عيسى محمد عيسى الفهيد احد كبار المقاولين في محافظة الاحساء ، فعلى يديه بنيت العديد من المباني المعروفة في محافظة الاحساء، منها مباني الامارة ومستشفى ارامكو السعودية. ويعد من ابرز المقاولين ويبلغ من العمر 72 سنة، وكان لوالده التأثير الكبير في خروجه من ارامكو السعودية، بعد ان عين رئيسا لاحد الاقسام فيها. وهو متزوج وله من الابناء عبدالله، يوسف سامي واسامة و4 بنات ألتقيناه فكان هذا الحوار : حي المجابل @ نود التعرف عليك؟ * ولدت في محافظة الاحساء بمدينة المبرز في حي المجابل، الذي يحتضن العديد من العوائل المعروفة، وهو احد الاحياء المتوسطة. @ من كان جيرانكم في ذاك الوقت؟ * هناك عدد من العوائل المعروفة، منها المهيني، السعيد، المذن وغيرهم. حيث كان يسود الحب والمودة والتأني بيننا، فالجار يسأل عن جاره دائما سواء في ايام الفرح او الحزن. الدراسة والفقر @ من خلال رحلتك مع الحياة كيف وجدت الدراسة في أيامكم؟ * في الحقيقة كان الحال يحكي عن نفسه، حيث لم تكن الدراسة مهمة للعديد من العوائل، لضيق الرزق، فالجميع يبحث عن العمل من اجل تكوين نفسه، وبالنسبة لي لم اعط الدراسة الاهتمام الكبير، رغم اصرار والدي على ان ادرس عند المطوع لحفظ القرآن الكريم، حيث كان الشيخ سليمان العيسى هو معلمي الاول، الذي تعلمت على يده القرآن الكريم، وقد حفظت بعض الاجزاء. إلا انني كنت اهرب من المطوع طمعا في الالتحاق بالعمل. @ وكم كان عمرك عندما التحقت بالمطوع؟ وماذا عن الاجر الذي كان يتقاضاه المطوع حينها؟ * أتذكر ان عمري حينها كان 12 سنة، اما بالنسبة للاجر فكان لا يتعدى الريال او الريالين، حيث كانت والدتي تلزمني رحمها الله باعطاء المطوع اجره، لان والدي كان حينها يعمل في ارامكو في راس تنورة. النقش على الجص @ قلت انك كنت تهرب من المطوع.. اين كنت تذهب؟ * كان هاجسي في ذلك الوقت هو العمل، فكنت حينها اشتري الجص واذهب به للمنزل لعمل التمرين. وعمل اشكال مختلفة من المباني الصغيرة والنقش عليها، بعدها اخذت في الانخراط في العمل وممارسة عملية البناء، وكانت هي الانطلاقة نحو المقاولات. الالتحاق بأرامكو @ ألم يكن لديك هاجس في العمل في ارامكو السعودية؟ * ومن قال غير ذلك فقد كانت ارامكو تقبل عددا كبيرا من الناس في العمل، وفي مجالات مختلفة، ولقد ذهبت من الاحساء الى الدمام من اجل التسجيل في ارامكو، وكان عمري حينها 20 سنة، وقدمت اوراقي للموظف، وكان معي اثنان من القطيف، وتم توجيهي حينها الى رجل امريكي اسمه (بوكس) فأخذ اوراقي وسألني ماذا كنت تعمل فأجبته (في البناء) فعينني رئيسا على مجموعة من الاشخاص، وقد سألوني منذ متى كنت تعمل في الشركة فأشرت لهم اليوم فقط، وكان يعمل معي حسين الطبيلي، وقد علم والدي انني اصبحت موظفا في شركة ارامكو فقام على الفور بالتوجه لي وامرني بالرجوع الى الاحساء، لان والدتي واخواني يسكنون لوحدهم، وبالفعل استقلت من ارامكو. العمل في البناء @ ماذا عملت بعدها؟ * لم يكن لدي بد الا العمل في البناء، وحاولت ان اثبت وجودي في هذا المضمار وكنت منافسا قويا في مجالي. @ هل تتذكر اسماء المقاولين في ذلك الوقت؟ * اتذكر منهم العرادي والنويحل، والجويسم وغيرهم، وكانوا هم الابرز في هذا المجال، حيث كان التنافس على اشده في مجال البناء والفوز بالاعمال. عمارة الجوهر @ ما اول عمل قمت به؟ * من الاعمال التي قمت بها وهو اول عمل بناء عمارة الجوهر، وقد طلبني حينها راشد الراشد، وكان بمثابة اختبار بالنسبة لي فقمت بصف الطابوق من اجل البناء، وجاء حينها رجل سوري، وكان يعمل مقاولا، واشار الى ان ما اقوم به غير صحيح، وجاء الراشد ليحكم على العمل، فطرد السوري واسمه سميح. @ ومن كانوا يعملون معك في مجال البناء؟ * كان هناك محمد العماني وعبدالله الهبوب وسعد الحمل. 30 عاما في المقاولات @ ما ابرز الاعمال التي قمت بها؟ * من ابرز الاعمال التي قمت بها بناء اقدم مستشفى لارامكو، حيث قمت ببنائه، وكذلك مستشفى في الزقيجان بالهفوف ومستشفى في الديرة، وعدد من المنازل في الهفوفوالمبرز، وعدد من المدارس في العيون والمراح، وظللت في هذا المجال لمدة 30 سنة تقريبا من العمل المتواصل. @ كيف كنت تتعامل مع من كانوا يعملون معك؟ * عندما تغير الحال وجاءت العمالة الوافدة، وكان عدد من الجالية اليمنية يعملون في هذا المجال، كنت اعطيهم بين 500 و600 ريال للفرد الواحد. مفاجأة للعائلة @ ما الأمر الذي تفتخر به دائما؟ * لا اخفيك ما قدمته طول حياتي لابنائي وعائلتي لايضاهي ما قدمه والدي لي فقد عملت على شراء ارض مساحتها 600 متر في (الدوغه) من المهندس صالح البنيان ، وقد عرض علي شراءها، وقد قبلت، وبالفعل قمت ببنائها وبعد ان انهيت البناء اخذت العائلة في مشوار بسيط، وقلت لهم اننا سوف نشاهد احد المنازل التي قمت ببنائها، وبعد ان انهيت المهمة قلت للوالدة هذا المنزل لكم. وكان مفاجأة كبيرة بالفعل. امارة الأحساء @ ماذا عن امارة الاحساء؟ وكيف قمتم ببنائها؟ * هذا امر يطول الحديث عنه، وقد حدث ذلك عندما تم استدعائنا من اجل المشاركة في البناء ،مع مجموعة كبيرة من المقاولين في المحافظة، وكان المسئول ايامها العرادي، حيث كنا نتنافس في البناء، واتذكر ايامها انه كان هناك مجموعة من المقاولين المعروفين من بينهم العرادي، السماعيل، محمد حسن الخضير وعبداللطيف السعيد وغيرهم. @ حدثنا عن زواجك كيف كان ايامها؟ * تزوجت وعمري 22 سنة، وقد اشترينا بقرة في حفل الزواج، وكنا نأكل منها لمدة 5 ايام متواصلة، دون انقطاع، حيث نعلقها في وسط المنزل (الحوي) أما عن الدعوة فكان احدهم واسمه (زيد العمى) ينادي بالناس ان تفضلوا على حفل الزواج. @ كيف وجدت نفسك بعد الجلوس في منزل وخلدت للراحة؟ * الحمد لله رب العالمين وجدت انني مرتاح النفس، بعد ان اديت الواجب نحو وطني وبلدي، وقمت بالبناء، والتعمير، وبعد ذلك اصر اولادي الذين اكن لهم حبا وتقديرا كبيرين على الخلود للراحة. الفهيد يتحدث للمحرر