(جمع كلمة الأمة الإسلامية على الخير والتقوى بعيدا عن الغلو والتطرف والإرهاب).. هذا هو الهدف الأسمى الذي تبني عليه المملكة رسالتها دينيا وسياسيا وأخلاقيا، ليس كالتزام سلوكي فقط، إنما كواجب تحتمه علاقات الأخوة والمشاركة في الدين والعقيدة. ولأن الإسلام جاء إلى العالمين كافة في أول دعوة لا تفرق بين أبناء آدم، يكون الالتزام بالمنهج الإسلامي والسير عليه إطارا عاما يحكمنا بالمملكة ويؤمن حياتنا الدنيوية نحو العمل الصالح وحسن الجزاء. من هنا، جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الى توحيد صفوف المسلمين ونبذ (الغلو والتطرف والإرهاب).. الذي هو في حقيقة الأمر (إفساد في الأرض وسعى في الخراب).. داعين أيضا إلى أهمية استشعار معاني التسامح والفهم الصحيح لمعاني وسطية هذا الدين الحنيف الذي يقوم على منهجية رائعة (لا تفريط ولا إفراط" ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تعامله حتى مع غير المسلمين. ربما يكون عنوان الدرس واضحا.. وربما تكون الرسالة أكثر عمقاً ودلالة، حين تخاطب العالم الإسلامي بالنصح والإرشاد في محاولة للخروج من عنق الزجاجة التي تلاحقه وتؤذي أفراده وتشوه معانيه وقيمه وتراثه الضخم.. فعالم اليوم الذي يموج بمختلف التيارات في أشد الحاجة لمن يقدم الدليل على قيم الإسلام العظيم ليراه بالصورة الحقيقية من خلال أبنائه المخلصين الذين يعون منهج هذا الدين كما يريده رب العزة والجلال، لا كما يحاول أن يروج أتباع الشيطان وأصحاب الأفق الضيق والجمود. ما نراه اليوم من حرب على الإسلام يحتاج منا جميعا.. قادة ومسلمين مسؤولين عن نشر الفهم الصحيح.. في إطار من النصح والتسامح فيما بيننا أولاً.. كيلا نأمر بالبر وننسى أنفسنا.. ما نراه اليوم.. يستوجب على كل منا أن يكون قدوة حسنة، ولسان دعوة منفتح، يؤمن بالجزء المضيء من رسالة نبي البشرية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. وهذا ما دعت إليه المملكة وقيادتها باستمرار.