تشهد الخدمات المصرفية في الخليح نموا سريعا اذ تأمل دور الاستثمار في الاستفادة من موجة الرخاء الجديدة في المنطقة وتزايد الاقبال على عمليات الاستثمار الاكثر تطورا. ويتفق معظم الخبراء على تنامي الثروات في الخليج بفضل أسعار النفط في منطقة تمتلك ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي المؤكد.وقال ماثيو ويلش رئيس الخدمات المصرفية لمنطقة الخليج الادنى في بنك اتش.اس.بي.سي ان التنامي الكبير للثروة مصحوبا بوعي وطلب أكبر على اختيارات أوسع للاستثمارات والخدمات الاستشارية يدفع الخدمات المصرفية الخاصة بالاثرياء في المنطقة وقال لرويترز من منظور الربحية تبدي المزيد من المؤسسات المالية اهتماما نشطا بالمنطقة. ومن المؤكد أن الصناعة ككل نمت خلال العقد الماضي. ورغم أن العمليات المصرفية الخاصة للاثرياء قائمة في الخليج منذ عقود الا أن عدد البنوك الخاصة والاجنبية التي تقدم الخدمة ارتفع في السنوات الاخيرة. وفي البحرين المركز المصرفي الرئيسي في منطقة الخليج بدأت 16 مؤسسة مالية تقديم العمليات المصرفية الخاصة ومن المقرر ان يقتصر بنك واحد على الاقل هو بنك طيب على هذه الخدمة فقط. وافتتح بنك يو.بي.اس السويسري فرعا هو نوريبا بنك في البحرين في عام 2002 يقتصر على تقديم خدمتي المعاملات الاسلامية والمعاملات المصرفية الخاصة. وقال محمد توفيق كنفاني الرئيس التنفيذي لنوريبا بنك تجري عملياتنا بشكل جيد جدا. أعتقد أننا بدأنا العمل في الوقت المناسب. ولا توجد أرقام موثوق بها لاجمالي حجم السيولة في منطقة الخليج أو الاصول التي تشملها العمليات المصرفية الخاصة التي تميل الى احاطة أعمالها بالسرية الا ان خبراء يقدرون اجمالي حجم الثروة في المنطقة بما يتراوح بين 800 و900 مليار دولار. وأصبحت العمليات المصرفية الخاصة الوسيلة المفضلة للاسر الثرية للحفاظ على الثروة التي يتوارثها الابناء. وأشار مصرفيون الى ان هناك طلبا متزايدا على الاستشارات الخاصة بكيفية التخطيط لانتقال الثروة داخل الاسرة. وفي مؤشر على زيادة السيولة في منطقة الخليج سجلت أسواق الاسهم في المنطقة أداء قويا في العام الماضي. وارتفعت أكبر بورصتين في العالم العربي اذ صعدت بورصة السعودية 76 بالمئة والكويت 101 بالمئة. وارتفعت بورصة الامارات نحو 29 بالمئة وقطر 8ر69 بالمئة في العام الماضي بينما زادت بورصة عمان 42 بالمئة والبحرين 8ر28 بالمئة. وقال ويلش يترك المستثمرون نسبة أكبر من اصولهم في المنطقة ذاتها بدلا من الاتجاه الى الخارج. يبحثون بشكل متزايد عن استثمارات قرب بلادهم. لذلك هناك امكانات أكبر للخدمات المصرفية الخاصة في المنطقة. وقابل الكثير من البنوك التي تقدم خدمات مصرفية خاصة في الخليح هذا الاتجاه بتوظيف مصرفيين متخصصين في الاستثمار يتحدثون العربية لمقابلة العملاء وتقديم منتجات تتفق مع الشريعة الاسلامية. وقال خليل شريف الرئيس التنفيذي لشركة سوسيتيه جنرال أست مانجمنت التابعة للبنك الفرنسي لا يتحدث كثير من الاثرياء هنا اللغة الانجليزية. يريدون ان تبقى أموالهم قريبة منهم والتعامل مع بنوك في منطقتهم. وربما يرجع زيادة السيولة في جزء منه الى تحويل بعض الاموال العربية من الغرب عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة وركود أسواق الاسهم العالمية قبل أن تنتعش في العام الماضي. وقال عبد الرحمن محمد الباكر مدير ادارة رقابة المؤسسات المالية في مؤسسة نقد البحرين عادت بعض الاموال منذ تجميد العديد من الحسابات العربية وسوء معاملة بعض المستثمرين نتيجة خطأ في تحديد الهوية بصفة أساسية. ويقول مصرفيون يديرون أموالا عربية ان بعض التحويلات ربما تكون ناجمة عن مخاوف بشأن تفرقة واخضاع الولاياتالمتحدة الاموال العربية لعمليات تدقيق أشد. وقالوا ان معظمها تم تحويلة بحثا عن فرص استثمار أفضل في أماكن أخرى. وأواخر العام الماضي قال بنك التسويات الدولي ان معدلات تحويل أوبك للودائع المصرفية تسارع. وحولت الدول الاعضاء في أوبك 8ر8 مليار دولار في عام 2002 و9ر2 مليار دولار في 2001 كانت خارج حدودها في السابق.