فيما تعكس يقظة جهاز الامن في المملكة، وحفاظه الدائم على استقرار البلاد، جاء الكشف عن الخلية الارهابية لتنظيم القاعدة التي تضم 19 شخصاً كانوا ينوون القيام بعمليات ارهابية في البلاد، وقد اثار هذا ردود فعل واسعة في الاوساط السياسية والدينية حيث اعربت هذه الاوساط عن ادانتها واستنكارها لهذه المحاولات التي تستهدف النيل من امن واستقرار المملكة العربية السعودية، واكدوا تضامنهم وتأييدهم للاجراءات التي قامت بها المملكة لدرء هذه الاخطار والكشف عن هذه المحاولات الدنيئة التي تستتر تحت دعاوى زائفة وتتخذ الاسلام ستاراً لها لبث سمومها والاسلام منها براء.وقد اعرب علماء الدين عن استنكارهم لهذه المحاولات الارهابية التي ترفضها كل الاديان السماوية وتتعارض مع القيم والمثل التي جاء بها الاسلام، ودعوته للسلام والمحبة، مؤكدين ان هذه الخطط الارهابية تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الامة الاسلامية جمع شتاتها وتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات المحدقة، والتي تؤذن بمخاطر جسيمة. واعرب علماء الدين ان الاسلام بريء من الارهابيين وما يقومون به لترويع المواطنين الآمنين والنيل من استقرار الشعوب وان الدين الاسلامي هو دين امن وسلام ومحبة، وان ما يدعو اليه الارهابيون يتنافى تماماً مع رسالة الاسلام، ودعوة القرآن، وبالتالي فان هذه الاعمال الارهابية لا بد من مواجهتها وبترها في مهدها حتى لا تستفحل وتهدد امن واستقرار الشعوب. واكدوا انه اذا كان القرآن الكريم قد وضع المنهج القويم في الدعوة إلى الله ومخاطبة الناس بالاسلوب المناسب واللائق .. اسلوب الحكمة والموعظة الحسنة واللين في القول فان السنة النبوية المطهرة ذاخرة بما يوضح ويبين هذا المنهج القويم فأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله وتقريراته وصفاته تمثل واقعاً عملياً لهذا النهج السوي، كما نهى النبي عن الغلو في امر الدين وبين - صلى الله عليه وسلم - ان الدين يسر. وفي هذا السياق يقول الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر ان الاسلام يرفض العنف وينبذ الارهاب ويدعو إلى السلام والسماحة والموعظة الحسنة، وبالتالي فان المنظمات الارهابية التي تحاول القيام بعمليات تخريبية تحت دعاوى زائفة لان الاسلام يدعو إلى ذلك فهم بعيدون كل البعد عن سماحة الاسلام وعن دعوته النبيلة، إلى السلام، وان في هذا الدين الحنيف سعادة البشرية كلها، وما جاء فيه من اخلاق ونظم ومعاملات وعلاقات بين المسلمين بعضهم مع بعض، او بين المسلمين وغيرهم ممن ليسوا من اهل الاسلام قائم كل هذا على منهج قويم امر به الله تعالى نبيه - - صلى الله عليه وسلم - - في قوله سبحانه: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). واكد الدكتور عمر هاشم ان الارهاب الذي اصبح يطل علينا بوجهه القبيح ويهدد امن واستقرار الشعوب يجب مواجهته بكل قوة وحسم واقتلاعه من جذوره لانه يسيء إلى الاسلام، ويتناقض مع رسالته السامية. ويقول الدكتور محمود عبد الخالق حلوة مدرس الحديث وعلومه بكلية اصول الدين بالقاهرة ان ظاهرة الارهاب اصبحت تهدد امن كل الشعوب، ولذلك يجب على الجميع مواجهة هذه الظاهرة حتى لا يستفحل خطرها. واشار إلى ان الغلو في امر الدين انما ينشأ لعوامل كثيرة منها الجهل المتغالي بأمور الدين وعدم المعرفة الصحيحة بالتعاليم الاسلامية، وكذلك عدم الفهم للنصوص الشرعية فهماً صحيحاً يتفق ومقاصد الشريعة السمحة مما يترتب عليه تحميل النصوص الشرعية فوق ما تحتمل من معان واحكام وذلك لاقتصاره على نص يوهم ظاهره حكماً، وعند جمع بقية النصوص يختلف الحكم تماماً بالاضافة إلى ان المغالاة ايضاً في الدين