تعكف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود حاليا على اعداد دراسة مشتركة يقوم عليها باحثون سعوديون للتعرف على أضرار المواد المشعة التى تدخل فى صناعة السجائر والجراك (الشيشة) والمعسل. وأوضح مساعد المشرف على معهد بحوث الطاقة الدكتور خالد بن عبدالعزيز العيسى أحد الباحثين المشاركين فى الدراسة أن تحاليل هذه الدراسة ستتم فى مختبرات المعهد فى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتمويل من وزارة التعليم العالي. وشرح أن هذه الدراسة التى يرأس فريقها الدكتور فهد العريفى من كلية الصيدلة من جامعة الملك سعود فى الرياض ستأخذ بعدا جديدا فى التقدير الكيفي والكمي لمخاطر أخرى للتدخين حيث تهتم بتقدير بعض النظائر المشعة الطبيعية فى مكونات أنواع مختلفة من السجائر والجراك والمعسل. وقال : ان نباتات التبغ تتم زراعتها وتسميدها بالاسمدة الفوسفاتية التى عادة ما تكون محتوية على نسبة من النظائر المشعة الطبيعية وأهمها (الراديوم 226) الذى يتحلل بسرعة الى نظائر أخرى مشعة مثل (البولونيوم 210 والرصاص 210) حيث يتم امتصاص البولونيوم والرصاص من التربة الى أوراق النبات عبر التمثيل الغذائى لنبات التبغ. وأفاد أن للاسمدة الفوسفاتية دورا كبيرا في رفع جودة أوراق التبغ واضافة النكهة اللازمة له وذلك بعد حصاد أوراق التبغ حيث تمر بمراحل معالجة مختلفة منها التجفيف والتعتيق ثم التصنيع وتأخذ مرحلة زمنية تقدر من سنة ونصف الى ثلاث سنوات أو أكثر من بعد قطاف الاوراق لحين وصولها الى المستهلك. وقال الدكتور العيسى خلال هذه الفترة يتم تحلل معظم نظير البولونيوم 210 الا أنه يتم انتاجه مرة أخرى داخل السجائر من خلال التحلل الاشعاعى لنظير (الرصاص 210) ونظير (البولونيوم 210) له عمر نصف 4 ر 138 يوم أى الزمن اللازم لتحلل نصف كمية النظير اشعاعيا وتحوله الى نظير آخر من عنصر آخر. وتابع يقول : أثناء تحلل (البولونيوم 210) ينتج جسيمات الفا ذات الطاقة العالية (3 ر5 مليون الكترون فولت) فى حين أن عمر النصف (للرصاص 210) يصل الى 26 ر 22 سنة ويتحلل الى (البولونيوم 210) وجسيمات (بيتا) واشعاعات (جاما) بحيث يتطاير (البولونيوم 210) عند درجة حرارة 962 درجة مئوية فى حين الرصاص يتطاير عند درجة (1749 درجة مئوية) وتصل درجة حرارة جمرة السجائر الى 750 درجة مئوية وهى درجة حرارة كافية لتطاير جزء كبير من (البولونيوم) الا أن الرصاص لا يتطاير ويبقى فى رماد السيجارة0 وأبان أن التعرض خارجيا لجسيمات الفا ليس له مخاطر صحية مقارنة بالتعرض الداخلى أى عند تعرض أنسجة الجسم الداخلية لها فالبولونيوم الذى ينتقل مع دخان السيجارة الى الرئة يعرض أغشية الجهاز التنفسى الى جرعة اشعاعية عالية وقال : الانسان يتعرض (للبولونيوم 210) بشكل طبيعى من خلال تحلل غاز الرادون الطبيعى الموجود فى الهواء فيما يختلف مستوى التعرض حسب اختلاف مستوى تركيز الرادون فى الهواء الذى يعتمد على الظروف الجيولوجية والمواد المستخدمة فى البناء. وبين أن التعرض للاشعاع من المسببات الرئيسية للاصابة بالسرطان وتحتوي السجائر والجراك والمعسل على كمية من مادة (البولونيوم 210) المشعة مما يعني زيادة نسبة الاصابة بالسرطان اضافة للمسببات الاخرى للمكونات الكيميائية مثل النيكوتين أو البنزوبيرين.