تعجبني التجربة الإماراتية في تسلسل لاعبيها من منتخب الشباب الذي شارك في نهائيات كأس العالم قبل أربعة أعوام إلى المنتخب الأول.. في رحلة بناء حقيقي لمنتخب يتمتع بالقوة والهيبة.. ويتقدّم المرشحين لنيل لقب خليجي (21) ..!! ثقافة البناء تحتاج لعامل الصبر .. وعدم الوقوف على المسكّنات المهدئة الوقتية.. وهي الإستراتيجية التي تستهوي صناع القرار في الخليج.. والغريب أن معظم الاتحادات الخليجية لا تتعلم من الدروس.. وتكرر الخطأ في مراحل ومناسبات عديدة ..!! أعتقد أن التجربة الإماراتية أصبحت مغرية للغاية.. بل ظاهرة يجب أن يتعلم منها صُناع القرار في الخليج ..!! تلك تجربة الإماراتيين داخل المستطيل الأخضر .. وهناك تجربة أخرى في ملعب الصحافة وليس المستطيل الأخضر .. وهي التجربة العمانية في الإعلام الرياضي .. وبحق هي تجربة ثرية وغنية ومثيرة للغاية .. فالصحافة العمانية تكاد تكون الوحيدة الصديقة للاعبي منتخبها .. فالثقة متبادلة بينهما .. والإيجاب هو من يحرك أقلام صحافتهم.. والسلب يصبّ في الواقع البعيد عن الشخصنة والميول ..!! لا أبالغ ولكن قارنوا الإعلام الرياضي العماني مع إعلام دول الخليج الأخرى ستجدونه الأميز في التأثير الإيجابي على اللاعبين ..!! وما بين التجربة الإماراتية والعمانية في مجالين مختلفين لكنهما يصبّان في محطة كرة القدم.. علينا أن نتوقف عند الظاهرة القديمة الجديدة لدورات الخليج .. وهي الخروج عن النص في التغطية الإعلامية لمراحل هذه الدورة والتي عادة ما تبدأ بالتصريحات ذات البهارات الحارة جدًا.. ربما لتسويق الدورة.. وربما لحرب نفسية.. وربما للظهور الإعلامي.. ولكن السيناريو يتكرر في كل دورة حتى حفظ عن ظهر قلب.. وأبطال اللعبة هم ذاتهم يكررون أنفسهم.. ويكررون أيضًا أحاديثهم وتصريحاتهم .. ولك أن تنسخ كل ما تفوّه به في الدورات السابقة وتنشره في هذه الدورة.. لن تجد هناك اختلافًا سوى في اليوم والتاريخ والسنة..!! لا أعرف لماذا يغوص إعلامنا الخليجي في جزئيات مضحكة.. بل ويحوّلها لقضايا كبرى.. حتى لو كانت ( تمثيلية ) مدفوعة الثمن .. نرى بعض الأقلام يسرد لها الروايات والحكايات ..!! الدورة تتطور .. أم تتراجع .. أم نحن نصنع الكذبة ونصدّقها .. بصراحة لقد اختلط الحابل بالنابل.. ولم نعد نفرق الخطأ والصواب.. فما تفعله دورة الخليج بنا .. أمر يفوق الوصف ..!! يقولون عجائب الدنيا (سبع).. وأنا أضيف لها دورة الخليج التي أصبحت أول دورة في العالم تقام مبارياتها عبر الورق الإعلام المقروء وعبر الفضاء وأقصد الفضائيات والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي.. وتختفي في المستطيل الأخضر.. هذه حقيقة شئنا أم أبينا.. اعترفنا أو وضعنا على أعيينا نظارة سوداء.. !! دورة الخليج أصبحت للإعلام وليس للمنتخبات ولا للاعبين ولا الحكام ولا المدربين .. ينافسهم فقط (الجماهير).