_ مرة أخرى عادت نغمة قديمة سمعناها كثيرا بل وحفظناها عن ظهر قلب في جميع دورات الخليج بدون استثناء تقول ان الشحن الاعلامي اهم اسباب هزيمة المنتخب الاماراتي من نظيره العماني في دورة الخليج السادسة عشرة بالكويت.وقلت لنفسي: تاني! حكاية الشحن الاعلامي التي كان يرددها البعض ليلقي بالمسئولية على الصحافة تحديدا دون غيرها من وسائل الاعلام خلال الثمانينيات والتسعينيات! انها نغمة قديمة أصبحت ممجوجة وغير مقبولة ونحن في عام 2004 وفي قلب عصر يموج بالاعلام من كل لون وشكل.واتعجب بحق، فما كان يقال في دورة الخليج السابعة عام 84 في مسقط على سبيل المثال لم يعد صالحا حاليا فقد فاز منتخب الامارات على قطر ثم الكويت وخسر بعدها من السعودية والبحرين وتعالت الاتهامات من كل صوب حول تأثر اللاعبين بالشحن الاعلامي وجرت محاكمات للصحافيين بدلا من اللاعبين وتكرر ذلك في دورة الخليج التاسعة بالرياض. ونصبت المشانق للاعلام الرياضي عقب البطولة العاشرة بالكويت والتي احتل فيها الامارات المركز الاخير في عز ازدهاره وفرحته بالتأهل لمونديال ايطاليا 90 يومها انهالت الاتهامات على صحافة الامارات بدعوى الشحن والنضج والمبالغة و... و... على الرغم من وقوع اخطاء ادارية فادحة سبقت البطولة بسبب الحيرة في المشاركة بالفريق الاول او بفريق من الصف الثاني وهي حكاية ليس هنا مقامها. حدث ذلك قبل خمسة عشر عاما واكثر ولم يكن الاعلام الرياضي سوى ملاحق صحافية محدودة العدد والمساحات ولم يكن للتلفزيون اي دور سوى بث المباريات فقط.والان في ذروة التزاحم الاعلامي وتسابق القنوات الفضائية ليس في بث المباريات بل في حشد خبراء التحليل الكروي وبعضهم تصور انه افلاطون الكرة الخليجية يتحدث عن الكرة الفاضلة متناسيا طبيعة اللاعب وتذبذب المستويات والضغوط التاريخية لدورات الخليج ويحتار المرء وهو ينتقل ما بين القنوات الفضائية وهو يسمع اساتذة التحليل من النقيض الى النقيض باستثناء قلة لها كل الاحترام والتقدير. وفي صالونات التحليل تسمع العجب من لاعبين سابقين وللأسف يحتسب ما يقولونه على الاعلام الرياضي ويسحب من رصيده الوافر اما الصحافة الرياضية فتعيش في عصر وفرة غير عادية في المساحات والصفحات وهي ظاهرة اكاد اجزم انها غير موجودة في العالم كله ولا يمكن ان تصب هذه المغالاة ضد دورات الخليج وان كانت لا تخلو من سلبيات نعرفها جميعا من الناحية المهنية. شحن اعلامي ايه يا جماعة.. الزحام لم يعد يترك مجالا للتفكير والوقت لم يعد يكفي للقراءة أو حتى الاستماع والمشاهد ولا داعي لالقاء المسئولية على الاعلام انها نغمة قديمة وشوفوا غيرها!_ *البيان الاماراتية