حقق معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نتائج متميزة خلال مشاركته في اختبار الجودة الخاص بقياس نظير البولونيوم/210/ والذي نظمته مؤخرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار سعيها لتطوير إجراءات لاختبار القدرات الفنية لمختبرات الدول الأعضاء بالوكالة . ويأتي هذا الإنجاز كدليل حي على تميز وجودة مختبرات معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة / العلوم والتقنية / في مجال التحليلات النووية، ومنها اختبارات القدرات الاحترافية لقياس نظير البولونيوم /210 / كما يعطي مؤشراً جيداً على كفاءة القدرات العلمية والتجهيزات الحديثة بالمعهد، حيث سبق وأن أحرزت المدينة نتائج متقدمة في مثل هذه الاختبارات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنظائر أخرى مثل اليورانيوم /238 / والراديوم /226 / والراديوم /228 / والرصاص /210 / كما تقدم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الكثير من الخدمات التي تتعلق بالقياسات الإشعاعية، حيث تعد مختبرات معهد بحوث الطاقة الذرية من المختبرات الوطنية المتخصصة والمتميزة على المستوى الإقليمي والدولي، ويقدم المعهد الكثير من الخدمات العلمية للقطاعين العام والخاص عن طريق التحليلات النووية أو الإشعاعية أو الكيميائية بالإضافة لتقديم الاستشارات العلمية. يذكر أن نظير البولونيوم /210/ المشع يعد أحد النظائر الموجودة في الطبيعة الناتجة من تحلل سلسلة اليورانيوم / 238 / الشهيرة، وهذا النظير يبعث عند تحلله جسيمات ألفا والتي تعطي جرعة إشعاعية كبيرة عند التعرض لها داخل أنسجة الجسم مثلما هو الحال عند تعاطي هذا النظير بالأكل والشرب والتنفس. ويختلف مستوى مخاطر النظائر المشعة لاعتبارات عديدة حيث تصل خطورة التعرض للبولونيوم /210 / ما يقارب خمسة آلاف ضعف خطورة من التعرض لنفس الكمية من نظير الراديوم / 226 / ويوجد نظير البولونيوم /210 / المشع في أجزاء من البيئة القريبة من الإنسان بكميات ضئيلة مثل التربة والهواء والمياه، بل يوجد حتى في أوراق مما يزيد من مخاطر التدخين الصحية ويزيد من فرصة الإصابة بسرطان الرئة. ويعد التعامل مع البولونيوم / 210 / دون اتخاذ احتياطات سلامة أمراً بالغ الخطورة على الصحة، إذ تعد كمية واحد ميكروجرام (جزء من ألف جرام) خطرة جداً عند التعرض داخلياً لها نتيجة التأثير المباشر لطاقة أشعة ألفا على أنسجة الجسم، ومن الناحية الكيميائية فإن خطورته الكيميائية السمية عالية أيضاً، إذ أنه وبحساب تقريبي فإن التأثير السمّي لجرام من البولونيوم /210 / يُعتبر أكثر سمّية من جرام من مادة السيانيد المشهورة بسميتها، بمقدار 250 مليون مرة، مما يعني أن قطعة بحجم ذرة غبار تعد عالية السمّية عند التعرض لها داخل الجسم. ويجد الأطباء صعوبة في اكتشاف وجود المادة عندما يتعرض لها الإنسان، والسبب في ذلك هو طبيعة إشعاعات ألفا التي تصدرها المادة، لكونها ذات مدى قصير في اختراق أنسجة الجسم، وحينما يتم ابتلاعها أو استنشاقها فإنها تتلف الأنسجة المحيطة بمكان تواجدها دون الخروج بشكل كاف إلى مناطق خارجية من الجسم، مما يُصعب على الأطباء اكتشاف وجودها، ولهذا فإن الشخص الذي يتعرض للتسمم بالمادة فإنه لا يؤثر بشكل ضار في الغالب على الآخرين . // انتهى // 1056 ت م