سعد صالح عبدالعزيز العبدالحي من أعيان قرية الكلابية، من الذين عاصروا بداية شركة أرامكو السعودية، إلا ان الظروف أجبرته على ترك الشركة، بسبب تمسكه برأيه، الذي افقده الكثير، كما يظن البعض، إلا ان الحقيقة عكس ذلك، فقد انعم الله عليه برزق آخر حتى سمي (أبو رزقين). استوقفنا ذاكرته، سبرنا أغوارها، جلنا في عدة محطات فيها، فكان هذا الحوار: جيران في الكلابية @ في البداية حدثنا عن حياتك الشخصية؟ أنا أحد رجال قرية الكلابية، ولدت في هذه القرية التاريخية، وعاصرت العديد من الأحداث، ولي من الأولاد 4، هم: احمد، فهد، عبدالعزيز وسعود. أما البنات فعددهن 3 بنات. @ وماذا عن الحي الذي عشت فيه؟ عشت في حي كان يسكن فيه العديد من العوائل، مثل عائلة طريف العبود، خالد الرزق، ومفرج الوسمي وغيرهم. مزارع في حائل @ ما أول عمل عملت فيه؟ عملت في البداية في الزراعة، وكان عمري وقتها 13 سنة، وقد عملت في منطقة يقال لها العوبة في حائل، وكان عددنا 200 رجل، حيث كان يقوم بتوجهنا ناظر المزرعة. @ وكم كان أجرك اليومي؟ حوالي قرشين. @ وهل واصلت في الفلاحة؟ أبدا، فقد زاد التعب علينا بعد زيادة ساعات العمل، وبنفس الأجر، لهذا قررت على الفور ترك العمل، وقد سمعت ان أرامكو تريد عمالا للعمل فيها، فذهبت مع حسن الحصان، وهو من أهل الكلابية إلى الدمام للتسجيل في الشركة. 10 أيام على الجمال @ وكيف كانت وسيلة النقل آنذاك؟ لم يكن هناك بد من استخدام الجمال كوسيلة نقل، حيث كانت الرحلة من الكلابية إلى الدمام تستغرق 10 أيام، ومنها وصلنا إلى رجل أمريكي، كان مسئولاً عن التوظيف، وتم الكشف علينا، ورجعنا إلى الأحساء، بعدها تم إبلاغنا بالوظيفة @ وما كانت وظيفتك؟ كانت الوظيفة هي العمل في (الرقوق) في أبو حدرية، في منطقة يقال لها أبراج الكبريت. @ ومن من الرجال الذين عملوا معك؟ أتذكر منهم عبداللطيف المخايطة، وهو أحد الرجال الذين عملوا معي، حيث عملت في هذا المجال 15 يوماً فقط، وانتقلت بعدها للعمل في حفر الباطن. مساح في الربع الخالي @ وكيف حدث ذلك؟ جاءت ورقة مكتوب فيها ان أعمل مع القزاز، وهي إحدى الشركات التي تعمل في المسح الجيولوجي في الربع الخالي، وقد عملت بجوار أحد الأمريكيين في المسح، حيث كنت أمسك بأحد الأخشاب، ويقوم بدوره بتصويري، ومن خلال هذا العمل تمت زيادة راتبي. @ وكم سنة عملت في الربع الخالي؟ حوالي 20 سنة. الأمريكي والصلاة @ وهل واصلت في هذا العمل؟ إرادة الله فوق كل شيء، فقد كانت ساعة النهاية مع أرامكو، وهو ان الأمريكي الذي كنت اعمل معه طلب مني في أحد الأيام عدم الصلاة، إلا بعد الانتهاء من العمل، وقد استجاب في حينها اثنان كانا يعملان معي، أما أنا فقد رفضت هذا الطلب، فالصلاة أهم من العمل، فقام بدوره بفصلي من العمل، وطلب مني الذهاب في الغد إلى الظهران، وتم التحقيق معي حول ما حدث. @ وماذا فعلت بعدها؟ كتبت معروضا للملك فيصل، وطلبت مقابلته، وبالفعل ذهبت إلى الرياض، وكان معي رجل اسمه عبدالله المليلي، وكان المكان يغص بالناس، وبسبب الزحام رفعت صوتي باسم الملك فيصل، لكي أقابله، وعندما سمع صوتي قال: أهلا بعيالي من الشرقية، وعندما سمع بقصتي أمر رحمه الله بفصل الأمريكي من العمل، وإرجاعي إلى عملي. العمل في الزراعة @ وهل عدت إلى العمل؟ لا، فقد مللت من العمل، وفضلت التقاعد، بعد عمل في أرامكو لمدة 35 سنة، وأعطوني 100 ريال. @ ماذا عملت بعدها؟ عملت على شراء عدد من المزارع والعمل فيها، وكانت أنسب الأعمال. @ ألم تكن متسرعاً في الخروج من أرامكو السعودية؟ أبدا فالرزق على الله، بل كنت سعيدا، وكما ترى فأنني في أتم الصحة والعافية. أبوابي مفتوحة للشباب @ ماذا عن مجلسك الخاص بالشباب؟ لدي عدد من المجالس، فهناك مجلس مخصص للشباب، وآخر للضيوف، وآخر للعائلة، وكلها جعلتها من أجل الناس وسعادتهم. @ ما حكاية تسميتك أبو رزقين؟ ان الله يرزق بدون حساب، والله انعم علي بالكثير، وسبب التسمية أنه بعد ان خرجت من أرامكو انعم الله علي بالكثير ولله الحمد. العبدالحي يتحدث للمحرر الضيف مع عائلته