فتحت ليبيا الباب أمام عودة الشركات النفطية الاميركية في وقت تسعى فيه الى زيادة انتاجها من الخام والى مزيد من التحسن في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، حيث كانت الشركات الأميركية قد أوقفت عملياتها في ليبيا عام 1986 حينما وسعت الولاياتالمتحدة العقوبات لتشمل حظرا على التجارة المباشرة والاتصالات التجارية والسفر. وقال سيف الاسلام، ابن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الذي يعد احد مهندسي التقارب بين ليبيا والولاياتالمتحدة، ان الشركات النفطية الاميركية التي غادرت ليبيا عام 1986 بسبب قرار واشنطن بفرض عقوبات من جانب واحد ستستعيد حقوقها وامتيازاتها. ورفعت واشنطن الشهر الماضي حظر السفر عن طرابلس وسمحت لها بإقامة وجود دبلوماسي في الولاياتالمتحدة. وجاءت هذه الخطوة في إطار تقارب بين البلدين عقب قرار ليبيا التخلص من برنامجها لأسلحة الدمار الشامل. وكان سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي معمر القذافي قد قال إن شركات نفط أميركية كانت تعمل في ليبيا قبل نحو عشرين عاما عادت للعمل في مواقعها السابقة. وقال رئيس أكسون موبيل العملاقة للنفط إن الشركة قد تعود إلى ليبيا بعد غياب دام أكثر من 17 عاما. وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لي ريموند في اجتماع للمحللين بنيويورك إن مسألة العودة لم تحسم بعد مؤكدا أن الشركة لا تعتزم أن تسبق الحكومة الأميركية. وأضاف "سبب مغادرتنا هو أننا لم نكن نعتقد أنه يمكننا حماية موظفينا". وأضاف أن شركات ماراثون وكونوكو وأوكسيدنتال عادت منذ حوالي أسبوع. وسمح البيت الابيض في 26 فبراير الماضي للشركات التي تملك اصولا في ليبيا ان تتفاوض حول شروط عودتها ولكنها اشترطت عليها الحصول على موافقة السلطات الاميركية الفدرالية قبل استنئاف العمل. وتشترك شركتا كونوكوفيليبس وماراثون اويل في كونسورسيوم اوازيس الذي يملك امتيازات في اربعة حقول. وتمتلك كل من شركتي كونوكوفيليبس وماراثون اويل 16.33% من حصص اوازيس في حين تمتلك الشركة الاميركية اميزادا هس 8.16 % وشركة النفط الوطنية الليبية "ليبيا ناشيونال اويل كومباني" (نوك) 59.16 % من الحصص. واستمرت الشركة الليبية في العمل في هذه الحقول بعد انسحاب الشركات الاميركية التي كان انتاجها يقدر ب 850 الف برميل يوميا. وتامل ليبيا في عودة الشركات الاميركية لانها تحاول زيادة انتاجها من النفط بفتح مناطق جديدة امام عمليات التنقيب وبالعمل على اجتذاب الشركات التي تمتلك تكنولوجيا متطورة تتيح زيادة انتاجية الحقول المستغلة بالفعل. ويشكل النفط 94% من عائدات ليبيا من العملة الاجنبية و60% من الموارد الحكومية و30% من اجمالي الناتج القومي الذي يبلغ 34 مليار دولار. وفي ظل غياب شركات اميركية تعتمد ليبيا بشكل اساسي على الشركات الاوروبية مثل "ايني" الايطالية و"او ام في" النمساوية و"توتال" الفرنسية و"ريبسول" الاسبانية و"وينترشال" الالمانية. وتقدر وزارة الطاقة الاميركية ب 30 مليار دولار الاستثمارات اللازمة لزيادة انتاج النفط الليبي الى 2 مليون برميل يوميا عام 2010. ويتراوح الانتاج في الوقت الراهن بين 1.4 و1.5 مليون برميل يوميا. وتعتبر ليبيا من الدول النفطية الجاذبة للاستثمارات بسبب انخفاض كلفة الاستخراج ونوعية الخام الجيدة وقربها من الاسواق الاوروبية. وتبلغ الاحتياطات النفطية المؤكدة لليبيا 36 مليار برميل ولكنها قد تزيد لان ربع مساحة ليبيا فقط تغطيها اتفاقيات التنقيب والانتاج.