تعد استثمارات كبائن الاتصالات من الاستثمارات الحديثة في السوق المحلي التي حققت نجاحا خاصة في بداياتها، لأنها كانت تهدف إلى إشراك المواطنين مناصفة مع القطاع العام وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب . وقد تحقق هدف السعودة في هذه الاستثمارات إلا أنها لم تكن في المستوى المأمول بسبب الرواتب الزهيدة الممنوحة لهم في هذه الكبائن، وقد كان يأمل الشباب أن تكون هذه الاستثمارات فرصا كاملة لهم، لا يضطرون للتخلي عنها أو اتخاذها لوظائف مؤقتة. و يرى سعيد عبدالله الهاجري (صاحب كابينة اتصالات) أن أصحاب الكبائن في الآونة الأخيرة يعانون انخفاض العائد المادي لأن شركة الاتصالات تقوم بتخفيض المكالمات داخلياً وخارجياً وهذا يؤثر طبعاً على دخل الكبائن حيث كان دخل الكابينة الواحدة يصل في بداية هذه الاستثمارات إلى 4 آلاف ريال يومياً أما الآن ومع توافر بطاقات الاتصال المدفوع والبطاقة الذكية والتخفيضات فإن دخل الكابينة لا يتجاوز أحياناً 2000 ريال في الأسبوع ونحن لدينا التزامات مثل فواتير الكهرباء وإيجار المحل ومرتبات الموظفين وأضاف: لا شك في ان المنافسة جميلة ومردودها جميل على المستثمر ولكن إذا كانت منافسة غير سليمة فإن مردودها سيكون سيئ على الجميع لذلك لابد من النظر بعين الاعتبار إلى هذه الكبائن . وقال صاحب كابينة أخرى: لقد انخفض الدخل عن السابق ولك أن تتخيل جميع الالتزامات التي علينا برفع النسبة المعطاة لأصحاب الكبائن بعد انخفاض الدخل بسبب شركة الاتصالات التي أدخلت الكثير من الخدمات عن طريق مستثمرين جدد تمنحهم نسبة جيدة واقترح أن تكون النسبة من 30 إلى 40 بالمائة . ويقول سلطان سعد الخالدي (صاحب كابينة اتصالات): أنا أملك أكثر من كابينة وبالتالي عندي زيادة في عدد الموظفين وما يزيد من حجم المشكلة أن هناك العديد من المحلات التجارية مثل (البقالات) و(البوفيات) تعمل على ترويج البطاقات بعد الاتفاق مع موزعيها وأخذ نسبة من عمليات البيع مما يجعل أكثر عملاء الكبائن يهجرونها ويتجهون صوب تلك المحلات لشراء البطاقة أما أصحاب الكبائن فلا عزاء لهم سوى رفع النسبة التي تمنحهم إياها شركة الاتصالات وهذا هو الحل الوحيد . ومن خلال جولتنا لهذه الكبائن وجدنا أن بها موظفين سعوديين يحملون مؤهلات علمية عالية إلا أن مرتباتهم لا تتعدى 1500 ريال شهرياً مع طول المدة التي يقضونها في العمل التي تصل إلى 12 ساعة يومياً . ويؤكد محمد الخالدي (عامل في كابينة) أنه يمكن الاستعانة بالشباب العاملين في هذه الاستثمارات من قبل شركة الاتصالات السعودية خصوصاً أن بعضهم اكتسبوا خبرات طويلة من أعمالهم في الكبائن والتي تؤهلهم للعمل بشركة الاتصالات.