تميزت الجلسات المسائية السادسة بطابع الاثارة وكثرة الحضور، وقد رأسها حسن النعمي وشارك بها النقاد سعيد السريحي بورقته (الهوية وتحديات التجديد) التي تطرق فيها الى الشاعر محمد حسن العواد وقال: قدم محمد سرور الصبان كتاب (خواطر مصرحة) للعواد دستور يجب العمل به فكريا. واضاف ان كتاب (خواطر مصرحة) لم يكن خاصا بالشعر والأدب فقط وانما تطرق فيه الى الاقتصاد والمجتمع فهو بالتالي يبحث عن (مجتمع بديل). وقال السريحى لكي نعي خواطر العواد وننزلها منزلها لابد ان نعي المخاض الذي كتبت فيه قبل دخول الملك عبدالعزيز رحمه الله وهو المخاض الذي تحدث عنه عبدالله عبدالجبار. وأردف: كانت المرحلة التي سبقت (خواطر مصرحة) مرحلة انكسار المثقفين لم تحقق لهم شيئا. وإنما التغيير الحقيقي هو الذي يبدأ من المجتمع الذين كانوا بحاجة الى التجديد وتجاوز المرحلة الانكسارية. وتحدث الدكتور عبدالله المعيقل عن (مؤثرات الاقناع عند العواد) حيث قال: كان العواد يمثل اوائل من طرقوا ابواب الحداثة حيث اوصل صوته بقوة الكلمة كما جاء في (خواطر مصرحة) وقد استعان العواد بمؤثرات الاقناع ومن ثم تبنيها واشاعتها ومن هذه حديثه عن نفسه والاعجاب بها. ورأى المعيقل ان العواد لم ينجح في شعر التفعيلة وقصيدة النثر وانما كان ينادي بها. حيث ان العواد عمد الى تأسيس مذهب خاص به حيث يتضح ذلك عند تعريفه الشعر بانه لابد ان يرتبط بقضايا الاصلاح. ومن المؤثرات التي ساقها المعيقل اشتباك العواد مع اشخاص طلائعيين كحمزة شحاتة مما ولد لديه (التحدي) لانهم كانوا يمثلون نفس التيار. وفي الورقة الثالثة والتي حملت عنوان (فتنة التجديد الشعري) للدكتور احمد جاسم الحسين تطرق الى مسألة التجديد الشعري لتجربة الشباب في منطقة تبوك كنايف الجهني وغرامة العمري وعلي آدم وعمر باراحي ومنصور الجهني ومحمد فرج العضوي التراكم الاهمالي من المتلقين. وان الشباب فتنوا بمسألة التجديد وتطوير التقنيات الشعرية وان المفاهيم التجديدية ليست ساكنة لديهم. وكثيرا ما ينطلقون من مقولة (نحن جيل بلا آباء) وهذه عليها ما عليها اذ اشتغلت في لا شعورهم الجمعي. وفي ورقة جريئة قدم الناقد سحمي الهاجري عن (مقولة الاجيال في الشعر السعودي) حيث تحدث عن تأثر العواد بقاسم زينل اخو مؤسس مدرسة الفلاح وعائلة زينل اصولها هندية والهند في تلك الفترة تمخضت عنها الافكار العلمية التي انتقلت لاحقا الى الحجاز . والورقة رصدت فترات الاتصال الاولى واعادة ترتيب المواقف بتأثر الشعر السعودي بقضايا المجتمع وان التطور الفني للقصيدة لم ينبع من داخلها وانما من المحيط الخارجي (المجتمع). وان مقولة الاجيال اهتمت بالمتن والمحيط الاجتماعي للقصيدة. سحمي الهاجري د. عبدالله المعيقل