تنحسر في الانتصار لآراء وافكار لا تعبر مطلقاً عن سماحة الاسلام وسمو مقاصده. ويضيف ان الاسلام دين لا يقبل الغلو في الدعوة وان الاحاديث تبين لنا ما تحلى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكارم الاخلاق وجميل الصفات والعفو والصفح عمن اساء اليه بل واعتدى عليه مثلما فعل اهل الطائف كما ذكرت كتب السيرة فانهم لم يكتفوا بعدم استجابتهم لدعوته له - صلى الله عليه وسلم - بل سلطوا عليه، واغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويرمون عراقيبه بالحجارة حتى دمعت عيناه وسال دمه الذكي على ارض الطائف، وبرغم ذلك لم يرض نزول العذاب بأهل الطائف بل كان كل ما يرجوه ان يجعل الله منهم ذرية تؤمن بالله عز وجل اذا اصروا على عنادهم وكفرهم. ومن جانبه يقول الدكتور كامل حنفي مدرس الدعوة والثقافة الاسلامية بكلية اصول الدين بالقاهرة ان الارهاب وتهديد الآمنين والنيل من الاستقرار والامن تتعارض مع قيم الاسلام السمحاء والرسالة النبيلة التي جاء بها القرآن الكريم، لان الاسلام دين لا يعرف حرب العدوان وما زاولها لبسط سلطان او تحقيق ثروة او استعباد شعب او اهانة انسان او ترويع ا لمواطنين بل هو يحرم الاعتداء على الانفس والاموال الا بحق الله، ومن المؤسف ان العنف اصبح مرضاً وظاهرة في المجتمع الاسلامي واصبح المجتمع يموج بتيارات العنف مما جعل وسائل الاعلام في كل الدنيا تتبارى في الحديث عنه وكأنه لا عنف ابداً في بلاد الدنيا سوى في بلادنا وصار هذا الامر صارخاً فيما يبدو للناس عن ديننا وهذا ما يريده اعداء الاسلام.. كما ان عمليات العنف التي تهدد وجود الامة بقتل بعض ابنائها، والتخلص منهم او تدمير بعض المنشآت العامة والخاصة هي مرض يخشى انهيار الامة بسببه ولهذا يجب ان ندرك خطورته ونتكاتف جميعاً لحماية الامة من هذه الجرثومة الفتاكة، والقضاء على البيئة التي تنمو فيها فحالات القتل او التدمير لو تركت اسبابها لتكاثرت واتت على الاخضر واليابس، على الحي والميت وخطورتها تكمن في اسبابها اذا هي ظواهر لجرثومة تستقر في عقل الفاعل وهي التي تحركه لارتكاب جريمته المنكرة فاذا تركت تتكاثر تحولت إلى وباء يهلك الامة قال تعالى (وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً) فالظلم هو الذي اوردهم المهالك سواء اصدر من الفرد او المجموع، وهل الكل ظالم فاعل للقتل؟ نعم فحالة الجريمة فردية، بالنظر للمجموع العام، فلما تركوها تنمو وتكبر حتى صارت وباء كانوا ظلمة فهلكوا جميعاً، وهذا ما حذر منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة اصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالو: لو انا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم يؤذ من فوقنا فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعاً وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعاً) واستخدام المسلم للعنف بقتل المخالف له في الرأي يكون سبباً للطرد من رحمة الله ومآله النار. من جانبه يقول الدكتور محمود عاشور وكيل الازهر ان العنف والارهاب ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع بأثره بل والعالم اجمع، وانتشار هذه الظاهرة يمثل خطورة كبيرة على العالم، وفي مجتمعنا الاسلامي يجب على الجميع التكاتف لاقتلاع الارهاب والعنف من جذوره حتى تحيا الامة حياة آمنة ويعيش المواطنون دون خوف او فزع. واكد ان الاسلام يدعو إلى التسامح والى الفضيلة وانه بريء من الافكار الهدامة التي تتبناها جماعات العنف والارهاب مشيراً إلى ان محاولات النيل من استقرار الامم تتعارض مع القيم النبيلة التي حث عليها الاسلام ودعا اليها ديننا الحنيف. واوضح ان المسلمين احوج اليوم قبل