تحت رعاية الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين انطلقت يوم الاحد الماضي فعاليات مؤتمر ومعرض الشرق الاوسط الدولي السادس للعلوم الجيولوجية (جيو 2004) بمركز المعارض الدولي وستستمر الفعاليات حتى 19 محرم 1425ه (10 مارس 2004م). وقد القى وزير النفط بمملكة البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة كلمة رحب فيها بحضور المؤتمر. ويكتسب هذا المؤتمر اهميته نظرا لتزايد عدد المشروعات المتعلقة بالتنقيب عن النفط والغاز في منطقة الشرق الاوسط حيث يجري استثمار عشرات المليارات من الدولارات سنويا في تلك المشروعات فضلا عن توفير المؤتمر الفرصة لتقديم اوراق العمل التقنية الخاصة بالاستكشاف والتطوير وتبادل الآراء والافكار بين الحضور من خبراء واخصائيين من مختلف دول العالم. تحديات الاستكشاف والتطوير 2020م تشير مختلف التحديات الحالية التي تواجهها صناعة النفط الى ان دور الدول المنتجة للنفط لم يعد مقتصرا على الانتاج, بل يجب ان يتعدى ذلك الى المحافظة على قدراتها الانتاجية الحالية ومواكبة الطلب المتزايد على الزيت والغاز وتطوير قدرات جديدة لتلبية التوقعات المستقبلية والاستعداد التام لتعويض النقص في الانتاج نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية. وتشير تقارير وكالة الطاقة العالمية الى ان منطقة الشرق الاوسط تحتوي على 65% من الاحتياطي العالمي من الزيت ويتعين عليها تطوير هذه الاحتياطيات من خلال استثمارات تصل الى 500 مليار دولار بحلول عام 2030م وستنفق نسبة 75% من هذا الاستثمار للتغلب على انخفاض الانتاج ونسبة 25% المتبقية من اجل اضافة قدرات انتاجية جديدة. التحديات المتعلقة بالغاز كما تشير التقارير نفسها الى ان استهلاك الغاز المحلي سيتضاعف في منطقة الشرق الاوسط كما سيتضاعف انتاجه ثلاث مرات اما الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي المسال فسيزداد 6 مرات تقريبا وسيكون لازما تدبير 9 مليارات دولار سنويا لاستثمارها في قطاع الغاز بغرض تلبية الزيادة في الطلب خلال السنوات العشر القادمة. جلسات عمل رئيسة بدأت جلسات العمل الرئيسة السبع اعمالها لمناقشة التحديات التي تواجه شركات النفط بغرض التوصل الى حلول مناسبة. وسيدير دفة تلك الجلسات اكثر من 40 مديرا تنفيذيا في اكبر شركات النفط في العالم مثل: ارامكو السعودية, توتال الفرنسية واكسون موبيل وشيفرون تكساكو وتناقش من خلالها موضوعات مهمة مثل التحديات التي تواجه اعمال الاستكشاف والانتاج وتطوير المكامن. وقد تمحورت اعمال الجلسة الاولى حول الاستكشاف والتطوير 2020م وتحدث خلالها عدد من اهم الخبراء في صناعة الزيت والغاز والقوا الضوء على اوضاع الاستكشاف والانتاج والتطوير في الوقت الحاضر وقدموا توقعاتهم المستقبلية في ذلك الصدد. تزايد الطلب على الزيت القى نائب الرئيس للتنقيب الاستاذ محمود عبدالباقي الكلمة الاولى في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وتناول فيها الوضع الراهن الذي تعيشه صناعة الزيت والغاز في مناطق العالم التي تحتوي على احتياطيات الزيت والغاز, ملقيا الضوء على ما يشهده قطاع الاستكشاف والانتاج بالشركة من تطور وتوظيف لاحدث التقنيات ثم تحدث بعد ذلك عن التوقعات المستقبلية حتى عام 2020م. وقد وصف محمود عبدالباقي في عرضه الطلب المتزايد على الزيت الذي قد يتراوح بين 29 و35 مليون برميل خلال السنوات من 2000 الى 2020م بأنه طبيعي وان الطلب العالمي على الزيت سيصل الى 107 ملايين برميل يوميا في العام 2020م وتساءل الاستاذ محمود عبدالباقي هنا: من أين سيأتي هذا الزيت؟ وذكر الحضور بأن احتياطيات دول الخليج من الزيت تبلغ في الوقت الحالي حوالي 680 بليون برميل من الزيت, وانه يوجد في المملكة العربية السعودية وحدها حوالي 85 حقلا و320 مكمنا تحتوي على احتياطي يبلغ 260 بليون برميل من الزيت, اي ما يعادل 25% من الاحتياطي العالمي. واضاف ان المملكة تنتج حاليا بطاقة استيعابية تصل الى 10 ملايين برميل من الزيت يوميا و9ر6 بليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا. وينتج الشرق الاوسط حوالي ثلث الانتاج العالمي ويمتلك احتياطيات تكفي للانتاج على مدى 90 سنة قادمة تقريبا, لذا يمكن القول ان الشرق الاوسط سيلعب دورا رئيسا في توفير ذلك الطلب المتزايد على الطاقة. واشار عبدالباقي الى ان التحديات التي تواجه صناعة الزيت تتمثل في كيفية ادارة المكامن والمحافظة عليها وصيانتها, والحفاظ على مستوى الانتاج بتكلفة مناسبة واسعار ثابتة. كما شرح عبدالباقي اهمية الاستثمار في تطوير التقنيات المستخدمة في اعمال الاستكشاف والانتاج التي من شأنها ان تعمل على التسريع في عملية العثور على الزيت والغاز والحفاظ على المكامن بحال جيدة. ولم يغفل عبدالباقي اهمية التدريب اذا قال ان التركيز على تدريب القوى العاملة وتطوير مهاراتها في قطاع الاستكشاف والانتاج من شأنه ان يخدم صناعة النفط واصفا التدريب بانه (استثمار طويل الاجل في صناعة النفط). واكد على اهمية الشراكة في الصناعة البترولية قائلا ان للشركة تجربتها المهمة في مجال الشراكة مع شركات اخرى حول العالم وانها اثبتت جدارتها وجديتها في هذا المجال. انخفاض مستوى الاحتياطيات كما استعرض المدير التنفيذي بشركة البترول الكويتية الاستاذ فاروق الزنكي مدى الانخفاض الذي شهدته الاحتياطيات البترولية في السنوات القليلة الماضية, وتقلص بعض الحقول الضخمة وما يقابلها من زيادة نسبة الطلب والاستهلاك واكد على انه يجب العمل على تطوير التقنيات الخاصة بالاستكشاف والانتاج وتخفيض التكاليف واعادة هيكلة بعض القطاعات ذات العلاقة والاندماج بين كبرى الشركات حول العالم. كما اثنى الزنكي على الملاحظات التي ذكرها الاستاذ محمود عبدالباقي المتعلقة بأهمية تطبيق احدث التقنيات في اعمال الاستكشاف والانتاج وتدريب القوى العاملة. الحاجة للطاقة في 2020م من جهته القى رئيس شركة توتال الفرنسية في الشرق الاوسط المستر فيليب بوسيو الضوء على احتياطيات الزيت المتوافرة الحالية في العالم مشيرا الى ان الطلب على الغاز سوف يزداد بشكل مذهل بحلول 202م واضاف ان الهدف المنشود هو الاستثمار في توفير كميات الطاقة المطلوبة باعتمادية وبأسعار مقبولة مع ضرورة الحفاظ على البيئة اثناء القيام بأعمال الاستكشاف والانتاج. التحديات التي تواجه الشرق الاوسط اما النائب التنفيذي للرئيس في شركة اكسون موبيل المستر تيم سيجكا فقد استعرض التحديات التي تواجه الشرق الاوسط والتي يجب التحضير لمواجهتها ليبقى مصدرا رئيسيا للطاقة. مضيفا ان الزيت والغاز سيبقيان المصدر الرئيسي للطاقة على الاقل حتى منتصف القرن الحالي. وقال ان على الشرق الاوسط ان يرفع انتاجه الى 20 مليون برميل في اليوم بحلول 2020م ثم تحدث عن مصادر طاقة جديدة والاستثمارات الكبيرة في مجال الغاز. اما بالنسبة لاساليب النجاح فقد ذكر منها تعزيز وتطوير التقنية الخاصة بحقول الزيت والغاز التقليدية وغير التقليدية, كما يجب بناء الانسان العامل في هذا القطاع المهم خاصة في مجال التطبيق الذي يتطلب مهارات متقدمة وادارة المكامن بشكل جيد وتقليص الوقت المطلوب للاستكشاف والانتاج وتخفيض تكاليف التشغيل وصنع القرارات المشتركة ملخصا حديثه بأهمية وضرورة الشراكة بين الشركات لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح. الحراك الصناعي في منطقة الخليج في لقاء مع منسق المؤتمر الاستاذ حسان الحسيني نائب رئيس جولف بترولينك والمستشار التحريري في جيو العربية قال ان منطقة الخليج تشهد هذه الفترة حراكا صناعيا كبيرا يتمثل في توقيع اتفاقيات الاستثمار في مجال استكشاف الغاز بالمملكة العربية السعودية التي جذبت المستثمرين من روسيا والصين واوروبا الى جانب الشركات الامريكية والشراكات العالمية التي تزمع بعض الدول مثل: الكويت وايران والعراق والبحرين القيام بها في المستقبل القريب. أرامكو تشارك بمعرض جيو 2004 شاركت ارامكو السعودية بجناح كبير في المعرض وقد جال وزير النفط بمملكة البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بصحبة عدد من مسؤولي الشركة في جناح الشركة واثنى على ما شاهده من معروضات اشتملت على عدد من التقنيات الحديثة التي تطبقها الشركة في اعمال الاستكشاف والانتاج. كما قدم اخصائيون من الشركة عروضا حية لزوار الجناح عن احدث التقنيات المستخدمة في اعمال التنقيب والانتاج في ارامكو السعودية. جانب من الحضور