قال هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة امس الجمعة أنه ربما يتعين عليه أن يعيد كتابة التقرير الذي قدمه أمس الاول الخميس لمجلس الامن بشأن العراق ليعكس إمكانية تدميره لصواريخ الصمود-2 طويلة المدى. وقال أنه إذا التزمت الحكومة العراقية بطلب تدمير العشرات من الصواريخ التي يزيد مداها على 150 كيلومترا كما هو محدد من قبل الاممالمتحدة، فسوف يعني ذلك نزع تسلح حقيقي. وقال بليكس للصحفيين قبل أن يدخل مكتبه في مقر الاممالمتحدة أن هناك كمية كبيرة من الصواريخ ومكونات الصواريخ والمحركات والوقود يتعين تدميرها ابتداء من اليوم السبت، وهي المهلة التي حددها للسلطات العراقية ولذا فسيكون جزءا هاما من نزع التسلح الحقيقي. ولكنه قال انه طلب من بغداد أن توضح ما تعنيه عندما قبلت تدمير الصواريخ من حيث المبدأ. وكانت الحكومة العراقية قد أبلغته في وقت متأخر أمس الاول الخميس أنها سوف تقبل من حيث المبدأ البدء في تدمير الصواريخ بعد المزيد من المحادثات مع مفتشي الاسلحة في بغداد. وكان بليكس قد قدم تقريرا ربع سنوي حول التفتيش على الاسلحة العراقية أمس الاول الخميس للسكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان. وتجري ترجمته استعدادا لتقديم بليكس لتقرير للدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن خلال الاسبوع المقبل. غير أن بليكس قال أن محتويات التقرير يتعين تغييرها إذا ما تم تدمير الصواريخ. وقال كل تقرير أقدمه يجب أن يكون صورة سريعة للموقف في العراق. وإذا تغير (الموقف)، فسوف يتغير تقريري. وجا الاعلان العراقي بعد أن التقى الرئيس العراقي صدام حسين بشبكة تلفزيون أمريكية يوم الاثنين قال فيه أن بلاده ليس لديها صواريخ تتجاوز المدى المسموح به وهو 150 كيلومترا، مما أثار تكهنات لدى الولاياتالمتحدة وحلفائها بأنه سوف يرفض تدمير أي صواريخ أو مكونات صواريخ. وقد دفع عجزه عن تدمير الصواريخ الولاياتالمتحدة وبريطانيا بتهديد العراق بالحرب، قائلين إنه قد فشل في التعاون على نحو كامل مع مفتشي الاسلحة ونزع أسلحة الدمار الشامل لديه. وتحشد هاتان الدولتان إلى جانب أستراليا ما يقدر بمائتي ألف جندي في منطقة الخليج استعدادا لغزو المحتمل. واعترف بليكس أن الحكومة العراقية مؤخرا أصبحت نشيطة للغاية في الوفاء بالتزاماتها بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل. ولكنه أيضا قال أن بغداد لم ترد بعد العديد من المطالب التي قدمها بأن يبرهن العراق على مزاعمه بأنه بالفعل دمر تلك الاسلحة، بما فيها الصواريخ. وقال في الاسبوع المقبل، أنا متأكد أنه سيكون هناك المزيد من التطورات. وأقول أن العراق في الوقت الحالي نشيط للغاية. وسوف نرى في الاسبوع المقبل، إذا ما تغير الواقع، فسوف يتغير تقريري. وبينما سيتم الكشف عن تقرير بليكس رسميا، فقد شكا في وقت سابق من الاسبوع الجاري من أنه في الوقت الذي زادت فيه الحكومة العراقية تعاونها مع مفتشي الاسلحة، فإنها لم تتعاون إلى الحد الكامل المطلوب من قبل المجلس. ومن المتوقع أن يبلغ المجلس بالافتقار إلى التعاون الكامل من قبل العراق. وطلب بليكس الذي يترأس لجنة الرصد والتحقق والتفتيش من نائبه في بغداد أن يبدأ محادثات مع العراقيين لتحديد إذا ما كان يتعين البدء في تدمير الصواريخ اليوم السبت وأن يوضح قبوله من حيث المبدأ. وينظر إلى تدمير الصواريخ على أنه اختبار حقيقي للامتثال العراقي لقرار الاممالمتحدة رقم 1441، الذي أقره بالاجماع مجلس الامن في تشرين الثاني نوفمبر والذي طالب بتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية. وسوف يؤدي الاخفاق من قبل العراق إلى عواقب وخيمة وفقا لما ذكره القرار. وليس من المعروف على وجه الدقة عدد الصواريخ المحظورة التي يزيد مداها على 150 كيلومترا في العراق. وقال متحدثون باسم الاممالمتحدة أن إنتاج الصواريخ كان قائما بينما كان المفتشون يبحثون عن الاسلحة المحظورة.