هو فقيد أسرة العقيل والجفر، رائد من رواد التعليم والثقافة والتأليف.. ران الكدر وعم الحزن إثر نبأ وفاة هذا الشيخ الجليل عبداللطيف العقيل مساء يوم الجمعة 9/3/1435ه «رحمه الله» ولما يتمتع به فقيدنا من سجايا نبيلة وخصال حميدة ومكارم أخلاق سامية، قضى حياته متعلماً ومدرسا ومديرا وإدريا محنكا أسند إليه العمل مفتشا مركزيا وكبير مفتشين ومفتشا إداريا ورئيسا لقسم التفتيش الإداري ووحدة المتابعة بإدارة التعليم في المنطقة الشرقية، وبذل خلال مسؤولياته في العمل كل نشاط وهمة وإخلاص وإتقان طوال المدة إن كان في عمله للإدارة أو زياراته التوجيهية والتفتيشية بتركه انطباعا محمودا لمن يقابله لرفع كفاءة العمل والارتقاء المرغوب فيه، وكان اسلوبه المتميز التربوي والمقرون برصيد مرتفع عنده من الخبرة والتجربة مما أكسبه في فهمه كل أُسس النجاح ورغبته في تدوين شريط ذكرياته ومخزون معلوماته، وطلب بعد ذلك الاستقالة قبل بلوغ السن النظامية ليتفرغ لتدوين الخزين لديه من المعلومات، وكان باكورة إنتاجه التأليفي الذي صدر له كتابه الأول بعنوان «مذكرات مفتش إداري»، ثم صدر له كتابه الثاني بعنوان «في محراب الصائمين» أذيع له على شكل حلقات من الإذاعة السعودية، وبعد ذلك صدر له كتابه الثالث بعنوان «الحياة كفاح» ثم الكتاب الرابع بعنوان «الجفر ماضيها وحاضرها» ثم الكتاب الخامس بعنوان «الزهور الفواحة» ومن ثم كتابه السادس بعنوان «الأحساء في عيون الشعراء».. وجميع هذه الكتب التي صدرت تحمل بين دفتيها ألوانا متعددة من المعارف والعلوم والثقافة في شتى مناحي الحياة، من حيث ما تناوله المؤلف رحمه الله في «مذكرات مفتش إداري» من واقع الممارسة في حياته العملية والتربوية والإدارية ورؤاه في هذا الحقل، وأيضا كتابه الذي أذيع من الإذاعة السعودية وطبع على نفقة أحد المحسنين أجزل الله الأجر للمؤلف والطابع أيضا كتابه الثالث «الحياة كفاح»، وكتابه الرابع «مدينة الجفر ماضيها وحاضرها» سجل من خلال صفحاته المتعددة ومواضيعه المتعددة ما يجعله بمثابة مرجع تاريخي وتوثيقي لبلدته ومسقط رأسه وأيضا كتابه «الزهور الفواحة».. ومما حباه الله من سعة صدره وحرصه الشديد على استدامة علاقاته بمعارفه ومحبيه مهما كلف ذلك يجد فيه واجبا يأنس فيه بأدائه، وأنا حينما أشير إلى بعض الجوانب من أعماله وشخصيته الفذة لا يعني أني أستطيع أن ألم ببعض ما هو من جوانب حياته المفعمة بالنشاط والحيوية والجدية الباهرة، والدليل أنه واصل دراسته ليلا حتى حصل على الثانوية العامة ثم الجامعة ثم الدورات التي منح إياها، وكل هذه مؤشرات تدل على تقدير العاملين له في مجال عمله الإداري التفتيشي، ولكوني قد زاملته في العمل الإداري والمدرسي نصف عقد من الزمن إلا أن توطيد العلاقة وديمومة استمرارية زياراته لتواضعه الجم أنظر إليه بعين التقدير والاحترام والإجلال، رحمه الله على محمود خصاله، ولقد خصص في وصيته رحمه الله مكافآت تقديرية لحفظة كتاب الله في الجفر والجشة والطرف، وقد نُفذ ما أوصى به في حياته من وقفه في أحد منازله في مدينة الدمام، جعل الله ما أنفقه في السر والعلن وما تصدق به في موازين أعماله، وأسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يشمله بشآبيب رحمته ويسكنه فسيح جناته.. «إنا لله وإنا إليه راجعون» وإنا على فراقك يا أبا محمود لمحزونون..