طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة الانتقال من مرحلة التعاون الخليجي إلى الاتحاد الخليجي الذي أصبح مطلباً أساسياً للشعوب الخليجية ؛ وبالأمس حفظه الله وفي ثنايا خطابه للقمة الخليجية في المنامة في دورتها 33 طرح تساؤلاً في غاية الأهمية بعد مسيرة أكثر من واحد وثلاثين عاماً لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وبشفافيته المعهودة وصدقه قال : «هل وصلت مسيرتنا إلى ما نتطلع إليه وتتطلع إليه شعوبنا ؟ وبعفوية وصدق «أصارحكم القول بأن ما تحقق من انجازات لا يرقى إلى مستوى الآمال والطموحات المعقودة « فلابد إذاً من خطوات أكثر إيجابية وتقدماً في سبيل تنفيذ المبادرة السامية للانتقال من التعاون إلى الاتحاد في» كيان واحد قوي متماسك يلبي آمال المواطن الخليجي هذا هو السبيل الوحيد لارتقاء دول الخليج إلى ما تصبو إليه شعوبها . وأعتقد أن هذه القمة كانت على مستوى تطلعات وآمال الشعوب حيث أكدت على المضي قدماً في خطوات جادة وسريعة ؛ وقراراتها تؤكد على أن ما بقي سوى النذر اليسير للانتقال إلى مرحلة جديدة ؛ الأمن الخليجي الذي يمثل الهاجس الأول والأكبر للمنظومة الخليجية برمتها كان من أول اهتمامات هذه القمة ؛ وزيادة التعاون العسكري والتكامل الدفاعي من خلال إنشاء قيادة عسكرية موحدة مشتركة ؛ وتطوير قوات درع الجزيرة ومنظومة التحكم والقيادة والسيطرة والاتصالات الخاصة بهذه القيادة الموحدة ؛ وخطط التنسيق بين الجهد الجوي والبحري الخليجي ؛ والمقومات كثيرة لتقوية قدرات المظلة الدفاعية الخليجية في وجه أي طارئ يتعرض لها. قرارات وقرارات أخرى كلها توحي بالسير قدماً للاتحاد ؛ والوحدة الاقتصادية والسياسة الخارجية الموحدة والفاعلة بعيداً عن الصراعات الإقليمية . لابد إذاً من خطوات أكثر إيجابية وتقدماً في سبيل تنفيذ المبادرة السامية للانتقال من التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد قوي متماسك يلبي آمال المواطن الخليجي هذا هو السبيل الوحيد لارتقاء دول الخليج إلى ما تصبو إليه شعوبها . وإعطاء أولوية قصوى لقضايا العمل المشترك ومتطلبات استكمال المواطنة والوحدة الخليجية . فلم تخرج القرارات بأسلوبها التقليدي المخيب للآمال بل خرجت باعثة للأمل وتبشر بأن الخير قادم للكل الخليجي ؛ قيادة عسكرية موحدة ؛ والعمل على تعزيز روح المواطنة الخليجية في مختلف المجالات . وإستراتيجية التوظيف لدول مجلس التعاون في القطاعين الحكومي والأهلي ؛ وتوحيد السياسات المالية والنقدية وتكامل البنية الأساسية وتعزيز القدرات الإنتاجية بما يضمن إتاحة الفرص الوظيفية للمواطنين ؛ مع إنشاء مركز خليجي مشترك متخصص في الصحة العامة والوقائية ؛ وقرار الموافقة على علاج منتسبي القوات المسلحة وعائلاتهم في دول مجلس التعاون . إن فرضية وجود خليج متضامن وموحد ليست عملاً تحكمه العواطف ولا هو بالمستحيل ؛ بل هو ضرورة تفرضها المصالح ويفرضه المجموع الخليجي ؛ الذي يملك أوفر مبرّرات التقارب وأصدق علاقات التعاون فليس صعباً على هذه الدول تطبيق الاتحاد ؛ فهم فعلاً متحدون ديناً وعروبة ولغة وأسلوب حياة ؛ ناهيك عن القرابة والرحم والنسب ؛ والاحترام المتبادل ؛ فلم نكن أقل شأناً من الدول الأوربية المتحدة مع تعدّد لغاتها وتنوّع دياناتها ؛ فما الغريب والصعب في اتحادنا كأمة وشعب خليجي تربطنا روابط تاريخية ممتدة على مر العصور . [email protected]