في تطور جديد على قضية التجسس ذكر كبير مفتشي الاسلحة السابقين بالاممالمتحدة ريتشارد باتلر امس أنه كان يجري التنصت على مكتبه خلال المحادثات الدبلوماسية الخاصة بشأن نزع الاسلحة العراقية. وصرح باتلر وهو دبلوماسي استرالي سابق يشغل الان منصب حاكم ولاية تسمانيا بهذا بعد أن ذكرت وزيرة شئون التنمية الدولية البريطانية السابقة كلير شورت أن جهاز الاستخبارات البريطاني كان يتجسس على الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. ويأتي ذلك أيضا بعد أن قال كبير مفتشي الاسلحة السابقين هانز بليكس انه كان يجرى التنصت على هاتفه المحمول عندما كان في العراق. وقال باتلر إنه يعتقد أن مكتبه بالاممالمتحدة في نيويورك كان موضع تنصت لذا كان يضطر إلى اللجوء إلى السير في السنترال بارك مع من يجري لقاءات معهم. وقال باتلر لمحطة (إيه.بي.سي) الاسترالية بالطبع لقد كان يجرى التنصت علي.. وكنت أدرك ذلك جيدا. كيف عرفت ذلك؟ نظرا لان من قاموا بذلك جاءوا إلي وقدموا لي التسجيلات التي حصلوا عليها بالتجسس على آخرين لمساعدتي على أداء مهمتي فيما يتعلق بنزع أسلحة العراق وقالوا لي: (إننا جئنا إلى هنا لمساعدتك) ولم يقدموا أي تسجيلات لي. وأضاف باتلر ان محادثاته تنصت عليها أمريكيون وبريطانيون وفرنسيون وروس مشيرا إلى أنه عرف ذلك من خلال مصادر أخرى. وتابع إنني واثق تماما من أنه جرى التنصت علي من جانب أربع على الاقل من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن ، كما إنني واثق تماما من أنه خلال محاولاتي لاجراء محادثات دبلوماسية خاصة لتسوية مشكلة نزع أسلحة العراق كان أمريكيون وبريطانيون وفرنسيون وروس يتنصتون علي كما كان هناك أشخاص من العاملين لدي ينقلون ما كنت أسعي للقيام به بشكل خاص . وفي ذات الاتجاه قال فريد ايكهارد المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انه اذا صح ما زعم عن التنصت على مكتب كوفى عنان فان الجواسيس البريطانيين سيكونون قد قوضوا عمل الاممالمتحدة. فقد قال ايكهارد للصحفيين امس ان عنان يطالب بوقف هذا العمل لو كانت تلك المزاعم صحيحة مشددا على عدم مشروعية التنصت على مكتب الامين العام0 وقد تحدث ايكهارد بعد زعم الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت ان مخابرات بلادها تنصتت على محادثات عنان وجاء رد فعل رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير بوصف تلك المزاعم بأنها غير مسؤولة بالمرة. وقال ايكهارد ان عنان تحدث الى المندوب البريطانى لدى الاممالمتحدة حول تلك المزاعم، وأضاف نريد أن يتوقف هذا العمل لو كان قد جرى فعلا، مشيرا الى ان هذا العمل يقوض الجهود التى يبذلها السكرتير العام مع الزعماء الاخرين وبالتالى فهو لا يفيد عمل الاممالمتحدة فضلا عن كونه غير مشروع. وقال ان المنظمة الدولية ستشعر بخيبة الامل اذا صحت تلك الاتهامات.