حتى تكون هناك آلية واستراتيجية واضحة بين الموظف العامل في الكبينة وصاحب المنشأة. تحديد الرواتب بداية يقول عبده علي حسن: إن العمل في كبائن الاتصالات جميل جدا لكن لا توجد هناك مزايا أو حوافز ترفع من مستوى العاملين خاصة وأن محلات الكبائن أصبحت تنافس بقوة أسواق الجملة ومحلات بيع الأجهزة. وعلى سبيل المثال هناك كبائن يتراوح دخلها ما بين 4000 7000 ريال في اليوم وعندما نقوم بتصفية أرباح هذا المبلغ من الكسور التي أجبرت بعد التعرفة الجديدة لرسوم المكالمات، لذا فنحن نطالب بحد أدنى للرواتب وأن تكون هناك آلية واضحة للتعاقد مع ملاك الكبائن بشرط أن يتم ذلك من خلال التنسيق بين شركة الاتصالات ومكتب العمل وألا يفسح أي ترخيص إلا بعد أن يقوم صاحب المصلحة بالتعهد خطيا لمكتب العمل على إبرام اسمه في قائمة العمل والعمال وأن تنطبق عليه كامل الشروط والأنظمة المعمول بها في وزارة العمل. دراسة ووافق جابر الربعي رأي زميله في إيجاد دراسة تحمي حقوق كافة العاملين في كبائن الاتصالات هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنا أود أن أضيف رأيا أو حلا آخر لماذا لا تكون كبائن الاتصالات تابعة لشركات أو مؤسسات ؟ حتى نستفيد نحن كشباب من مزايا تلك الشركات على الأقل في الرواتب وحماية الحقوق، وهذه الرأي في الحقيقة لو تم تفعيلة بالشكل المطلوب بين شركة الاتصالات ومكتب العمل القطاع الخاص لرأينا نجاح قرار السعودة في الأسواق التي سوف يتم توطينها مستقبلا إن شاء الله بنسب عالية من السعوديين خصوصا في مواقع ككبائن الاتصالات. ويضيف الربعي: ولا يخفى على أهل الرأي وصفوة المجتمع في الدولة مدى حاجة أبناء الوطن (لمرجعية) خاصة في بند العمل والعمال لتأمين حقوقهم من تلاعب أصحاب المؤسسات الفردية (الوهمية). نداء ويذكر أن هناك من يحتقر العمل في كبائن الاتصالات لكن في الحقيقة إذا وجدت دراسات موضوعية أو بحث شامل لقياس مدى قدرة دخل كبائن الاتصالات الحالية لأدركنا تماما الفائدة والنسبة العظمى التي تحققها الاتصالات من دخل تلك المحلات. لذا فنحن نرفع نيابة عن جميع زملائنا الذين استجابوا لتعليمات قيادتهم نداء لوزارة العمل التي تعتبر مثالا لتوطين الوظائف في الدولة بضرورة إيجاد دراسات وبحوث عاجلة للوظائف التي تم سعودتها بما فيها كبائن الاتصالات التي نحن في صدد الحديث عنها وتقديمها للجهات التنفيذية لأجل ضمان مستقبل الشباب بشرط أن تخضع شركة الاتصالات والقطاعات الأخرى لأي بند تقره الوزارة. جهد كبير وقال أحمد الشهري: العمل في كبائن الاتصالات ممتع جدا لكن يحتاج لجهد كبير خاصة في يومي الخميس والجمعة حيث يتضاعف زبائن الاتصالات وتكثر المكالمات لخارج المملكة وداخلها وهذا في الحقيقة يحتاج جهدا كبيرا من العاملين داخل المحل لمراقبة الكبائن، وهناك محلات بدأت تستخدم جهاز المراقبة الآلي، ولا يخفى على الجميع أن بعض كبائن الاتصالات بها ما لا يقل عن 15 كبينة بالإضافة الى لقسم النساء وهذا عدد كبير بالنسبة للعاملين في تلك المحلات لكن بعض ملاك هذه المحلات لا ينظرون لمعاناة العاملين في الكبائن لأنهم شباب سعوديون، ومن طبع أبناء الوطن الصبر وتحمل المتاعب لكن ليس لحد الإهانة والمذلة ... ؟!! عجز يومي وقال سالم اليامي: إن المشاكل التي تواجه الشباب العاملين في كبائن الاتصالات العجز اليومي في الحسابات وهذا أمر خارج عن إرادتنا لأن العجز ناتج عن المكالمات التي لم يسددها أصحابها وبالتالي نحن نتحمل تكاليفها لماذا.. وكم سيبقى من رواتبنا نهاية الشهر ؟ وتمنى اليامي من شركة الاتصالات أن تبحث هذه القضية مع أصحاب التراخيص ووضع حدود لحماية رواتبنا من الخصومات.. علما بأن كثيرا من الشباب الذين عملوا بمحلات الكبائن اضطروا لتركها نتيجة الخصومات عليهم، لأن ملاك الكبائن وشركة الاتصالات يريدون تحقيق المكسب 100 بالمائة، ونحن ضحية بين الطرفين لماذا؟ واعتبر عادل مهدي المعدي أن النساء أكثر عقدة من الرجال يقمن بإجراء اتصالات ولا يدفعن قيمة أجور مكالماتهن، وهذه مشكلة نحن لا نستطيع أن نتخذ ضدها أي قرار سوى أننا نقوم بحسم ذلك من رواتبنا نهاية الشهر. ضغوط كبيرة ويرى غزاي سعد المطيري، أحد أصحاب محلات كبائن أن رواتب العاملين لديه ليست مجزية، نتيجة الضغوط الكبيرة التي نواجهها من شركة الاتصالات، حيث تأخذ منا نسبة 80 بالمائة من قيمة الدخل الشهري و20 بالمائة بالنسبة لنا بسيطة جدا وانعكاساتها السلبية مترتبة على رواتب العاملين، ونحن نعلم جيدا أن راتب المواطن السعودي إذا كان أقل من 2500 ريال لا يمكن أن يغطي تكاليفه اليومية خاصة إذا كان يعول أسرة، لكن أيضا نحن نعاني من النسبة ال 80 بالمائة التي فرضتها علينا شركة الاتصالات، رغم أن الإيرادات المالية الضخمة التي حققتها الاتصالات خلال الأعوام الماضية نتيجة لانتشار محلات كبائن الاتصالات بجميع مدن المملكة. وحمل المطيري مسؤولية العقود لشركة الاتصالات لأنها لم تبرم اتفاقية سابقة مع مكتب العمل بشأن الشباب الذين يرغبون العمل في كبائن الاتصالات.