ذاكرة الزمن شارك سعد أحمد سعد بوعنز عددا من كبار الأسماء الفنية في أعمال فنية متميزة، ورغم ذلك فهو يفضل البقاء في الظل، تواضعاً. عمل في شركة أرامكو السعودية 20 عاما، حتى تقاعد منهاً، لم ينفصل خلالها عن الوسط الفني، فكانت له إسهامات واضحة. انطلق من حي المجابل بمدينة المبرز، ليضبط بإيقاعه عددا من الأعمال الفنية. (اليوم) التقته ونبشت ذاكرته فكانت هذه الحصيلة: حي المجابل حدثنا عن البداية؟ نشأت وترعرعت في حي المجابل، أحد الأحياء العريقة والمعروفة في مدينة المبرز، وأتذكر ذلك الحي الواسع، الذي يعني ليّ الكثير من الذكريات الجميلة، حيث كان الحب يسود الجميع، وكذلك تكاتف الجيران، وسؤالهم عن بعضهم. من تتذكر من جيران حي المجابل؟ العماني، الفهيد، العليان، الضحيان، وغيرهم من العوائل الطيبة والعريقة، المعروفة بالكرم والطيب وحسن الأخلاق في التعامل. في بلاط الشهداء ماذا عن الدراسة؟ حرص والدي على تعليمي من خلال إلحاقي بمدرسة بلاط الشهداء الابتدائية، التي لا تزال موجودة إلى اليوم، وأتذكر أنه أمسك بيدي من البيت إلى المدرسة في اليوم الدراسي الأول ليّ فيها. هل تتذكر أحدا من معلميك؟ أتذكر منهم: عبداللطيف السليم، صالح العليان، أحمد المبيرك، علي السلطان، وكانوا بحق معلمين على قدر كبير من العلم والأخلاق في التعامل مع الطلاب، مما أكسبهم الاحترام والتقدير، فعلاً المعلمون كانوا شيئاً كبيراً في حياة المجتمع حينها. أين درست المتوسطة؟ في مدرسة خالد بن الوليد، وكان مديرها السحيحي، وكانت تضم مجموعة من المعلمين القديرين، مثل عبدالرحمن المهاوش، وغيره. العمل في أرامكو وهل أكملت دراستك بعد المتوسطة؟ لا بل فضلت الانخراط في العمل، الذي كان متوافراً حينها، حيث التحقت بشركة أرامكو، وتحديداً في الظهران. وكيف التحقت بالشركة؟ علمت ان هناك تسجيلا ووظائف، فأخذت سيارة على الفور من الهفوف إلى الظهران، في رحلة استغرقت 3 ساعات تقريباً، وفور وصولي قدمت أوراقي وقبلت على الفور، ووجهت للعمل في قسم الصيانة بالظهران، وبعد فترة وجيزة نقلت إلى إدارة الصيانة في بقيق، حيث عملت 20 عاماً، ثم تقاعدت مبكراً بناء على طلبي. هل تتذكر أحد من الزملاء؟ أتذكر منهم: محمد الفرحان، محمد وسعد النغموش، صالح الشويرد، صالح بوعنز، وآخرين جمعتني بهم علاقات طيبة حتى آخر يوم لي في العمل. البداية مع الإيقاع دعنا نتناول الجانب الآخر لك.. مشوارك الطويل مع الإيقاع كيف كانت بدايته؟ هذه الرحلة بدأت قبل ربع قرن، عندما زرت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وكانت تقام على مسرحها في حي الصالحية بالهفوف حفلة غنائية، بمشاركة عدد من الفنانين الكبار، منهم مصطفى أحمد ومطلق الدخيل ويوسف الصقر وسعد الجوف وغيرهم، وقد شاهدت الحفل فتأثرت كثيرا، وتعلمت العزف على الإيقاع بمفردي، حتى وصلت إلى درجة اقتنعت بها. وهل توقفت عند هذا الحد؟ لا، حاولت ان أطور نفسي، عبر الاحتكاك مع الكبار، وكان عمري حينها 20 عاماً، فتعلمت لدى الإيقاعي المعروف راضي درويش، الذي بفضل الله ثم بفضل توجيهاته استطعت ان أصل إلى أفضل النتائج. مع الكبار ما أبرز الحفلات التي شاركت فيها؟ شاركت في العديد من الحفلات الغنائية لكبار الفنانين، منهم مطلق الدخيل، عادل الخميس، رابح صقر، حسين قريش، عبدالعزيز المنصور، عبدالمجيد عبدالله، سلامة العبدالله، عبدالله رشاد، عبدالرحمن الحمد ومحروس الهاجري. الفرح يصبح حزناً هل تتذكر موقفا مميزا خلال رحلتك الفنية؟ كنت برفقة الفنان مطلق الدخيل نحيي حفلة فنية في لبنان، وجاءني خبر وفاة والدتي، فحاولت على الفور العودة إلى المملكة، ولم أتمكن من الحصول على حجز، فتحول الحفل والفرح إلى حزن، ولم يستطع زملائي إخراجي من الجو الحزين الذي دخلت فيه. موقف مضحك وماذا عن المواقف المضحكة؟ كنا في مجموعة من الاخوة الزملاء في أحد الأماكن البعيدة عن الأحساء، وكان المكان يعج بالفوضى، وكنت منشغلاً جداً، وحين بدأ الحفل بحثت عن الإيقاع فلم أجده، لأنني لم أحضره معي من الأحساء، فضحك الجميع من هذا الموقف المحرج. وبدأ الحفل واستمر بدون إيقاع. من أبرز الصعوبات التي تواجه الإيقاعي على وجه الخصوص؟ أبرزها الظروف العائلية، وعدم دراسة هذا المجال، بل تعلمها بالممارسة ومع الهواية والموهبة، يسعى الإنسان إلى تطوير نفسه في هوايته فيدفع من وقته وماله. من هم أفضل الإيقاعيين في الساحة الآن؟ ما الصعب ان أحدد، ولكن هناك أسماء لامعة، مثل محمد بوريش، وهو إيقاعي متميز، وهناك إبراهيم الناجم وعبدالله الصقر (رحمهما الله تعالى). بو عنز مع زميله الفنان مطلق الدخيل