توقع مبعوث بريطاني للعراق اياما سيئة لا يمكن تخيلها مع تواصل التفجيرات الانتحارية والهجمات المدمرة الاخرى التي قد تجد القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة نفسها عاجزة عن وقفها. وأبلغ السير جيرمي جرينستوك مندوب بريطانيا السابق في الاممالمتحدة وأرفع ممثل لها الان في العراق وكالة رويترز أمس هذه الامور ستتوالى بل قد تتفاقم قبل ان يتحسن الموقف (...)..أعتقد اننا سنظل نشهد انفجارات ضخمة واياما سيئة لا يمكن تخيلها. ستسير الامور على هذا المنوال لفترة من الوقت. واستطرد قوله سيظلون يحاولون شن هجمات في التواريخ والاوقات الهامة مشيرا الى الذكرى الاولى لبدء حرب العراق التي تحل اليوم السبت ويوم 30 يونيو الذي سيشهد تسليم السلطة لحكومة عراقية ومناسبة دينية هامة الشهر القادم كتوقيتات محتملة لهجمات جديدة. وخلال الشهر الحالي وحده تسببت تفجيرات انتحارية وهجمات بسيارات ملغومة وفتح النار من سيارات مسرعة في مقتل اكثر من 200 عراقي غالبيتهم مدنيون تواجدوا في المكان والوقت غير المناسب. ويوم الخميس انفجرت سيارة ملغومة امام فندق بالبصرة في جنوبالعراق حيث تتولى المسؤولية في المدينة القوات البريطانية وسقط اربعة قتلى. ويوم الاربعاء دمرت سيارة ملغومة فندقا بوسط بغداد مما ادى الى مقتل سبعة وجرح نحو 40 . وبدت الهجمات وكأنها مرحلة جديدة في معركة مقاومة الاحتلال تركز على استهداف المدنيين والشرطة العراقية واهداف سهلة اخرى بدلا من القوات الامريكية. لكن تواصلت رغم ذلك الضربات الموجهة الى القوات الامريكية وقتل جنديان وجرح تسعة على الاقل في تفجيرات قنابل مورتر قرب بغداد يوم الاربعاء لكن الهجمات الانتحارية ضد الاهداف المدنية أشيع وأشد فتكا. وقتل اكثر من 180 في هجمات منسقة في العاصمة بغداد ومدينة كربلاء خلال احتفال الشيعة بيوم عاشوراء في وقت سابق من الشهر. وقال جرينستوك لا يمكن ان نوقف هذا. او على الاقل فلنقل لا يمكن ان نوقفه كله. وقفه صعب للغاية. وتابع قائلا "لكن علينا ان نكون اكثر عزما لنتغلب عليهم...هناك ثمن لكل هذا وعلينا ان نتحمله وهم المقاتلون لن ينتصروا في هذه الحرب (...) سنتصدى لهذا..هل ننسحب .. غالبية العراقيين يريدون ان نبقى. ويغادر جرينستوك العراق بنهاية الشهر الحالي بعد ان مكث في البلاد فترة ستة اشهر تعاون خلالها عن قرب مع الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر لوضع اطار لحكومة عراقية ذات سيادة. وثارت تساؤلات حول السبب الذي يجعل جرينستوك يغادر العراق قبل موعد اعادة السيادة للعراقيين في 30 يونيو لكن المبعوث البريطاني قال انه لم يكن قط عازما على البقاء اكثر من ستة اشهر. وقال 30 يونيو هو مجرد تاريخ واحد في سلسلة من التواريخ الهامة. اذا مكثت حتى هذا الحين ثم سافرت سيتساءل البعض لماذا لم امكث حتى الموعد الهام التالي. ولمح دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي هذا الاسبوع الى ان موعد نقل السلطة في 30 يونيو قد يتأجل نظرا للغموض الذي يحيط بشكل الحكومة العراقية التي سيسلم لها الامريكيون السلطة وما اذا كانت البلاد مستعدة لذلك. لكن جرينستوك يرى ان الموعد أكيد وانه محفور في الحجر وان التسليم سيتم مهما حدث. واضاف بالقطع العراق ليس مستعدا مئة بالمئة...لكن التسليم لا يعني هذا. بل هو بداية مرحلة يتولى فيها الشعب العراقي المسؤولية الكاملة عن شؤونه. الاحتلال يحط من كرامة شعب العراق.