لا تخالجني ذرة شك في صدق التوجه نحو السعودة وتوطين الوظائف والاصرار على تحقيقه للشباب فتياناً وفتيات بمختلف السبل وفي المقدمة التأهيل و التدريب وتالياً التوظيف في منظومة متكاملة ومتوافقة مع الاحتياجات الوطنية حباً او كرهاً لكن الذي يدعو للدهشة .. ويثير الاستغراب ما يُشاهد من تجاوزات .. وتحايل .. وعدم مبالاة باساليب شيطانية تمارسها شركات اجنبية .. ومشتركة ومؤسسات وطنية على الموظف السعودي .. والوان التضييق التي لا تطاق لكي ينفد بجلده من اجواء مسمومة لا يمتلك القدرة على تحملها !! ادرك كما يدرك غيري ان الشباب السعودي ليسوا على قدم المساواة في النظرة الى العمل الوظيفي والاحساس بالمسؤولية ولا من حيث القدرة والمهارة لكن ذلك لم يصل بعد الى حكم الظاهرة ولا يشكل نسبة مزعجة نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة عند السواد الاعظم من ابنائنا .. والبطالة التي اصبحت هاجس كل بيت لما تشكله من اخطار كالانحراف .. والجريمة وتعاطي او ترويج المخدرات او كليهما معاً عندما توُصد في وجوههم الابواب وتختلط عليهم الامور فينحرف بهم التفكير وتختلف بهم السبل. @@ ادرك أهمية التدريب والتأهيل وصقل وتنمية المهارات التي تفعل فعلها في مستقبل الايام .. وان السعودة بالصورة المثلى تحتاج الى اجيال وتعاقب السنين لكي تحقق اهدافها المرجوة ومراميها الوطنية لكن ذلك - في تصوري المتواضع - لا يعني ان يترك الحبل على الغارب لهذه المنشآت للتضييق على هذا التوجه وفقاً لمفاهيمها الضيقة ومصالحها الخاصة ضاربة بالانظمة والتعليمات عرض الحائط !! @@ ان بيننا شبابا يعانون شظف الحياة وبؤسها .. يعيشون من اليد للفم لدرجة اصبحت الاماني والطموحات عند بعضهم زائفة يتجلى ذلك بصورة اكثر وضوحاً مما نرى ونسمع ونقرأ من مشاعر الاحباط واليأس والقنوط بينما الاجانب يقاومون حاجات ابنائنا ليؤمنوا سبباً لبقائهم .. والأمل في ظل الحقائق القائمة على الارض الا تضيع السعودة مع الايام في زحمة اهتمامات الدولة الاخرى .. والأمل ايضاً ان يعيد رجال الاعمال السعوديون حساباتهم من الجذور .. من نقطة الصفر الواعية. @@ وهناك المرارة التي يستشعرها الموظف السعودي في القطاع الخاص وبصورة خاصة من الشركات الاجنبية ، والمشتركة .. الذين يفتقدون الأمن الوظيفي ويعاني معاناة بالغة في تعامل المدير الاجنبي و ( الزملاء ) الاجانب معه تتمثل في صنوف والوان من المضايقات منها ما يتعلق بالعمل .. والاداء ومنها ما يُختلق اختلاقاً لا يستطيع مواجهتها واخضاعه لضغوط نفسية لاجباره مكرهاً على ترك العمل في النهاية وتحميله المسؤولية !! هذه السياسة الكريهة تمارس بكل جرأة وصلافة على بعض الموظفين السعوديين في منشآت كثيرة حتى للذين اثبتوا جدارتهم في العمل .. وولاؤهم للمنشأة واهدافها واعني الشباب الذين اثبتوا قدراتهم واستعدادهم لتحقيق الذات وتحمل المسؤولية بأفضل صورة ممكنة .. وانني هنا لا افتري .. ولا اتجنى لانها حقيقة مفجعة وملموسة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ويعرفها كثيرون !! @@ ولكي يتحقق الإنصاف .. والتثبت اقترح على الجهات المسؤولة عن توطين الوظائف كمؤسسات ولجان اقليمية مطالبة جميع المنشآت التي تشتمل كوادرها على موظفين سعوديين تقديم تقرير فصلي عن اداء كل واحد منهم .. وما وفرته المنشأة من فرص تدريب وصقل مهارات واي ملاحظات سلبية وايجابية على كل واحد منهم وكيف يتم التعامل معها ، وذلك لصد محاولات (التطفيش ) واساليب ( التهميش ) وال ( تطنيش ) واذا تحقق ذلك تصبح الصورة واضحة وموثقة وحينها تُعذر المنشأة اذا لم يحقق الموظف الاداء الجيد الذي يكفل له الاستمرار .. وتعزز مكانة الموظف المخلص والمجتهد . @@ ادرك ان هناك عدة ضوابط لبرامج السعودة المختلفة .. لكنها لا تأخذ طريقها الى التنفيذ بالصورة المطلوبة سواء من الجهة المختصة او من المنشأة .. ولو توفرت الرقابة الواعية الشاملة والحاسمة فان المصلحة المنشودة لصاحب العمل .. والموظف سوف تتحقق بصورة مثالية سواء بسواء وهذا احد اهداف السعودة . @@ انني احيي بكل التقدير والاعتزاز التطبيق الفعلي والحاسم لسعودة اسواق ومحلات الذهب الذي اثبت ولأول مرة الصدقية والحزم في تنفيذ القرار دون تمديد او استماع لحجج واهية لا تقنع طفلاً او الرضوخ لتهديد ووعيد بعض التجار من ( المواطنين ) ليسوا اصحاب قرار لانهم وببساطة شديدة متسترون على آخرين هم اصحاب القرار الفعليين واحيي في الوقت نفسه المواطنين الذين تجاوبوا مع القرار ادراكاً منهم لواقعيته واهدافه الآنية والقادمة . @@ وكم اتمنى مخلصاً ان يلمس الجميع مثل هذه الصدقية في المجالات الأخرى التي لاتزال تئن من وطأة الاجنبي وتحكمه واستبداده واستغلاله حاجة الشباب السعودي للعمل وتحقيق الذات في وطنه وبين اهله . @@ انني احترم كل ضيف وارحب به في بيت العرب الكبير المملكة عاملاً .. او موظفاً ومن جميع الجنسيات دون استثناء الذين - على حد تعبير الصديق بدر الخريّف - لن يجدوا خارج اوطانهم بلداً مثل المملكة لتحقيق طموحهم ولن يجدوا مكاناً تهون فيه مشاق الغربة مثلها والا لما قدموا اليها ولكن لا اهلاً .. ولا مرحباً بالانتهازيين الذين يستثمرون خيرات هذا الوطن دون وجه شرعي ويختطفون لقمة العيش من افواه من هم احق بها منهم .. ويكسرون الانظمة والقوانين في سبيل مصالح انانية ونرجسية وغيرها من الاسباب غير المشروعة التي لاتخفى على احد مما يفرض على كل من يتستر ويدعم ويتواطأ ان يتقي الله في نفسه .. وفي بلده .. ومواطنيه .