اعلن وزير الداخلية العراقي نوري البدران امس الخميس استقالته بعد ان ابدى الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر استياءه من سير عمل وزارته، لكن البدران صرح للصحفيين بوضوح مساء أمس أن الحقيقة هي أن بريمر استدعاه يوما ليبلغه أنه سيعين وزير دفاع من الطائفة الشيعية وبالتالي فإن عليه أن يتخلي عن منصبه حتى لا يصبح شيعيان في منصبين رفيعين تحقيقا للتوازن الطائفي في الحكم!. وقال البدران في مؤتمر صحافي اعلن خلاله استقالته ان بريمر ليس راضيا عن عمل الوزارة. والبدران من مواليد سنة 1943 وهو شيعي تولى خلال عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين منصب سفير العراق في روسيا قبل ان يفر من العراق خلال الاجتياح العراقي للكويت في 1990. وعلى الاثر انضم البدران الى حركة الوفاق الوطني العراقية برئاسة اياد علاوي. واضاف البدران ان بريمر راى اعادة التوازن في اسناد حقيبتين اساسيتين هما الداخلية والدفاع التي يتولاها اياد علاوي وهو شيعي ايضا. واشار الى ان الحاكم الاميركي يرغب في ان تعكس الحكومة العراقية المؤقتة التنوع العرقي والديني في البلاد. يشار الى ان الشرطة العراقية تعرضت لانتقادات حادة من الائتلاف لانها عاجزة عن التصدي لميليشيات الزعيم الجنوبي مقتدى الصدر في كافة المدن. واستنادا الى مصادر سياسية عراقية فان الائتلاف ياخذ على البدران انه اعطى اوامر للشرطة العراقية بعدم التدخل ضد المتظاهرين. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى في الائتلاف: ان قوات الشرطة العراقية ما زالت في حال جنينية ويجب ان نعمل بجهد لتدريبها واعطائها الخبرة التي تحتاجها. وتسعى قوات الائتلاف الى تعزيز الشرطة العراقية لكي تتولى شؤون الامن وبناء شبكة من الاستخبارات بشان المتطرفين الاجانب مع اقتراب موعد نقل السلطة للعراقيين في الثلاثين من حزيران يونيو المقبل. وستسند الى وزارة الدفاع العراقية التي ينتظر ان تبدا عملها فعليا في 15 نيسان ابريل، مهمة الاشراف على الجيش العراقي وعلى القوات الجوية وكذلك خفر السواحل والقوى شبه العسكرية في الدفاع المدني مع وحدة متخصصة في مكافحة الارهاب. واعلن مجلس الحكم الانتقالي الاسبوع الماضي انشاء جهاز جديد للاستخبارات.