في السنة الماضية انشغل الناس بحدث اعلامي كبير اصبح حديث المدارس صباحا وفي المجالس مساء الصغير قبل الكبير يتحدث عن ذلك الحدث وهو المسابقة الفنية الكبرى (سوبر ستار العرب) والتي فازت بها فنانة العرب الجديدة (كرزون) واسدل الستار بعد ان فرح الكثير لفوزها وحزن البعض لخسارة منافستها وكأن العرب ليست عندهم هموم ولا مشاكل ولا كوارث الا فوز (كرزون) بلقب سوبر ستار العرب؟! اما اليوم فيداهمنا خطر اعلامي جديد هو في الواقع اخطر بكثير من مجرد مسابقة فنية غنائية، ولكن هذا الخطر اصبح بمثابة قناة اعلامية جديدة تبث من خلال كاميراتها كيف يعيش مجموعة من الشباب والشابات في منزل واحد سميت (اكاديمية) يتعلم خلالها الطلاب والطالبات مختلف لغات الحب والعواطف والاشجان يتعلمون كيفية العناق البريء يتعلمون الغناء والموسيقى والرقص ينظر بعضهم الى بعض بنظرات دافئة حنونة تنتهي بمزاح ساخر واحيانا بخلاف لكن ينتهي بعناق يطبخون ويأكلون سويا ثم يمارسون تمارينهم واخر الليل تسلط الكاميرا عليهم وهم نيام وفي اخر الاسبوع يقام حفل صاخب لاختيار من يتوج بطلا لهذه الاكاديمية!! اصبحت المنازل تتابع اخبار سمية من تونس ومحمد خلاوي من السعودية وبشار من الكويت وميرنا من لبنان وغيرهم الصغار حالما ينتهون من مذاكرتهم هذا اذا قدر وان ذاكروا ذهبوا لهذه المحطة لمشاهدة اخر اخبار (اكاديمي) اصبحت هذه الاكاديمية حلما يراود الكثير من الفتيان والفتيات لان يلتحقوا بها ماداموا سيظهرون على الشاشة والناس يشاهدونهم على طبيعتهم.. اما المنظر المقزز فعلا هو ماحدث في الاسبوع الماضي حينما اقيم حفل يتوج فيه الفائز ويخرج الخسران وما ان اعلنت النتيجة حتى انهالت على الفائز شتى انواع القبلات واخذ في الاحضان واصبح الفائز يواسي زميلته التي لم تكسب اصوات تؤهلها للبقاء وهو يتحس ظهرها اليس ذلك المنظر من المناظر البشعة والتي لم يعتد مجتمعنا المحافظ على مثل هذه العادات الدخيلة السؤال هل انتهينا من تثقيف ابنائنا وبناتنا وتعليمهم الاداب والقيم وتلقينهم دروسا حية عن حضارتنا العريقة حتى نفتح لهم مجالا كهذه قناة؟ هل اصبح شبابنا مهيئين لان نقدم لهم تعاليم جديدة في فن الرقص والغناء وكيفية مصاحبة الفتيات وكذلك من خلال دراسة حديثة تقدم في اكاديمية؟!