«رحلة عمر» اختزال لتجربتي في بطولات الخليج ضغط الإعلام لن يؤثر على لاعبي الأبيض يعتبر الإعلامي الإماراتي المخضرم محمد الجوكر، أحد أساتذة الإعلام الرياضي في منطقة الخليج والعرب، حيث بدأ مسيرته كإعلامي منذ عام 1978م بعد تخرجه من جامعة الإمارات، وكانت له إسهامات كبيرة في الصحافة الرياضية، ووثق مسيرته الإعلامية بثمانية كتب وأعمال تليفزيونية كان آخرها إصداره كتيب «كأس الخليج.. رحلة عمر» الذي رأى النور مع انطلاقة بطولة الخليج الحادية والعشرين في البحرين. الجوكر تحدث وبصراحته المعهودة عن تجربته الإعلامية عموما وكتيبه الخاص الذي قلب فيه صفحات الماضي وأبرز الشخصيات الرياضية التي كان لها دور في أن يصبح حلم بطولة الخليج حقيقة على أرض الواقع.. فإلى التفاصيل.. * أصدرت كتيبا خاصا عن بطولة الخليج.. حدثنا عنه؟ - هذا الإصدار هو الأول لي في بطولات الخليج، وأسميته «كأس الخليج.. رحلة عمر» يتكون من 262 صفحة، و31 فصلا، أتناول فيه تجربتي من خلال مشاركاتي في دورات الخليج، وذكرياتي وحكاياتي مع قادة الرياضة في دول الخليج، والهدف من ذلك التركيز على عملية التوثيق في مجال الصحافة الرياضية في دول الخليج باعتبارها المساحة الأكبر في قلبي، وكانت لي تجربة سابقة على الصعيد المحلي منها 91 حلقة تليفزيونية، و150 صفحة يومية في جريدة البيان الإماراتية على مدى أربع سنوات، حققت خلالها نجاحين كبيرين، الأول حصولي على جائزة الصحافة العربية في 2009م، والثاني حصولي على جائزة الدولة التقديرية في 2010م. * وما أبرز ما تناولته في الكتيب؟ - ركزت فيه على دولتي بحكم أني منتسب لها، وبحكم مشاركة المنتخب في هذه البطولة، وكذلك استضافة البحرين لهذا العرس الخليجي، على اعتبار أن البحرين لها الأسبقية في تنظيم دورات الخليج، وركزت على دور الأمير الراحل فيصل بن فهد، حيث كان رحمه الله أكثر الداعمين لمسيرة الإعلام الرياضي، وشخصيته تمثل جامعة حقيقية يستفيد منها الإعلامي، والإداري، وكانت لي لقاءات مع سموه في بطولات الخليج، أو القارات، فكان صدره رحبا ويتقبل الآراء ويرشدنا ويوجهنا في الطريق الصحيح، وكان شخصية نادرة على صعيد الرياضة العربية أيضا، كما ركزت على دور الأمير خالد الفيصل صاحب فكرة إقامة بطولة الخليج، وكذلك الشخصيات الرياضية القيادية أمثال الشيخ الراحل فهد الأحمد، والشيخة نجلاء أحمد الفهد، وقيادات الرياضة الإماراتية. * هل واجهت صعوبات من أجل توثيق العمل؟ - هي تجربة شخصية، وليس من الضرورة أن تنطبق على الآخرين، لم تواجهني أي صعوبات، لأن العمل الرياضي فيه نوع من الموضوعية، والصدق، والنزاهة، ولله الحمد من خلال هذه التجارب الطويلة علمتنا كيفية تناول مثل هذه الأحداث، وأتمنى أن يجد الكتيب القبول لدى الشارع الخليجي. * كيف تنظر لمشاركة المنتخب الإماراتي في هذه البطولة؟ - المنتخب الإماراتي أكثر المنتخبات الخليجية تجانسا، حيث إن غالبية الأسماء تلعب مع بعض في السنوات الأربع الأخيرة بقيادة المدرب مهدي علي، وهي أول مهمة تخوضها الكرة الإماراتية تحت قيادة وطنية.. وهو رجل ناجح سواء على البطولات الخليجية أو الآسيوية، أو حتى في أولمبياد لندن.. إنني متفائل بمشاركة «الأبيض» في هذه البطولة لأنه يعد المنتخب الأفضل حاليا على مستوى الكرة الإماراتية، ويجد رعاية كبيرة من المسؤولين، وأراهن بأنه سيكون أحد فرسان هذه الدورة. * هل ترى أن زخم الوجود الإعلامي الإماراتي في البطولة، قد يؤثر على نفسيات لاعبيكم؟ - عودنا الإعلام الرياضي الإماراتي أن يكون سباقا في كل شيء.. الآن نرى القنوات التليفزيونية الإماراتية هي من تتسابق لاستضافة الأحداث، وتقديم مواد دسمة للمشاهدين، ووصل فريقان من تليفزيوني أبوظبي، ودبي إلى المنامة وأصبح لديهما فكرة وخبرة كاملة من أجل المساهمة في إنجاح تنظيم الدورة، أيضا ترى بعينيك وجود إعلاميين من صحافة الإمارات يأتون قبل انطلاق الدورة بأيام، وهذا دليل على أن صحافتنا «محترفة»، ولدينا في صحافتنا أكثر من 100 إعلامي رياضي متفرغ، وهي تجربة إماراتية رائدة وشهادتي فيها مجروحة، وأنا أتكلم من واقع تجربة وممارسة عملية وميدانية، بحيث تقوم الصحافة الإماراتية بتخصيص عدد كبير من الصفحات لتغطية الحدث قبل انطلاقة البطولة بأيام، وسترى مع افتتاح المنافسات تغطية تتعدى العشرين صفحة، وهذه التغطية لا تسير في خط متوازٍ مع المنتخب بل يأتون لتغطية أحداث البطولة كاملة، وتعتبر مساندةً للإمارات في إطار النظام، بمعنى أنها لا تقوم بالضغط على اللاعبين إعلاميا، ويكون تركيزها منصبا حول تهيئة كل الظروف حتى يظفر منتخبنا بالكأس. * هل تهمكم المنافسة بين الصحافة الإماراتية وبقية الصحف الخليجية الأخرى من أجل نيل أفضل تغطية إعلامية للدورة؟ - نحن لا نفكر بهذا الأمر، نفكر في تقديم المادة الموضوعية الصادقة الصحيحة، بغض النظر عن الفوز بالمراكز الأولى، لأنني لست مقتنعا فيه من الأساس، قد تكون نوعا من التحفيز، ولكن أتمنى أن تقدم الصحافة الرياضية الدعم الأكبر لهذه الدورة العزيزة علينا، وعموما هدفنا الأساسي إنجاح الدورة، وأعتقد أنه هدف باقي الصحافة الخليجية الأخرى. * برأيك.. لماذا لم يعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم بطولة الخليج ضمن أجندته؟ - لم يعتمدها لاعتبارات كثيرة، لكنه أبدى ترحيبه بها منذ استحداثها عام 1970م، وكتابي يشير إلى الدور الكبير الذي قامت به البحرين في استضافة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» آنذاك ستانلي روز، ومنذ ذلك الوقت يدير حكام دوليون منافسات البطولة، حتى العقوبات التي تتخذ في دورات الخليج، ستطبق عليه لاحقا، أما مسألة لماذا لم يضعها «الفيفا» ضمن أجندته فهذا هو السؤال الأهم رغم وجود محاولات لاعتمادها، ولكن ما زال (الفيفا) غير مقتنع بها، وبالتالي سيتأثر اللاعبون الخليجيون المحترفون خارج بلدانهم كما حدث مع حارس المنتخب العماني علي الحبسي الذي رفض ناديه ويجان مشاركته في البطولة، ولكن طالما أن البطولة معتمدة ومباركة من قبل قادات الدول الخليجية، فهذا أكبر اعتماد لها في تقديري الشخصي. * هل من كلمة أخيرة؟ - أتمنى التوفيق لأشقائنا في المنتخب السعودي، لأنه بصراحة يهمنا نجاح وتفوق الكرة السعودية التي تمر بمرحلة تجديد، وتفوقهم ونجاحهم هو نجاح وتفوق للجميع. الجوكر يهدي كتيب “كأس الخليج .. رحلة عمر" إلى “الشرق"