كان يوم الثلاثاء الماضي واحدًا من أكثر الأيام عنفًا في بغداد، والمحافظات المجاورة لها كالبصرة وكربلاء والنجف، استخدمت فيها السيارات المفخخة، وقذائف المورتر مخلفة نحو 167 بين قتيل وجريح، ودمارًا طال العديد من المباني والمحال التجارية والطرق. وقالت الشرطة العراقية ومصادر طبية: إن 35 شخصًا على الأقل قتلوا في هجمات بسيارات ملغومة وقذائف مورتر في أحياء غالبية سكانها شيعة في بغداد أول أمس الثلاثاء (30 سبتمبر). ولم يصدر على الفور إعلان بالمسؤولية عن الهجمات لكن مقاتلي تنظيم «داعش» الذين سيطروا على مناطق في شمال العراق في يونيو/حزيران أعلنوا مسؤوليتهم عن عدة تفجيرات انتحارية في العاصمة في وقت سابق هذا العام. وقالت الشرطة: إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 18 آخرين حينما انفجرت سيارة ملغومة في حي الزعفرانية ذي الأغلبية الشيعية في جنوب شرق بغداد. وقال عبدالظاهر حسان أحد العاملين في بلدية بغداد: إن الهجوم وقع في الساعة العاشرة والربع مساء، وأشار إلى أن هذا المكان استهدف مرارًا ولم تتخذ القوات الأمنية أي إجراءات لتأمينه. وأضافت الشرطة إن ثلاث قذائف مورتر سقطت على حي الشعلة الشيعي في شمال غرب العاصمة مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين. وفي وقت سابق أمس قالت مصادر الشرطة والمصادر الطبية: إن سيارتين ملغومتين انفجرتا في شارعين مزدحمين في منطقة الحرية مما أدى إلى مقتل 20 شخصًا وإصابة 35 آخرين بجروح. كما وقع هجوم بالمورتر في حي سبع البور في شمال بغداد أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وشهدت بغداد هجمات أقل نسبيًا مقارنة بأعمال العنف في مناطق أخرى تعرضت لهجمات تنظيم «داعش»، ولكن القنابل ما زالت تصيب العاصمة بصفة يومية منتظمة تقريبًا، ولقذائف المورتر مدى قصير بالمقارنة بالصواريخ مما يدل على أن المهاجمين شنوا هجماتهم من مناطق قريبة من الأحياء. وتقول مصادر أمنية إن مقاتلي داعش حاولوا استخدام الأراضي الزراعية إلى الشمال الغربي من بغداد للوصول إلى مناطق شيعية. كما وقعت عدة هجمات على نطاق ضيق في الأحياء التي تقطنها غالبية شيعية في مختلف أنحاء البلاد. وفي محافظة البصرة الغنية بالنفط بجنوب البلاد قالت الشرطة: إن سيارة ملغومة كانت تقف في مرآب للسيارات انفجرت مما أدى إلى اشتعال النار في خمس سيارات لكن الانفجار لم يتسبب في سقوط قتلى أو جرحى. وفي بلدة الكفل القريبة من مدينة النجف قتل شخص واحد على الأقل وأصيب ثلاثة آخرين في انفجار سيارة ملغومة. وفي كربلاء قالت الشرطة: إن سيارة ملغومة انفجرت في شارع مزدحم مما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص على الاقل واشتعال النار في سيارة شرطة. وفي بلدة خانقين التي يسيطر عليها الأكراد على بعد 140 كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من بغداد قالت الشرطة ومسعفون: إن أربعة على الأقل من أفراد الأمن الأكراد قتلوا وأصيب 12 آخرين في هجوم بقنبلة على دوريتهم. مقتل وإصابة 11 عراقيًا بكركوك أفاد مصدر في الشرطة العراقية اليوم الاربعاء أن مدنيًا قتل وأصيب 10 آخرين بانفجار دراجة نارية مفخخة شمال كركوك (250 كم شمال بغداد). ونقل موقع «السومرية نيوز» عن المصدر قوله: «إن دراجة نارية مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق في قرية حه سار (25 كم شمال كركوك)، انفجرت اليوم، مستهدفة تجمعًا للمدنيين، ما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة». وأضاف المصدر: «إن قوة من الشرطة وصلت إلى مكان الحادث وفرضت طوقًا أمنيًا حوله، فيما نقلت المصابين إلى مستشفى أزادي التعليمي للعلاج والجثة إلى دائرة الطب العدلي».