أي وقت مضى إلى التماسك والوحدة ونبذ العنف لمواجهة التحديات المحدقة التي تنذر بكوارث جسيمة على مستقبل الامم الاسلامية، وبالتالي فاننا مطالبون بمواجهة العنف بكل حسم حتى لا يستشري خطره ويضعف الامة الاسلامية في مواجهة التحديات التي تفرضها المتغيرات الراهنة. الدكتور عبد المعطى بيومى - عميد كلية اصول الدين الاسبق وعضو مجلس الشعب - يوضح ان الاسلام يكره الافساد فى الارض والقيام بعمليات من شأنها تهديد امن واستقرار المواطنين كالعمليات الارهابية التى لامبرر لها من الناحية الشرعية والتى تعد نوعا من الافساد فى الارض يستوجب مواجهته. وقال بيومى ان الحادث الذى تعرضت له مدينة الرياض لم يكن له اى مبرر من جانب المجموعة الارهابية التى حاولت زعزعة الامن والاستقرار فى المدينة مشيرا الى عدم وجود سبب للقيام بمثل تلك العملية الفاشلة والتى احبطتها قوات الامن فى المملكة خاصة بعد خروج القوات الامريكية من المملكة والتى كانت تتحجج بتواجدها بعض العناصر الشبابية للقيام بالعمليات الارهابية الا انه بعد خروجها لم يعد امام تلك الجماعات المتطرفة الا الحوار العاقل الموضوعى الشريف الذى لايهلك الحرث ولا النسل ولايهدد حياة الآمنين من الناس. ودعا الدكتور البيومى كل شاب سعودى او عربى متحمس لدينه ولوطنه ان يكون نموذجا انسانيا راقيا وداعية اسلامية متأسية برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى مكث 13 عاما يدعو الى دين الله وسط اضطهاد قومه له ومع ذلك لم يقم باى عمل ارهابى فيه خروج على الدين حتى يجبرهم على اتباع الحق مشيرا الى ان سلوكه - صلى الله عليه وسلم - السوي واقناعه بالحسنى كانا سلاحه فى نشر الدعوة . واكد البيومى على ضرورة ان يسلك الشباب طريق سبيل الحوار واتباع اسلوب الاقناع الهادئ من اجل الدعوة . الدكتور جابر الحلوانى - الاستاذ بكلية اصول الدين جامعة الازهر - يشير الى ان بعض البلدان تقتضى الظروف التى يمر بها شعبها نوعا من الجهاد فى سبيل الله وتحرير الوطن من براثن الاحتلال او الاستعمار وهنا تكون عمليات المقاومة على اختلاف اشكالها من الاعمال المشروعة فى الدين كما هو الامر الآن فى فلسطين المحتل والذى يقوم الفلسطينيون بعمليات استشهادية من اجل رفع الظلم عليه وهو الامر الذى لايوجد فى المملكة التى تتسم بالامن والاستقرار من ناحية وبتطبيق الشريعة من ناحية اخرى وهى سمة تتميز بها المملكة عن كثير من الدول العربية التى لاتقيم الشريعة الاسلامية فى حين ان دساتيرها مستمدة من الشريعة الا انها لاتطبقها موضحا ان تطبيق الشريعة فى المملكة من شأنه الحد من المشاكل التى تواجه المواطنين وذلك على اعتبار ان الشريعة الاسلامية تحقق الامن والسلام لكل المواطنين وعلى ذلك فليس من المقبول ان تكون هناك عمليات ارهابية فى المملكة على عكس بعض الدول الاخرى التى قد تكون بها مشاكل بسبب عدم تطبيق الشريعة الاسلامية وهو مايعنى انه فى حالة وقوع اى عمل ارهابى فان ذلك يتطلب ضرورة محاسبة القائمين به وتوقيع اقصى العقوبة عليهم لانهم بعملهم هذا يكونون خارجين على الدين الذى حث المواطنين بفرض الطاعة للحاكم وعدم الخروج عليه. ويؤكد الدكتور الحلوانى ان اى تجاوز يحدث داخل المملكة انما يعبر عن حالة انقياد للغير من جانب القائمين به ويؤكد انها عناصر مدفوعة من خارج المملكة تستهدف زعزعة الامن والاستقرار بها وهو الامر الذى لن تنجح فيه المجموعات الارهابية لان الله سبحانه ناصر من ينصره وان العمل الذى يقومون به ليس نصرا لله وبالتالى فان مصيره الحساب العسير فى الدنيا والاخرة. ويؤكد الحلوانى ان سلوك الشباب فى الفترة اللاحقة لخروج القوات الامريكية من المملكة يجب ان يكون على عكس ماحدث حيث تتطلب