قال الجيش الأمريكي أمس السبت ان انفجار قنبلة كانت موضوعة على جانب الطريق في تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اسفر عن مقتل جنديين أمريكيين واصابة خمسة اخرين بعضهم اصابته خطيرة. وقال البريجاديير جنرال مارك كيميت كبير المتحدثين العسكريين باسم الجيش الأمريكي للصحفيين ان القنبلة انفجرت فيما كان الجنود يقومون بدورية في قلب تكريت التي تقع على بعد 175 كيلومترا الى الشمال من بغداد في مركبات عسكرية قبيل فجر أمس. وبهذا الهجوم يرتفع الى 385 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العمليات العسكرية منذ شن الحرب للاطاحة بصدام حسين في 20 مارس من العام الماضي وهو الامر الذي يؤكد على المخاطر المستمرة التي تتعرض لها القوات الامريكية وقوات التحالف بعد نحو عام من سقوط نظام صدام. وينتمي هؤلاء الجنود لفرقة المشاة الاولى التي وصلت في الاونة الاخيرة الى العراق ومن المقرر ان تتولى مسؤولية الامن في المنطقة المحيطة بتكريت بدلا من الفرقة الرابعة مشاة التي بقيت في العراق لمدة عام. ويأتي موت الجنديين الامريكيين بعد ايام من مقتل مدنيين أمريكيين يعملان لدى السلطة المؤقتة للتحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة بأيدي الشرطة العراقية في تطور جديد يشير الى ان متمردين ربما تسللوا الى قوة الشرطة العراقية التي تدربها الولاياتالمتحدة. وقتل الموظفان اللذان كانا منتدبين من وزارة الدفاع الأمريكية وهما يسافران بسيارة بين بلدتي كربلاء والحلة جنوبي بغداد. كما قتل المترجم العراقي المرافق لهما. وعثرت القوات البولندية المسؤولة عن الامن في المنطقة على السيارة في وقت لاحق بينما كانت الجثتان مازالتا في صندوق السيارة. وكانت هذه هي المرة الاولى منذ بداية الحرب التي يقتل فيها مدنيون أمريكيون يعملون لدى الادارة. والأمريكيان اللذان قتلا هما فيرن هولاند (33 عاما) وهو محام كان يعمل في مجال حقوق الانسان وقضايا المرأة وروبرت زانجاس (44 عاما) وهو جندي سابق بمشاة البحرية الأمريكية عاد الى العراق للعمل كموظف اعلامي. وقال مسؤول كبير في التحالف ان مكتب التحقيقات الاتحادي عين فريقا للتحقيق في قتل الاثنين. وقال الجيش الأمريكي انه تم اعتقال ستة اشخاص فيما يتعلق بالحادث واضاف انه يعتقد ان معظمهم اعضاء شرعيين في قوة الشرطة العراقية. وقال كيميت كبير المتحدثين العسكريين باسم الجيش الأمريكي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة ان (اربعة من المعتقلين كانوا يحملون بطاقات هوية حالية نعتقد انها سليمة تفيد بانهم اعضاء في جهاز الشرطة العراقية). واضاف كيميت ان المشتبه به الخامس شرطي سابق في حكومة صدام بينما السادس مدني. وتقوم القوات الامريكية بتوظيف وتدريب عراقيين في قوات الشرطة منذ عدة اشهر على امل ان تتمكن في نهاية الامر من تولي مسؤولية الامن في العراق. ويوجد نحو 70 الف شرطي في انحاء البلاد معظمهم من المجندين الجدد لكن بينهم كثيرين من اعضاء قوات الامن في عهد صدام. وبالاضافة الى ذلك يوجد 25 الف عراقي يخدمون في قوات الدفاع المدني التي شكلت على نمط الجيش. وشكا كثيرون من كبار المسؤولين الامريكيين من ان فترة التدريب التي تبلغ ثمانية اسابيع قصيرة للغاية لزرع ثقافة حقوق الانسان والانضباط اللازمة لقيام الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني بعملها.- ودافع دان سينور المتحدث باسم بول بريمر الحاكم الامريكي للعراق عن اجهزة الامن وعملية اختيار افرادها. وقال في مؤتمر صحفي: لدينا عملية فحص واختيار بالغة الصرامة لجميع العراقيين الذين يتم توظيفهم في اجهزة الامن وبينما هذه العملية صارمة الا انها ليست كاملة.