يمكن تحديد وتمييز احتمالات وجود غاز الرادون باستخدام المعلومات الاشعاعية وخواص التربة وجيولوجية المنطقة. وقد ظهرت دراسات تقويم مصادر اليورانيوم بالمملكة بواسطة المسح الجوي. ان المناطق التي تحتوي على تركيزات حوالي 2 جزء في المليون من اليورانيوم أو أكثر لها القدرة لانتاج مستويات مرتفعة من غاز الرادون في التربة وفي المباني والمنازل. وتدل الدراسة على ان نفاذية التربة أكثر من 15سم / ساعة سوف تقوي انطلاق غاز الرادون في المنطقة المدروسة. وتدل المعلومات المستقاة من الأبحاث الخاصة بالرادون، انه عند حوالي متر واحد تحت سطح التربة فان 1 بيكوكوري / جم من الراديوم في التربة يمكن ان ينتج من 700 إلى 1400 بيكوكوري في اللتر من غاز الرادون. ان دراسة النواحي الجيولوجية وخواص التربة والمعلومات الاشعاعية يمكن ان تساعد في تخطيط برامج اختبارات غاز الرادون في داخل المباني وفي الخارج، أو مصادر غاز الرادون التي يمكن ان تؤدي إلى بعض المشكلات المتعلقة بالتعرض لهذا الغاز. ان الغرض من هذا المقال هو التعرف على امكانية وجود غاز الرادون في المملكة العربية السعودية. وتدل النتائج الأولية على تراكيز عالية لغاز الرادون على طول ساحل البحر الأحمر، وفي بعض الأجزاء من الدرع العربي مثل مناطق المدينةالمنورة، وحائل، وخميس مشيط. وتحتوي بعض الصخور الرسوبية من الرف العربي على تراكيز عالية من غاز الرادون، وخاصة بالقرب من مدينة تيماء، ومنطقة القصيم وكذلك في شمال المملكة العربية السعودية. وغاز الرادون من المصادر الطبيعية والمشعة التي تشكل خطراً على صحة الانسان، وهو ناتج لتحلل معادن اليورانيوم والثوريوم في القشرة الأرضية. وعنصر الرادون غاز خامل له في الطبيعة عدة نظائر أهمها الرادون 222، ونسبة النظائر الأخرى قليلة جداً، ولذلك فان تأثيراتها الاشعاعية التي تبدأ باليورانيوم 238 وتنتهي بنظير الرصاص 206 المستقر. وينتج عن انحلال غاز الرادون 222 عناصر نشطة كيميائيا هي اليولونيوم 218، والبزموث 214، والرصاص 214، والثاليوم 210. وعندما يتفكك غاز الرادون في الهواء تتكون ذرات البولونيوم 218 على شكل أيونات يمكن التصاقها بأي جسيمات في الهواء، كما تنحل نوى ذرات البولونيوم 218 إلى الرصاص 214 ثم إلى البزموث 214 ثم البولونيوم 214 والثاليوم 210، وتحدث لها عملية ادمصاص وتصبح الجسيمات العالقة في الهواء مشعة. ولذلك فانها تعد خطرة على الصحة لأنها تميل إلى التركيز في البطانة الداخلية للجهاز التنفسي ولا سيما الرئتين. ومن المعروف أن غاز الرادون يدخل المنازل عن طريق الهواء الذي يسحب من التربة الموجودة تحت تلك المنازل بتأثير الاختلاف الطفيف في ضغط الهواء بين الداخل والخارج. ولذلك فانه كلما كان الجو أكثر حرارة في الداخل عنه في الخارج فان الهواء ينزع إلى الانسياب داخلياً خلال الجزء السفلي، وإلى الخروج خلال الجزء العلوي من جسم المبني الخارجي (مثل الجدران والسطح والأساسات). ويأتي جزء بسيط فقط من الهواء المتسرب فعلياً من التربة، ولكنه هو الذي يحمل معه غاز الرادون إلى المنازل، لذلك فان معدل دخول الغاز يعتمد على مدى نفاذية التربة للهواء إلى جانب عوامل اخرى جيولوجية وإنشائية ومناخية. وينبغي ان أشير هنا إلى أن وجود دخان السجائر في الأماكن المغلقة يمكن أن يزيد من خطورة تركيز غاز الرادون في الهواء، ويسبب أضراراً جسيمة للإنسان.