الظروف والاوضاع الجديدة توجيه رسالة للعالم بان التواجد الاجنبى من شأنه العمل على زيادة العنف وان انهاءه يعطى للمواطنين امانا اكثر هذا بجانب ضرورة التخلى عن بعض السلوكيات التى من شأنها ان تساعد المتربصين بالامتين العربية والاسلامية على الربط بين الاسلام والارهاب وهو الربط الذى تروج له الجهات التى ترى فى امن الدول العربية تهديدا لمصالحها. اما الدكتور احمد طه - استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر- فيشير الى ان الائمة السابقين كانوا يكرهون الخروج على النظام حتى ولو كان ظالما وكان مبررهم فى ذلك ان الخروج من شأنه تضييع حقوق المواطنين وكان كرههم هذا نابعا من المنهج الاسلامى العام . ويرى ان الشباب المتطرف لاينظر فى المنهج العام ولكن ينظر الى بعض الاقوال التى لاتنتمى اليه والتى تبرر العنف كوسيلة للتغييركقول ابن حزم فى حين ان الشريعة الاسلامية ترفض الخروج على النظام العام وتحث على قيام العلماء بتقديم النصح فيما يرونه خروجا على النص الشرعى واعتبروا ان الخروج على الحاكم يعد نوعا من البغي وعلى الحاكم ان يقاتلهم وضرب لذلك مثالا بالخوارج الذين خرجوا علي سيدنا علي ( كرم الله وجهه ) المعروف بالعدل والانصاف ومع ذلك اخذ الخوارج امورا فيها اشتباه ولم يفهموه. ويرى الدكتور طه ان العمليات الارهابية التى تقوم بها بعض الجماعات كما حدث فى المملكة الاسبوع الماضى انما هى نتاج وميراث للخوارج على الشريعة الاسلامية اساءت فهم الدين الاسلامى الحنيف الذى يحث على الامن والاستقرار وليس على العنف وبالتالى يجب على الحاكم قتالهم مشيرا الى ان الذين قاموا بالمحاولة التى احبطتها قوات الامن السعودية هم مجموعة من الشباب الذين يقومون بالتنقيب فى الكتب من اجل التثقيف الدينى دون الرجوع الى العلماء ويقومون باختيار مايتماشى مع ميولهم العدوانية وهم يقومون بتشويه صورة الدين بأعمالهم التى لاتنتمى للدين فى شيء وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فى حين انهم من الاخسرين اعمالا. اما الشيخ حسين خضر مدير مديرية الاوقاف بالقاهرة فقال ان مفاهيم الارهاب دخيلة على الاسلام اراد بها اعداء الامة تشويه صورة الرسالة الاسلامية السامية عن طريق غرس الافكار المسممة في عقول بعض الفئات المضللة ثم اعادة نشرهم بين صفوف الامة وفي ديار الاسلام ليسعوا فيها مفسدين ويسفكوا دماء الابرياء ويخربوا الاوطان وما تنظيم القاعدة الا نموذج صارخ لذلك صنع بأيادي المخابرات الامريكية والصهيونية ليضربوا به الشيوعية، وعندما انقلب السحر على الساحر وجدناهم يسارعون نحو الصاق الاباطيل بالاسلام والمسلمين. واكد الشيخ حسين خضر على ان الشريعة التي اتى بها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تتصف بالسماحة والرحمة حيث خاطبه رب العزة قائلاً: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر).. وقال ايضاً (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) فديننا الاسلامي الحنيف الذي جاء به نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - انما يدعو إلى الالفة والمحبة وعدم ترويع الآمنين، لان كل من تسول له نفسه ترويع الامنين له عذاب شديد.. هذا هو الاسلام وهذه هي رسالته الغراء، وهذا هو نبي الاسلام الهادي الامين الذي ضرب المثل الاعظم في اللين والرحمة مصداقاً لقوله تعالى (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)، بل انه - صلى الله عليه وسلم - كلما اشتد عليه ازاء قومه له يدعو لهم بالمغفرة قائلاً: (اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون) فاسلامنا دين الرحمة، وقد تشرب رسولنا هذه المبادئ وعندما دخل مكة فاتحاً، واجتمع