يبدو أن 2011م ومنذ بداياته في شهر فبراير وهو يشهد تطورات سياسية عربية لم يشهد لها مثيل منذ عقود كان من أبرزها هستيريا الفوضى والفتن الداخلية التي تعصف تونس ولا تزال وكذلك مصر وآخرها أحداث إمبابة بين أبناء الوطن الواحد والاتهامات بحق الحزب الوطني الحاكم السابق والرئيس المخلوع بتهم التخطيط لحرب أهلية وهم أبطال العبور ( وقد كانوا يمجدون ) في محاولة لحذف الكرة على الجدار المائل ومظاهرات الإسكندرية لمعاقبة المسلمين المتورطين في الأحداث والحبل على الجرار ومأساة العراق وسقوط عشرات القتلى مؤخرا في مركز شرطة والتطهير العرقي والمذهبي والتهجير وسلب الممتلكات ولم تسلم البحرين من العنف بتحريض من إيران ومن سار على فلكها للنيل من عروبته ووحدته الوطنية وبين الحين والآخر لبنان والضفة وطبعا بانياس ودرعا ودمشق والتصفية الجسدية والحقوقية للمواطنين من قبل أجهزة الأنظمة البوليسية والعسكرية من خلال الدبابات والمدرعات والتطويق الخانق للمدن والمحافظات وهي كلها وباقتضاب شديد أولدت الحاجة الماسة في ظل فشل ذريع لا يكاد يذكر لمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ( مجازا ) وإخفاقاتهما المزمنة على أكثر من صعيد الذي لا يخفى على صبي ناهيك عن بالغ راشد وفي ظل كل هذا الحراك لصيف ساخن يعصف بالعالم العربي كان لزاما من حكماء العرب ومن منطلق العلاقات العربية الخاصة التي تجمع المنظومة الخليجية بالمملكتين المغربية والأردنية وللسمات المشتركة والعقيدة الإسلامية والمصير المشترك ومن مبدأ التكامل العربي الذي فشل فيه البعض كان لزاما أن هنالك تحركا جديدا يأخذ على عاتقه الحفاظ على ما تبقى يجمع قادتها وشعوبها وأنظمتها في روابط أقوى في شئونها الاقتصادية والتعليمية والسياحية والعسكرية انسجاما مع النظام التأسيسي لمجلس التعاون والذي وقع عليه في 21 رجب 1401ه بما يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي للخروج من دنس فلول الطابور الخامس بما يدفع عجلة التعاون بين دول المجلس قدما للأمام. ومن أبرز ما يمكن أن يجنى من توسيع المنظومة الخليجية من أقصى شمال الجزيرة العربية لأقصى المغرب العربي هو انسيابية السلع بين الدول الأعضاء والمنتجات وتحرير الضرائب وهي كلها تصب في صالح مواطني تلك المنظومة الجديدة وكذلك الأمن السياسي والعسكري بين الدول. ومن أبرز ما يمكن أن يجنى من توسيع المنظومة الخليجية من أقصى شمال الجزيرة العربية لأقصى المغرب العربي هو انسيابية السلع بين الدول الأعضاء والمنتجات وتحرير الضرائب وهي كلها تصب فيصالح مواطني تلك المنظومة الجديدة وكذلك الأمن السياسي والعسكري بين الدول وأحداث مملكة البحرين الأخيرة أظهرت بشكل جلي أهمية التكاتف واتفاقية الدفاع المشترك للتصدي للخطر وهذا يعني أن قوات درع الجزيرة العربية المشتركة ستكون أكثر قوة بانضمام المغرب ذات الكثافة البشرية والعسكرية وكذلك الأردن بما تملكه من خبرات ومشاركات من أهمها في سراييفو وهي قدرات متضامنة ستضيف كما أسلفت بعدا استراتيجيا عسكريا في التمارين المشتركة للقوات البحرية والجوية والبرية والدرع الصاروخية بما يحقق نوافذ أخرى للمنظومة الخليجية على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وهذا القرب الجغرافي الميداني يجعلها على مقربة متوقعة يمكن أن تتحقق في التقارب مع الحلف الأطلسي الناتو . كما أن المواطن في الخليج العربي والمغرب والأردن سيتحقق له من خلال الثوب المتوقع الجديد جملة من المزايا أهمها المواطنة الاقتصادية وحرية الانتقال البشري والمالي والعمل والإقامة بين الدول قاطبة وسيفتح مجالات مشتركة للعمالة أن تتحرك بين المنظومة دون تعقيدات للبحث عن فرص عمل وسيخفف من اعتماد دول الخليج على العمالة الآسيوية وفي السياق نفسه سيتيح للدول منفردة ومجتمعة تبادل المنافع في المكونات التعليمية وتلقي الخدمات الصحية وفي المجالات الزراعية والمائية وبخاصة سواحل المغرب التي تشهد مشاريع للأسماك والروبيان نظرا لموقعها على نافذتين مائيتين وتعتبر سلة غذائية لبعض الدول الأوربية في هذا المجال نظرا لقربها من أسبانيا وطنجة وبقية الاتحاد الأوربي ناهيك عن التكامل في حركة شركات الاتصالات السعودية والكويتية والإماراتية بين الدول الجديدة وكذلك التعاون المتوقع في مجالات الطاقة والنحلية والصناعة وهي أمور يدركها المواطن الخليجي أكثر من غيره لملامسته أثرها مقارنة مع بقية مواطني الدول العربية الأخرى. وقبل الختام طلب مرور الدمام بالسرعة في معالجة هبوط نفق الحلم الخارق ( ابن خلدون ) موسوعة الجديد القديم التي سبق وأن طحن العرب الدقيق فيها بعد مخاض وانتظار طويل وقد ولدت الناقة على مشاربه فأرا ويا ليته كان جربوعا في ولادة مثلجة بالقيل والقال لا تشبه مطلقا أنفاق وجسور مدن وليدة ولكنها العزيمة فمن يدلني على سوق لأتبضع منه وكفى . وفي الختام مرور الشرقية يحاول فك الاختناقات المرورية حتى يتم الانتهاء من المشاريع القائمة وهي مصيبة من جهتين الأولى من تباطؤ المشاريع للبنى التحتية التي تشهد حراك السلحفاة وأهمية تدخل حكومي رسمي لوضع حد لتلاعب بعض المقاولين للحفاظ على ما تبقى من أعصاب المواطنين التي بدأت في التذمر من نوعية الخدمة وآلياتها وسبق لجريدة ( اليوم ) في ندوة خاصة سلطت الضوء على تلك المعوقات وينتظرون الفرج والثانية من جهة عدم الضبط الواقع على طرق الشرقية الواضح للعيان ناهيك عن عدم المبصرين حتى مع وجود ساهر الذي لم يرتق لمستوى الطموح المأمول الذي يشبه الحصن المدرع في منظر مخجل للرأي العالمي تجاه الوطن والسعوديين وآمل أن يلتفت لهذا الموضوع من الجهة ذات العلاقة.