تتطلع شركات النفط الأمريكية الى العودة مجددا الى ليبيا فى أعقاب قرار الرئيس الليبى معمر القذافى المفاجئ بتفكيك برنامج أسلحة الدمار الشامل وما قد يخلفه ذلك من قرار أميركى متوقع برفع الحظر الاقتصادي المفروض على طرابلس منذ عام 1986 مما سيمكن ليبيا من العودة الى مصاف الدول المنتجة للنفط. وكانت معدلات انتاج النفط الليبى قد تراجعت عن ذروة الانتاج فى السبعينيات والتى بلغت "3.3" مليون برميل فى اليوم، ويبلغ الانتاج الليبى الراهن "1.5" مليون برميل فى اليوم أو ما يقدر بنسبة 2% من الانتاج العالمي. ويرى المحللون ان عودة ليبيا لضخ المزيد من النفط الى السوق العالمى سيعزز من المخزون العالمي وسيساعد على تراجع أسعار المنتجات النفطية المكررة كالجازولين. وفى أعقاب القرار الليبى رهن البيت الابيض إمكانية رفع الحظر الاقتصادي الاميركى المفروض على ليبيا منذ عام 1986 خلال أشهر معدودة بالتزام حكومة طرابلس بوعودها بشأن انهاء الطموح النووي. وكانت العديد من شركات النفط الأمريكية قد انسحبت من ليبيا فى يونيو عام 1986 وفى أعقاب قيام المقاتلات الأمريكية بقصف بعض المدن الليبية انتقاما لمصرع جنديين أمريكيين فى حادثة تفجير فى المانيا. وتعمل فى الوقت الراهن العديد من شركات النفط الاجنبية المنافسة فى ليبيا من بينها شركتا اى ان الايطالية وتوتال الفرنسية.. وتعد ليبيا ثانى أكبر منتج للنفط فى القارة الافريقية بعد نيجيريا حيث يقدر احتياطها من النفط بحوالى 30 مليار برميل مقارنة باحتياط العراق والمقدر ب 113 مليار برميل. ويرى المحللون أن التقديرات تعكس تراجع منح حقوق التنقيب التى سوف تزداد مع رفع الولاياتالمتحدة الحظر الاقتصادي واتاحة المجال أمام استخدام أحدث تقنيات التنقيب وزيادة معدلات انتاح حقول النفط الليبية الهرمة. وسيتيح رفع الحظر الاقتصادى الأمريكي المجال أمام ليبيا أيضا لتطوير صناعة الغاز الطبيعى واستئناف الجهود لتصدير الغاز المسال الذى أهملت صناعته خلال تلك الفترة. ومن المتوقع أن تمثل عودة الانتاج الليبى والمقدرة بحوالى مليونى برميل فى اليوم خلال السنوات القليلة المقبلة مصدرا لقلق منظمة الاوبك التي تنظم سقف الانتاج الليبى الراهن من النفط ب "1.3" مليون برميل فى اليوم.