اهل مكة من حوله بعدما طهر المسلمون البيت الحرام من الاصنام واذ بالجمع يلتف من حوله وبينهم من دبروا له المكائد واجتمعوا لقتله فقاله لهم رسول الرحمة - صلى الله عليه وسلم -: ما تظنون اني فاعل بكم.. قالوا اخ كريم وابن اخ كريم.. فقال - صلى الله عليه وسلم - اذهبوا فانتم الطلقاء.. هذه هي الروح الاسلامية السمحاء، التي لا تقابل السيئة بالسيئة وانما السيئة بالحسنة مصداقاً لقوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).. فأين الآخرون من سماحة وسمو هذه الرسالة الاسلامية.. انهم ليريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. ومن جانبه قال الشيخ شوقي عبد اللطيف مدير عام الارشاد الديني بوزارة الاوقاف المصرية ان الارهاب كلمة ممقوتة، والاسلام لا يقرها ابداً، بل ينادي بالسلم والامن والامان.. وان المسلم الحق هو من سلم المسلمون من لسانه ويده قال تعالى (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) كما قال سبحانه جل شأنه (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين). واشار الشيخ شوقي الى أن من صفات الاسلام السلام الذي ارتضاه الرحمن صفة للبشرية جمعاء قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم).. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من آذى آدمياً فقد آذاني).. وهذه هي ايديولوجية قبول الاخر عقائدياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.. فلا اكراه في الدين بعدما تبين الرشد من الغي.. كما اوصى الاسلام بمجادلة اهل الكتاب بالتي هي احسن. وتحدث الشيخ عبد اللطيف عما يخططه المتربصون بالاسلام ضد اهله خاصة اولئك الصهاينة الذين ملأ الحقد قلوبهم ضد الاسلام ويحاولون جهد ايمانهم الصاق الاباطيل بأهل الاسلام ووصفهم بما ليس فيهم من اباطيل انه الحقد الصهيوني الدفين الذي لم تخمد نيرانه ويخططون دائماً لاستنزاف مواردنا وثرواتنا الاسلامية وخيرات بلاد الاسلام والمسلمين ولذلك فعلى الشباب المسلم ان يتيقن من خبث هذه المكائد الصهيونية التي تسعى لتغذية عقولهم بأفكار التطرف الهدامة رغم ان الاسلام يحض على الحوار ونبذ التناحر ولنا في رسولنا الكريم الاسوة الحسنة وفي الخلفاء الراشدين حتى ان امرأة قامت ذات يوم لتحاور عمر بن الخطاب.. هذه هي المبادئ والروح الاسلامية التي تتحاور بالكلمة وليس تلك التي تحمل البارود وتروع الامنين وتقتل الابرياء وتخرب بلاد الاسلام وبدلاً من ان يكون هؤلاء الشباب في خدمة اوطانهم تحولوا إلى خناجر لطعن هذه الاوطان في مقتل، وتناسوا قصة الرسول الكريم الذي اخرجه الكفار من مكة فوقف على ابوابها مخاطباً لها قائلا:ً (والله انك لاحب بلاد الله عندي ولولا ان اهلك اخروجوني منك ما خرجت..) انها الوطنية الحقة والافتداء الصادق للارض والوطن. وأضاف الشيخ عبد اللطيف.. انه اذا كان المولى سبحانه وتعالى قد حرم الاعتداء على النفس على كافة ارض الله فما بالنا بمن يفعل ذلك على ارض المملكة تلك البقعة التي كرمها الله وجعل ثراها طيبا وجعلها القبلة الاسلامية انه لعيب كبير على هؤلاء الشباب ان ينتهكوا قدسية هذا البلد الطاهر وعلى هؤلاء الشباب ان يعودوا إلى صواب رشدهم ويتخلقوا بروح المسلمين الحقة وان يصبحوا ركائز للدعوة الاسلامية بدلاً من ان يكونوا معولا لهدم صرح الاسلام في بلد كتب الله له الامن وجعله مباركاً منذ مهبط الوحي على رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -. على صعيد آخر استطلعت "اليوم" آراء بعض العلماء المسلمين المشاركين في المؤتمر الاسلامي العالمي الذي ينظمه المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة حيث استنكر شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي وجود مثل هذه العقول في الامة مؤكداً ان اعتناق هذه الافكار الخاطئة فيه اساءة بالغة للاسلام، واضاف ان شريعة الاسلام ترفض العنف والارهاب ضد المسلم وغير المسلم لان الربط بين الاسلام والارهاب فيه ظلم كبير للاسلام وتشويه لصورة المسلمين امام العالم. وقال شيخ الازهر متسائلا :ً كيف ان المؤسسات الاسلامية ببذلها جهودا متواصلة في التعريف بالاسلام الصحيح وتصحيح الافكار الخاطئة عنه لدرء تهمة الارهاب ويقوم بعض شبابنا بسلوكيات غير متفقة مع ما دعا اليه الاسلام ليثبت هذه التهمة. واضاف شيخ الازهر ان مجمع البحوث الاسلامية بالازهر اصدر بياناً عقب وقوع احداث 11 سبتمبر 2001 الارهابية ضد الولاياتالمتحدةالامريكية بجانب البيانات الاخرى التي ادانت الارهاب، وبيان مجمع البحوث تضمن شرحاً لموقف الاسلام من هذه الظاهرة الدولية ومن الارهابيين الذين لا يمكن ربطهم بدين او جنسية محددة، كما عرف العالم بمنهج الاسلام في مكافحة الارهاب واستئصال بذوره من النقوش الجانحة عن طريق الاسلام. ومن جانبه اكد الدكتور احمد الطيب مفتي مصر ان الاسلام بريء من سلوك بعض المنتسبين للاسلام والذين يسيئون اليه لعدم فهم حقيقة وجوهر الاسلام السمح العظيم الذي جعله الله رحمة للعالمين ضد زوابع تريد ان تنال منه وهي زوابع لا تمت اليه بصلة من قريب او بعيد على الاطلاق. واضاف انه لا بد من وقفة للمسلمين وللعالم في وجه الارهاب من اجل نشر السلام في العالم وتابع مفتى مصر حديثه قائلا: الوقفة هنا من اجل الاسلام المظلوم فلا بد ان يعرف غير المسلمين ان الاسلام دين عظيم سمح عاشت معه البشرية اكثر من 14 قرناً من الزمان بل عاشت في كنفه وعبر حضارته الطويلة كل الاديان وكل الاعراق فلم تجد الا كل سماحة واحتضان ولم تجد أي تعصب او تطرف من جانب العقيدة. ويضيف الدكتور جعفر عبد السلام الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية ان التطرف له اسبابه ودوافعه ومن اهم اسبابه عدم الفهم الصحيح للاسلام والتعصب فضلاً عن عدم فهم اللغة فهماً دقيقاً بالاضافة للوقوف على ظاهر النصوص دون التوغل في اسباب الاحكام وعللها. وضرب الدكتور جعفر مثالاً لذلك بأحد الكتاب الامريكيين الذي يتهم انظمة التعليم السعودية والمصرية بأنها وراء الارهاب والتطرف من خلال نص موجود بالكتب الدراسية وهو (يجب على المسلمين ان يكونوا اخوة) وطالب الكاتب الامريكي في كتابه بضرورة الغاء مثل هذه النصوص لازالة مثل هذه الافكار التي تؤكد التطرف والارهاب وتربيه في نفوس التلاميذ ولذا يؤكد الدكتور جعفر ان هناك فرقا بين من يقف عند ظاهر النصوص ومن يقف عند بواطنها فيوضح أن هناك آية صريحة تبين حرية العقيدة وهي (لا إكراه في الدين) ولم يتم نسخها كما قال البعض فهي اية محكمة اما الايات التي نسخت فهي ايات التدرج التشريعي مثل ايات الخمر والربا ويتابع الدكتور جعفر ان التطرف ضد طبيعة الاسلام ووسيلته وضد فهم القرآن وضد فهم السلف الصالح فالمرجعية الاساسية عندنا هي نصوص القرآن والسنة وما اجمع عليه المفكرون الاسلاميون اما الارهاب فله تعريفات كثيرة وما اجمع عليه رجال القانون وعرفوه بأنه فعل غير مشروع ويتمثل في العدوان على اشخاص او اموال او اشياء بهدف اشاعة الخوف والرعب بين الناس، كما اوضح الدكتور جعفر ان للاعلام دوراً كبيراً في ايجاد الكثير من الارهاب حيث يستخدم اقل قدر من العنف عن طريق الدعاية وقال: من الغريب رغم معالجة الاممالمتحدة لهذه القضية الا انه لم يتم التنفيذ وان هناك تمييزا ضد الدول الاسلامية التي يريدها الغرب دولاً للمواد الخام فقط. اما الدكتور طه جابر العلواني رئيس مجلس الافتاء في الولاياتالمتحدةالامريكية ورئيس الجامعة الاسلامية للعلوم الاجتماعية فأوضح ان المرجعية في كل شيء للكتاب والسنة فنحن مع الوسطية وديننا هو دين الوسط. واضاف انه بعد احداث 11 سبتمبر 2001 قامت في الدول العربية دعوة تؤكد رفضها واستنكارها الارهاب فالارهاب ليس قاصراً على المسلمين بل هو غربي الصفة والمنشأ فهناك منظمات ارهابية في معظم دول العالم مثل منظمة ايتا بأسبانيا والجيش الاحمر باليابان. ومن جانبه اكد الشيخ خليل بن احمد الرئيس العام لجماعة اهل السنة بعموم الهند انه يجب عدم ربط الارهاب بالاسلام لان الارهاب موجود في كل الحضارات كما انه لا توجد حضارة واحدة قامت بقتل الناس اكثر من الحضارة الغربية التي لا تزال تقتل الابرياء حتى الان اما الحضارة الاسلامية فلها دورها في ترقية الغرب والاسهام في تقدمه العلمي والحضاري لانها حضارة لا تقوم على العنصرية وانما تقوم على اساس التكامل الانساني فهي حضارة الرحمة ومثال ذلك نجد ان جميع الغزوات التي غزاها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يوحي لأصحابه بألا يقطعوا شجراً او يقتلوا طفلاً او شيخاً او عابداً في صومعته او يمارسوا أي تخريب وتدمير للبيئة الانسانية. واضاف الدكتور رجب بويا مفتى كوسوفا ان من اسباب الارهاب في العالم الاسلامي رغبة الحضارة الغربية في الهيمنة على العالم الاسلامي وهذه الحضارة لا تريد لها نداً وأضاف ان شريعة الاسلام واضحة في موقفها من الارهاب والتطرف والغلو في الدين ولكن الغرب حاول ربط الدين الاسلامي بمفاهيم غريبة عنه مثل الارهاب والتطرف ونشرها في جميع وسائل الاعلام والمسلمون في سبات عميق كأن هذه الجملة لا تعنيهم. وقال كامل الشريف الامين العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة ان الاسلام بريء من الارهاب وينهى عن أي تنظيم او تجمعات تسيء للاسلام والمسلمين وفي نفس الوقت يدعو إلى العمل الجماعي الخيري الذي يعود بالنفع على الامة الاسلامية ولا يفر بها ويشوه صورته خاصة في المرحلة الراهنة الذي يتعرض فيها الاسلام لحملة تشويه كبيرة من الغرب ويخلطون الامور للتشويه المتعمد لدى وسائل الاعلام الغربية لاقناع الشارع الغربي بأن الاسلام دين ارهاب لذلك يتطلب من الدعاة في العالم الاسلامي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وتنشئة الشباب المسلم تنشئة اسلامية صحيحة بعيداً عن الغلو والتطرف والتشدد وان الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي يعترف بسائر الاديان ويجل انبياءها وكتبها المقدسة برغم الخلافات العقائدية ويدعو للحوار مع ابنائها بالتي هي احسن وينبذ العنف. كما يجب على الدعاة في العالم الاسلامي ان يبرزوا في خطبهم حقيقة الاسلام ورفضه صراع الحضارات وايجابيته في تعايش الحضارات لان الاسلام يتعايش مع الجميع ولا يجوز لحضارة الاسلام ان تمحو حضارات اخرى. وطالب الشريف بتحاشي دعاة الامة في هذه الظروف الراهنة الاشادة العمياء بالتاريخ الاسلامي كله خاصة ان بعض العصور الاسلامية قد شهدت اشكالاً من التعصب والطغيان الذي اصاب المسلمين قبل غيرهم وتجد ان تلك العصور قد شهدت ايضاً علماء من المسلمين قاموا يناهضون الطغيان معتمدين على احكام الكتاب المبين والسنة المطهرة. وقال الدكتور احمد هليل وزير الاوقاف الاردني ان الارهاب الاسلام منه بريء سواء كان في ديار المسلمين او في الغرب وعندما حصلت احداث 11 سبتمبر سارعت جميع المجامع الفقهية والدينية المعتمد في كل العالم الاسلامي لادانة هذا الحادث وبينوا حقيقة الاسلام الرافض لهذا الاعتداء على المدنيين الابرياء وهدم المنشآت العمرانية لذلك يجب محاربة الارهاب بكل اشكاله.. فما بالك اذا وقع أي حادث ارهابي في أي دولة اسلامية او استعداد جماعة معينة او تنظيم معين لاستعداده بعمل ارهابي في أي دولة اسلامية قد يسبب خسائر بشرية ومادية ان مثل هذه الاعمال الاسلام منها بريء ويجب على دعاة الامة توضيح صورة الاسلام السمحاء لمثل هذه التنظيمات المتشددة التي قد تفهم الاسلام فهماً خاطئاً ومغلوطاً لان الاسلام دين السماحة ونشر بالموعظة الحسنة والحكمة رغم ماواجهه الرسول الكريم من متاعب ومصاعب. ويقول الدكتور محمد شريف مفتي شمال اليونان انه من الضروري ان نحدد أولاً معنى الارهاب لنحدد على اساسه ما اذا كان هذا ينطبق على الاسلام ام لا.. وعلى أي حال فالاسلام لا يأمر بالقتل او سفك الدماء ابداً، لان مبادئه ان من قتل نفساً بغير حق كأنه قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنه احيا الناس جميعاً.. وهذه هي مفاهيمنا الاسلامية.. واذا كان الارهاب هو قتل الابرياء.. فان الاسلام براء من كل ذلك.. واكد مفتي اليونان على اهمية تربية النشء الاسلامي على المبادئ الاسلامية السامية وعدم تركهم فريسة للافكار الهدامة، مشيراً إلى انه اذا كان الارهاب محرماً في شتى بقاع الارض فانه اكثر حرمة في الاراضي المقدسة مهبط الوحي، البلد الآمن الطيب قبلة المسلمين. اما حسن ابو سبيب امين عام الهيئة الخاتمية للارشاد والدعوة الاسلامية بالسودان فقط اكد على ان الاسلام ابعد ما يكون عن الارهاب لانه يدعو للسلام والائتلاف والمحبة.. قال تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) ولعل منذ ان هبطت رسالة السماء في الارض الطاهرة المباركة مكةوالمدينة مهبط الوحي قبلة المسلمين وهي امل الامة الاسلامية جمعاء وعليه فالاسلام لا يقر الارهاب ولا يدعو اليه.. ولكن هناك من ارادوا ان يحاربوا الاسلام بابنائه فقاموا بتربيتهم على الافكار الهدامة ثم جعلوهم يعيثون في بلاد الاسلام فساداً يقتلون هذا ويسفكون دماء هذا ويخربون ممتلكات الدولة.. ثم في النهاية يرمى الاسلام بسببهم بالاتهامات الباطلة، رغم ان الاسلام من افعالهم بريء.. هذا الاسلام الذي انار الدنيا بنوره بعدما عاشت ظلاما في الجهل. ويؤكد ابو سبيب على اهمية الدور الملقى على عاتق المملكة العربية السعودية بصفتها قبلة العالم الاسلامي حيث عليها ان تقود مسيرة توضيح صحيح الاسلام للعالم اجمع، دون ان تحبط عزائمها مكائد الحاقدين ومكر المتربصين، لا سيما بعد ظلم الاسلام مرتين احداهما بجهل ابنائه والاخرى بتقصير علمائه. واضاف ابو سبيب: على رجال الدين وعلماء الاسلام والمفكرين من امة سيد الخلق ان يقوموا بدورهم في توعية ابناء المسلمين وتبصيرهم بصحيح المفاهيم الاسلامية من اجل تحصينهم بسياج الايمان من تأثير الغزو الفكري المسمم الذي يسعى اعداء الامة لبثه في عقول المسلمين. اما ابو بكر بخادي رئيس اللجنة الفلكية لممثلي بلجيكا في بروكسل.. فقال: على الشباب المسلم ان يتمسك بصحيح الاسلام وليتعلم مبادئه جيداً، ويبتعد عن التعصب الاعمى لان الاسلام اقوى من الخوف عليه بدليل انه نادى بالحوار دون اهتزاز او خوف لان له الغلبة في النهاية. واشار بخادي إلى ان من يقلق عليهم تنظيم القاعدة فهم ليسوا حجة على الاسلام، بل انهم اضروا الاسلام اكثر مما افادوه.. وانهم اشد خطراً على الاسلام من اعدائه.. لانهم يطعنون الاسلام في ظهره. مؤكداً ان هؤلاء تم تشكيلهم بأيادي المخابرات الامريكية لاهداف واضحة يعرفها الجميع.. وعندما دارت الدائرة وانقلب هذا التنظيم على امريكا تحركت الولاياتالمتحدةالامريكية وتيقنت من خطورة هؤلاء. واضاف بخادي اننا مطالبون الآن بأن نسارع الخطى نحو تثقيف العقلية المسلمة حتى نوجد اجيالا مسلمة قادرة على ان تحمل شعلة الاسلام حتى يرث الله الارض ومن عليها . د.احمد عمر هاشم كامل الشريف